news-details

السِلْم الأهلي|سهيل عطالله

 

درجات سلالم الصلاح توصلنا صعودا إلى السِلم الأهلي في القرى والمدن وربوع الوطن، الصلاح يفرز مُصالحة بين المواطنين أهل الوطن الواحد.

يكون الصلاح في خطر عندما تلتحق الوصولية ومحبة الذات وما معهما من نرجسية وأنانية أذهان وأفئدة البشر.

كيف تدق المصالحة أبوابنا ونحن مشرذمون؟ كيف يأتينا السلام الأهلي وكل واحد منا يغني على ليلاه؟!

هل التناهش الوصولي والأصولي يوصلنا الى اعتلاء سلالم السلم الأهلي؟!

جائحة الكورونا التي تتربص بنا في هذا الزمن الرمادي الرديء أقل إيلاما من جائحة التشرذم الذي نعيشه بانقسام مذاهبنا وهوياتنا الطائفية!

هذا الانقسام الذي يغرقنا في مستنقعات آسنة ينغص علينا حيواتنا وأمننا وأماننا!

ليس بعيدا وليس مستحيلا أن ينجح خبراء عالمنا في مختبراتهم بالوصول إلى حقننا بأمصال تُبعد عن أجسادنا اللوثات والآفات.

في حديثنا عن لوثات التشرذم ولعنات الوصوليات والأصوليات نجد أن لا مكان للتخلص من سوءاتها بما نقيمه من ندوات ومنتديات وأمسيات خطابية نثرية وشعرية بهدف تعزيز المحبة والشراكة بين ظهرانينا!

تتعب لجان الوفاق أو الصلح مدفوعة برغبات المحبة والمصالحة لإنهاء الفتن بين المتنازعين المتخاصمين، وتكون النتيجة لوجعنا غير ما تشتهي السفن، ففي أمواج البحر المتلاطمة تعلو سياط الفتنة على أصوات العقل والتعقل، وتدق طبول الجاهلية إيقاعات الثأر والانتقام! هكذا تمسي بشائع الجهل والجاهلية سيدة المواقف وسيدة الاحكام! عندها يرفض قسم من المتنازعين فك النزاع نجدهم يريدون ثأرا مقابل ثأر وانتقاما مقابل انتقام وعنفا مقابل عنف!

في حديثي عن السلم الأهلي أقف خاشعا أمام لجنة الوفاق المباركة التي على يديها كان المخاض وولدت القائمة المشتركة.

لقد عمِلت لجنة الوفاق على إبعاد بعبع الفوقية والأنويّة الذي يتسلح به البعض، بدون تعميم.

إن بعبع الوصولية يحول المشاركة إلى شرك، ويحول وفاقنا الى منصات تجزئة بغيضة يتناهش فوقها صنف سيء من الفئويين الذين يأكلهم التحزب!

ليتذكر المتناهشون في هذه الأيام، وتحديدا في قائمتنا المشتركة، أن أصوات تناهشهم ستمسي سياط جلد يجلدنا بها اليمين المتطرف الذي يريد أكلنا وتآكلنا في وطن تنتهك فيه حقوقنا!

عندما ننضوي تحت راية المشتركة، علينا التنازل عن رغباتنا في الاستئثار، والكف عن فرض فوقية رؤيتنا الحزبية على رؤى الأحزاب الأخرى.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب