كانت والدتي تحدثنا عن اختها "محسنة"، وفي السّبَت محرمة واسعة منقّشة: هاي من أختي محسنة، كانت اللقاءات في سوريا ولبنان قبل سنة 48 إياها. ومحسنة والدة أبو مجيد، الشيخ أحمد القضماني، وعندما التقيت مع أبو مجيد سنة 1967 في بيتنا حدثني أن والدته كانت تذكر دائمًا، اختها ندى من فلسطين، وندى هي والدتي.
التقينا في الموقف والفكر الماركسي، وهذا ما قلته في تأبينه يوم جنازته في مجدل شمس السورية المحتلة، بيننا خبز وملح وذكريات ستبقى حية، التقيا في مؤتمرات حزبنا الشيوعي وأول أيار، في القدس ونابلس والخليل، في المثلث والناصرة والجليل، وفي مواقف النضال في قرى الجولان ضد جنسية الاحتلال، واحتفالًا بعيد الجلاء، تلاقينا في التنديد بالأعداء – الاستعمار، الصهيونية والرجعية العربية، أعداء الإنسانية والسلام، أعداء سوريا وفلسطين والأمة العربية وكل ما ومن هو تقدمي ومناضل. كان من نصيبه السجن لمرات عديدة، كنت مع إميل توما وسلمان ناطور عندما اجتمعنا في مجدل شمس مع أبو مجيد وهايل ونزيه ومنير وأسعد وحملنا رسالة شفهية أن الوطن سوريا منح الجولانيين عددًا من المنح الدراسية في الأقطار الاشتراكية، بدأت بعشر منح سنوية، وقفزت الى العشرات، اما دورنا كحزب فكان المساعدة في سفر الطالبات والطلاب من مطار اللد وهم كُثر، وكان لي الشرف ان اكون ممثلا للحزب في هذا المجال، هذه العلاقة تخللتها وعكة من قِبل أحد الطلاب هناك، مع كلمات ظالمة، تجاه رفيق مسؤول، حتى وضّحها وأثبت بطلان الظُلم الرفيق علي شواهنة مندوب الحزب في اليونان.
كل المِنح كانت من حصة الحزب الشيوعي السوري والدولة السورية، وفي الجولان كان يتم الاختيار للطلاب من قبل اللجنة الجولانية دون أي تدخل من حزبنا ابدا، لا في هذا ولا في أي شيء آخر، مع توجه ورسالة تقدير من الحزب الشيوعي السوري، رسالة خطية بتوقيع الأمين العام يوسف الفيصل. والذي التقيته والتقيت عمّار بكداش مرات عديدة في مؤتمرات ولقاءات الأحزاب الشيوعية في العديد من بلدان العالم، ومرة واحدة في دمشق بعد جنازة الرئيس السوري حافظ الأسد، سوية مع محمد بركة، وعصام مخول، ورامز جرايسي، من جملة الوفد الواسع للعرب الفلسطينيين ومن كل التيارات. كان أبو مجيد شيوعيا سوريا، وقائدا للفصيل الشيوعي في الجولان والذي هو جزء حي من التيار الوطني الكاسح في الجولان.
مقالات عديدة جدا نشرها أبو مجيد في جريدة الاتحاد، وقام بتوزيعها في قرى الجولان بحسب الامكانيات، وكذلك مقالات في البيادر السياسي الفلسطينية في القدس.
توفي أبو مجيد فقيرا من الناحية المادية المعيشية، وغنيا في المواقف الوطنية الاصيلة، الذين اختلفوا معه في الموقف الحالي فيما يتعلق بالحرب الارهابية الاجرامية على سوريا الشعب والوطن والاستقلال والجيش والقيادة، اعطوه حقه بأمانة وشجاعة واخلاص، وكم اعتز بحزبنا وكل الحركة الشيوعية العالمية وهي "تقفر" المؤامرات من اولها على العراق وسوريا وليبيا والمقاومة اللبنانية البطلة وفنزويلا وفلسطين والقائمة طويلة، ولي الشرف اني عضو أيضًا في اللجنة الشعبية للتضامن مع سوريا، الموقف المبدئي الراسخ لا يتجزأ في أية قضية، فحيث يقف الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية يجب الوقوف ضد هؤلاء المعتدين المجرمين، هذا ما كان في السابق، في الماضي البعيد، وهذا هو الواقع اليوم، كما ظهر في "شرق أوسط جديد" وكما يظهر في "صفقة القرن"، ولا نستثني الاتحاد الأوروبي حيث يقف في جوهر القضايا ليس بعيدا جدا عن الاستعمار الامريكي، مع بعض الرتوش.
كان أبو مجيد مبدئيًا راسخًا، تحدّى السجن والاعتقال وتحديد الاقامة والكثير من المضايقات.
إضافة تعقيب