بدلا من حجج موضوعية، المتجادلون حول بسط السيادة في الغور يقدمون عرضا عابثا ويصرخون بوقوع مصائب وهمية
في وقت ما سيعثر على التطعيم لوباء الكورونا وهو سينقضي. ولكن يمكن ان نقول بيقين ان غور الاردن لن يختفي، وهو سيبقى فاصلا استراتيجيا من الدرجة الاولى بين دولة اسرائيل والعالم العربي والسور امام عموم التهديدات والهزات من الشرق. الان، توجد لاسرائيل امكانية لان تبسط عليه سيادتها وان تجعله حدودها الشرقية. وبالتوازي توجد امكانية في أنه اذا لم ينتخب الرئيس الامريكي دونالد ترامب لولاية ثانية، يمكننا أن ننسى ذلك.
ضد الخطوة تطرح جملة من الادعاءات والمبررات - وتعميم جارف واحد. هذا التعميم يقف ضد "الضم". فهو لا يجري اي فصل بين عناصر الثلاثين في المئة من المنطقة، التي حسب خطة ترامب يمكن لاسرائيل أن تبسط عليها سيادتها – وفي مركزها غور الاردن.
ليس هذا فقط، فبمجرد الصرخة ضد الضم ينشأ عرض عابث وكأن اسرائيل توشك على أن تضم اليها كل يهودا والسامرة. هذا يخلق صورة زائفة تماما في الساحة الدولية وفي وسائل الاعلام العالمية حيث لا يتحدثون عن غور الاردن مثلا بل عن "الضم".
عندنا أيضا يخلق هذا تشويشا كاملا في الاستطلاعات، بحيث أنه يمكن التلاعب بها وتزويرها حسب رغبة من يطلب الاستطلاع. ليس هذا فقط، تجرى حسابات اقتصادية منمقة تظهر أن "الضم" سيكلف دولة اسرائيل عشرات المليارات في السنة. كيف هذا؟ لانهم يخرجون من منطلق ان كل اراضي يهودا والسامرة ستضم في نهاية المطاف، وسيتعين على اسرائيل أن تدفع لملايين الفلسطينيين تأمينا وطنيا، وما شابه من الدفعات الاخرى. بسبب هذا التعميم نحن لا نعرف مثلا هل عندما يقف "قادة من أجل أمن اسرائيل" ضد الضم، فانهم ايضا ضد ضم غور الاردن.
إن الحوار الجماهيري عندنا يتميز في أن كل طرف في الجدال لا يستمع على الاطلاق لحجج الطرف الاخر. فهو لا يريد أن يستمع. واذا سمع فجأة رأيا ليس "سليما"، فانه على الفور يطرد من مجموعة النقاش لديه ذاك الكافر، سواء من اليسار أم من اليمين.
شيء من هذا القبيل أراه في الحملة ضد الضم: كله سلبي. لا توجد كلمة تحفظ بالنسبة لغور الاردن. فضلا عن ذلك، عندما أنظر الى قائمة المبررات والحجج ضد الضم، بما في ذلك لدى هيئات أكاديمية محترمة، أرى امامي قائمة مصائب فقط.
في زمن الموجة الاولى للكورونا، اصدر معهد معتبر قائمة مصائب من شأنها أن تلم بالمنطقة في اعقاب الوباء، دون تحليل احتمالاتها. وذلك فقط لتلطيف الوقع على الاذن ما من شأنه أن يحصل. هذا شرعي تماما.
المشكلة هي أن هكذا بالضبط مبنية اعمال اكاديمية محترمة واوراق موقف مختلفة. كله أسود، مصائب فقط، كل غايتها، على ما يبدو، هي الافزاع كي لا تتخذ حكومة اسرائيل القرار. في نظري يشبه الامر طفلا تحذره امه من ان يخرج مع دراجته الى الشارع: سيحصل للدراجة بنشر، ستقع في حادثة، سيسقط عليك عمود كهرباء، الجارة الشريرة ستشتمك، ستصطدم بدراجة الطفل الشرير في الحارة، وغيره هنا وهناك من الاسباب. المهم الا يخرج بدراجته. ثمن من يختصر وضعيات مشابه بالقول: ما هي الوسيلة الافضل لعدم انجاب الاطفال؟ عدم القيام بأي عمل.
معاريف- 9/7/2020
إضافة تعقيب