الحزب الشيوعي السوداني يعطي الدرس لكل رفاقه الشيوعيين بالعالم العربي في مواجهة الرجعيات. هل تعلم يا رفيق حجم المجزرة التي حدثت في الرفاق الشيوعيين في السودان؟
كانت السودان تمر في مرحلة تجويع وفقر واستعباد والحكم البوليسي في حقبة السبعينيات كسر ما يكفي من عظام وقمع المعارضة والحريات بكل أنحاء السودان، عندها اجتمع الرفاق وتم القرار بالإطاحة بنظام الحكم مهما كلف الأمر ورغم قلة الموارد. ولكن بدراسة موضوعية تم إعطاء الأمر للرفيق الشيوعي الضابط هاشم العطا في البدء في تحريض الجيش بضرورة التحرك، وتم تشكيل التنظيم داخل الجيش وأخذ الأمين العام محجوب مهمة التنسيق والتنظيم الجماهيري من اجل التحرك الثوري، وتم التنسيق مع النميري الذي حكم السودان بعد الانقلاب، وعندما نجح الإنقلاب ضد الرجعية إنقلب الحليف الى عدو وشكل محكمة عسكرية وتم اقتياد الرفاق إلى المشانق.
تم إعدام الأمين العام محجوب الذي قال له القاضي: وأنت شنو قدمت للشعب السوداني؟
صاح الرفيق: الوعي ما استطعت إليه سبيلا. وعندما تم جلب أعضاء المركزية نحو المشنقة
قال أحد الضباط لرفيقنا العطا: ما تخاف وأنت ورفاقك ورقابكم على المشانق؟
ضرب العطا قاعدة المشنقة الخشبية في قدمه وقال في لهجته السودانية المحببة: والله المشنقة إلي تخاف ترا والله وتنتصب إلنا وتقوم ترا رجال الي تعتليها.
وتمت المجزرة وتم إعدام الأمين العام والمكتب السياسي ومركزية الحزب وسكرتارية الفروع وكل من انخرط في محاولة الانقلاب. ظن العالم إن رفاقنا في السودان تم القضاء المبرم عليهم ولكن اليوم وبعد 44 عام ينهض مجددا ويطالب بالإطاحة في الحكم ويقود ويحشد الآلاف ضد النظام. هذا الدليل على أن الفكر لا يموت ولو حاول البعض قتله بالرصاص. اليوم النظام السوداني يشن حملات اعتقالات بحق الحركة التقدمية السودانية وعلى رأسهم الشيوعيون السودانيون حيث وصلت أيدي الإرهاب البوليسي أن اعتقلت الأمين العام الرفيق الخطيب وتلاحق قيادة الحزب. والرفاق لا زالوا على قناعة أن الإطاحة في النظام هي مسألة وقت ما لم يمتثل لمطالب الشعب السوداني.
لقد اعتلت الجماهير التقدمية في السودان المواجهة مرة أخرى ولكن هل يعلم الرئيس السوداني البشير ما الذي يحدث اذا توافرت ظروف موضوعية للحالة الثورية وحزب طليعي كالشيوعي السوداني!؟
يقول الشاعر الشيوعي الفلسطيني خليل توما "جيل يستيقظ في غرف التحقيق يفيق يفيق وعصي الشرطة تصنع من شعبي حزبا ولكل رفيق ". وها وهي السودان وطليعتها الثورية وقائمة عضوية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني المعتقلة فى سجون الإرهاب المنظم والبوليسي:
1/ صديق يوسف
2/ هنادي فضل
3/ سيد أحمد الخطيب
4/ مال جبر الله
5/ كمال كرار
آ6/ أمال الزين
7/ هاشم ميرغني
8/ فايزة نقد
9/ مسعود الحسن
10/ طارق عبد المجيد
11/ فتحى الفضل
12/ على سعيد
13/ حسن عثمان
14/ أسامة حسن
15/ صدقي كبلو
16/ محمد مختار محمود
هذا بجانب الكثير من عضوية الحزب فى مختلف القطاعات والأفرع و المدن التي كانت طليعة من طلائع الشعب السوداني البطل في مواجهة الرجعية المدعومة من مشيخيات الخليج، والتي أضحت أداة تنفيذية في وضح النهار تترجم قرارات الولايات المتحدة الأمريكية لا بل أوامر الضباط الأمريكيين في قواعدها العسكرية في قطر والبحرين والخ.
ولكن كي تكتمل صفقة القرن أو الخطة الإمبريالية في المنطقة وظفت أدوات الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة قطر والمشيخات الحليفة لها بعض مؤسساتها الدراسية ومؤسساتها الدينية والاجتماعية والثقافية في البحث عن منظرين في "الفكر" "الديني" و"القومي".
واستطاعت ومن خلال ملايينها أن تجند عددا منهم وهم الان يتسابقون في تنفيذ الخطط المبرمجة لهم في السيطرة على العقول ومحاولة تجنيد آراء الجماهير لصالح مواقف ممولهم
ولكن التساؤل هنا: هل سيكون هؤلاء قادرون على إزالة حالة الرفض للمشروع القادم ونفي الرافضين من المشهد السياسي!؟
الجواب النهائي موجود في السودان بعد ٤٤ عام على المذبحة. كيف استعاد الرفض القاطع للمشروع الأمريكي دوره وعزمه ونهض وكما قاوم في اليمن وانتصر في سوريا سينتصر في فنزويلا مادورو في وحدة كفاحية عالمية ضد قتلة الشعوب وأدواتهم من "مفكرين" "ومشايخ" "وصحافة ممولة .لا تنساقوا وراء الإعلام الممول ولا وراء صحافة الارتزاق فإن عصر الأيديولوجيا لم ينته بل يتجدد والايدولوجيا الرافضة لا زالت تقاتل.
إضافة تعقيب