عندما يفقد حزبنا الشيوعي الرفيق المُحِبّ المتفاني في عطائه سهيل قبلان فإنها علامة فارقة يتوجّب الوقوف عندها والانتباه لتبعاتها، فربما لم نفِ رفيقنا حقه في حياته ويتطلّب منا بعد رحيله فعل شيء لنكون راضين مع أنفسنا، فقد ترك راحلنا فراغا مظلما علينا إضاءته بشموع المحبة والوفاء تشريفاً لذكرى رفيق حمل رسالة ووهب جل سنين حياته لإعلاء كلمة وصوت الحزب. فكم نحتاج اليوم لهذا الصنف من الرفاق الذين لم يلهثوا أبداً خلف المناصب أو المال، وكان رأس ماله الإخلاص لطريق الحزب وتسجيل أهداف في مرمى الخصم وأعداء الإنسانية.
عرفتُ الرفيق سهيل عن قرب، الرفيق الشيوعي الكادح، الخجول والقنوع، إن أُلقِيت عليه مهمّة صحفية أنجزها بتفان ومهنية وإخلاص، لكن إذا عُرِضت عليه مساعدة إنسانية، احمرَّ وجهه وأجابَ بشموخ واعتزاز وقليل من الغضب، رافضاً العرض رغم حاجته الملحّة له.
يذكِّرني ابو مروان بالرفيق الرمز محمد نفاع، وخاصة بعزّة النفس التي تميّز بها، خلال تنقّله بين مسقط رأسه القلعة الشامخة بيت جن وبيته الثاني مقر صحيفة "الاتحاد" التي ارتبطت باسمه، فإذا ذُكِرَ اسم سهيل قبلان على مسامع أي شخص، كانت "الاتحاد" مُرادِفة لاسمه تلقائياً، وقد صادفته كثيراً كغيري من الرفاق على مفارق الطرقات ولكنه كان يرفض بشكل قاطع إن عُرِضَ عليه توصيلة الى بيته.
رحلتَ عنا أبا مروان لكن ذكراك ستبقى خالدة في قلوب رفاقك الذين أحبّوك، وأنا على يقين أن رفاقك في "الاتحاد" ورفاقك في الحزب سيقومون بالواجب ويكرِّمونك بجدارة لسبب واحد فقط، أنك تستحقّْ.
*رفيقك رفيق بكري
4.10.2023
أخيرا، كلمات مضيئة من شعر وكلمات الراحل سهيل قبلان، من قصيدة "أحيّيكم":
احييكم
يا ايها الرفاق والرفيقات
كلما اشتقت اليكم
مددت يدي الى قلبي
لانكم في اعمق اعماقه
تمسكت بشال البسمة
لاشم عطر انفاسكم
لانكم
معجونون بماء الورد
فيه الشفاء
فيه الدواء
فيه الخلاص
من واقع البؤس والشقاء
والاستغلال
من واقع العداء للإنسان
امشي اليكم.
إضافة تعقيب