// مضر يونس
يا جماهير شعبنا في البلاد،
يا مَنْ جِئتم من كلِّ حَدْب وصَوْب، شيبًا وشبابًا، رجالًا ونساءً، نُرِّحب بكم في بلدكم عرعرة- عارة، ونعتز باختياركم لهذا البلد العزيز لاستضافة هذا المهرجان القطري والمركزي، في يوم التضامن العالميّ مع الجماهير العربية الفلسطينية في هذه البلاد، هذه الجماهير التي بقيتْ وصَمَدَت وعَزَّزت وجودها في وطنها، رغم كل الظروف والأعاصير والمصَاعِب والتحدِّيات..
للسنة الرابعة على التوالي، تُنظِّم لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد هذه المناسبة، كيوم للتضامن الدولي مع جماهيرنا، في البلاد وفي جميع أنحاء الوطن وفي مختلف أصقاع العالم، بعدَّة أشكال من مهرجانات وندوات وتظاهرات، سياسية وثقافية وفنية، للتعريف والتأْكيد على وجودنا وحَيَويَّتِنا، على بقائنا وتطوّرنا في وطننا، وكمناسبة لاستعراض قضايانا ومواقفنا والتحدِّيات التي تواجهنا، جميعًا ومُوَحَّدين، في مختلف مَناحي الحياة..
إن هذه المناسبة، إنما هي فُرصة هامة، جديدة وتاريخية، وطنية وعالمية، للتأْكيد على حُضور هذه الجماهير كجزء حَيَويّ من شعب حيّ وقضية عادلة، لا بُدَّ أن تنتصِر، بالرغم من كل المُعيقات الذاتية والمَوضُوعية، الداخلية والخارجية.
إن ما واجَهناه من تمييز واضطهاد وإجحاف، على مختلف المستويات، ومُنذ عشرات السنين، لم يكن قَضاءً وقَدَرًا، ولم يكن كارثة طبيعية، إنما كان وما زال نِتاجَ سياسات رسمية مَنْهَجية اسرائيلية، أرادتنا أن نبقى أشلاء شعبٍ، بلا قضية وبلا هدف وبلا ملامح ولا هُوية وطنية.. وما حَققّناه من إنجازات وحُقوق لم يكن صُدفة أو سَهْلًا، في معركة البقاء والوُجود والحياة الحُرَّة الكريمة في وطننا، فنحن نستمِدّ شرعية وُجودنا وحُقوقنا من كَوْنِنا أبناء هذا الوطن وهذه البلاد، ولسنا بغرباء عنه أو مُهاجرين إليه..
إن معركتنا في هذا الاتجاه ما زالت طويلة وشاقَّة، وما نَصْبو إليه ونطمح له يتطلَّب مِنّا التفكير والتصرُّف كشعب حيّ وحَيَويّ، ويقتضي مِنّا أقصى وأوسع وِحدة وطنية جَماعية حقيقية، وأبعد حِكمة ومَسْؤولية وشَجاعة مُمْكِنَة في سبيل البقاء على قَيْد التاريخ، وليس فقط البقاء على قيد الحياة.
وفي هذه المناسبة، لا بُدَّ أن أُشير أيضًا، أن اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية كانت وما زالت وستبقى إحدى أهم المُرَكِّبات والهيئات المُؤسِّسَة للجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، من حيث تاريخها ومن حيث دَوْرها الفاعل والمُؤثِّر في اتخاذ القرارات الجماعية والمَصيرية، وفي تنفيذها وترجمتها على أرض الواقع..
أن اللجنة القطرية اليوم، وفي دورتها الجديدة، والتي أتشرَّف بترؤُسِّها وقيادتها، الى جانب زُملائي رؤساء السلطات المحلية العربية، إنما قد استكملت إعادة بناء هيئاتها وانتخاب قيادتها، لتعود بكل قوة وفاعلية لممارسة دورها القيادي والتمثيلي والوحدوي في جميع القضايا ومواجهة التحدِّيات..
وأخيرًا، لا بُدّ من التأْكيد أن المعارك والتحدِّيات التي تواجهنا اليوم وفي المستقبل، القريب والبعيد، على المستوى الجماعي والفردي، تستدعي مِنّا تعزيز وتطوير العمل الوحدوي والجماعي والمُؤسَّياتي المنظَّم، وعلى أساس رؤية وطنية حقيقية جامِعَة، في سبيل أن نجعل، معًا ومُوَحَّدين، ما يبدو مُسْتحيلًا مُمْكِنًا..!
(مضر يونس -رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ورئيس مجلس محلي عارة – عرعرة)
ألقيت الكلمة في مهرجان يوم التضامن العالمي مع الجماهير العربية في البلاد، والذي نُظِّم في قاعة " ميس الريم " في عرعرة – عارة/ يوم السبت بتاريخ 2019/02/09
إضافة تعقيب