news-details

الانتخابات وواجب المواطنين الدروز

لا نقصد بهذه الكلمات استجداء الاصوات، أي الشحادة، لسنا مُسْتجْدين ولا شحّادين ولا مساكين، نتوجه بكل إباء وشهامة وصدق ومسؤولية:

هل يعقل ان تكون هذه الطائفة بكل قراها وبلداتها في القِمّة من حيث مصادرة ارضها، وعدد البيوت التي تُفرض عليها هذه المخالفات وبمبالغ خيالية، وتصعيب تطورها وتوسيع مسطحات البناء ومناطق النفوذ فيها، والتي طالها كغيرها من المواطنين العرب قانون القومية الخطير وقانون كامِينس، وفي نفس الوقت تكون في القمة من حيث التصويت لأحزاب الحكم الصهيونية؟! كيف يتطابق الظلم مع التأييد، والاضطهاد مع التصويت والإهانة مع القبول؟! تزييف انتماء ناصع أصيل، تزييف تراث عريق نعتز به، هجوم على عقيدة ومقدّسات، تشويه سمعة تتناقض مع كرامتنا وتاريخنا، ومع ذلك يعمل البعض على جرف غالبية الاصوات الى احزاب الحكم من اليمين المتطرف الى اليمين، الى يمين الوسط، الى الوسط الى من يطلقون عليه كذبا وبهتانا اليسار الصهيوني، كل هذه الاحزاب في سدّة الحكم، وكلها مسؤولة عن سياسة الاضطهاد والتمييز وخنق قرانا ومصادرة أرضنا، وضرب مستقبل شبابنا في العيش الكريم، لسنا بحاجة الى منجّمين لرؤية ذلك، الواقع المرير ظاهر للعيان، نحسّه على جلودنا في مختلف المجالات، في العمل والتصنيع والبناء والتعليم، فما معنى التصويت للحاكم الظالم والذي يتصاعد ظلمه يوما بعد يوم!! كل اعتبارات التصويت لهذه الاحزاب خاطئة ومرفوضة، والصوت يتحول الى سَوْط لجلدنا، هنالك افراد مستفيدون، مع ان ارضهم صودرت ويقعون ضحية سياسة التمييز، لكن جلدهم خِمِل كما يبدو، ويستجدون الناس، لكن الغالبية الساحقة جدًا جدا جدا متضررة من هذه السياسة، ان عشرات السنين من الظلم والاضطهاد كافية لإسماع من به صَمَمُ.

هل سمسار الارض والفساد والمسبّح بحمد هذه الاحزاب الاضطهادية يمثلون المصالح الاساسية لهذه الطائفة!!

سياسة التمييز طالت كل قرية، وكل بيت، كل أسرة، كل فرد بدون أي استثناء، هل هذه الكلمات من نسج الخيال الجامح ام انها تعبير عن واقع مُرّ ويزداد حِدّة ومرارة يومًا بعد يوم! كل يوم نُلدغ من نفس الجُحر من هذه الأفاعي السامة، والأفعى لا تمدّ لسانها لتمزح بل لتلدغ.

في مواجهة هذه الحزمة من احزاب الحكم، احزاب الظلم، تقف القائمة المشتركة، هي القائمة الوحيدة المناهضة لهذه السياسة، فما المانع لهزّ الرّسَن لهذه الحكومات العريقة في اضطهادنا!! في القائمة المشتركة هناك الجبهة وبضمنها لجنة المبادرة الدرزية، وهناك التجمّع، والحركة العربية للتغيير، والحركة الاسلامية الجنوبية، وبالرغم من الخلافات بين هذه المركبات، لكن ومن منطلق المسؤولية والتصدّي لسياسة الاضطهاد شكلت قائمة واحدة نضالية مثابرة، وعلى الناخب ان يختار التصويت لأي مركّب من هذه المركبات، في النهاية تكون النتيجة دعم وتقوية هذه القائمة المشتركة، فيها مرشحون من كل طوائف شعبنا، وفيها المرشح اليهودي الشيوعي النشيط، دكتور عوفر كسيف.

حاول اليمين المتطرف وحزب نتنياهو إخراج المشتركة وفشل، لكن التحريض الأرعن لا يتوقف، لأنها القائمة الوحيدة المناضلة من أجل حقوقنا.

مرة أخرى لا نستجدي، ولا نشحد، ولا نتمسكن بل نتوجه بشموخ الى ضمير الناخب، من الكهل الى الشاب، من العامل والفلاح الى الموظف، من النساء والرجال، الى وقفة مع الضمير، الى إعمال الفكر والعقل، لتوجيه لطمة الى كافة أحزاب الحكم، هذا ما تتطلبه كرامتنا، هذا نتاج كل ضمير حي، لا تردّوا على – موديل – مقاطعة الانتخابات، والامتناع، هذا ما ترجوه احزاب الحكم الاضطهادية.

إدعموا القائمة المشتركة بثقة واعتزاز وشارتها و ض ع م .


 


 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب