كما الفُقَع/ الفطريّات/ الفطاريش/ الفراطيش تنمو فجأة ، وَتَقِبُّ قَبّةً واحدة من باطن التّربة، بعد برقة ورعدة، تُعَمّر أيّامًا معدودة، وسرعان ما تتلاشى وتزول! سِراج كاز وينطفئ مع هبوب أيّة نسمة خفيفة، والعَواض بسلامة الجميع!هذا ما نشهده حاليًّا على حلبة سياستنا العربيّة المحلّيّة، قُبَيْل انتخابات الكنيست في نيسان القادم، شَنْصُ الجميع أنّها ليست في الفاتح منه!
نتابع صحفنا الورقيّة ومواقعنا الألكترونية، تَعِجُّ بما هبّ ودَبّ، أخبار ، الصّبح ع َ الرّيق تَسِمّ البدن ، تعيش في ظلام دامس! يا غافل إلَكْ الله وحتى قبل أن تهجع إلى النّوم قبل منتصف الّليل، مانشيتات وَبُنْط عريض بالمْشَبْرَح، محامٍ من هنا، بروفسور من هناك، مهندس معماري من تلك النّاحية، طبيب من ذاك الصّوب، وبعض رجال دين مُلَمّعين، عند عبد السّميع الّلَمّيع والقائمة طويلة، أثقل من الهًمَ ع َ القلب، لسان حال هؤلاء وأولئك معا، والّلي استحوا ماتوا: قاطعوا الانتخابات، امتنعوا، المنبر ليس منبرنا، لا نعترف بالكيان الصّهيوني! .
اولئك برأيي يخدمون اليمين الحاقد، يهدونه هديّة ما من وراها جَزِيّة! ، يُوْكِل البيضة والتّقشيرة، يْشَمّع راس الخيط ، يِسْرح ويمرَح عَ فَيّالو!
إنّها مشورات حمّادة ع َ العرب! دَحّام في البطّيخة! لقد أعذر مَن أنذر، كل مين بيصوّت ما يلوم غير حالو.
تتناول مهدّئات الأعصاب، الفاليوم، الأكامول، الإدفيل، الكوديكس و. . . . تتذكّر مشورة أبي نعيم على أبي جاسم، في مطلع خمسينيّات القرن الماضي:
- شو رايك عمّي بو جاسم تْبيع العَمّال (الثّور) وتشتري راديو السّعادة من عند يعقوب إتْكِسْ في حيفا! وْأنا بَدَبّر البيعة ع َ كفالتي!
- أُخْ أُخْ عمّي! بارك الله فيك على هالمشورة! شو رايَكْ تْجيب فَرِشْتَكْ وِلْحافَك وْتوكِلْ وْتِشْرَب وِتْنام عِنّا، وْشور علينا هيكْ مشورات!
نُعيد إلى الأذهان مثلَنَا الشّعبي: إذا بَرَك الجَمل كَثُرَت سكاكينو! ونودّ أن نؤكّد للقاصي والدّاني، للمُنَظّرين، المتشائلين، الغيبيّين ، المُنَجّمين، القاعدين على الشّجرة، الأنانيّين ، النّرجسيّين، مُسْتَرْخِصي الّلحمة، بْتاعي كُل فْرَنْجي بْرِنْجي، مُتَبَضِّعي سوق الدّلاّلين (الدّلالِة الحيفاوي)، بيّاعي النّظيف (العكّاوي) وكلّ مَن هبّ ودَبَّ، ونؤكّد لهم: خَيْطوا بغير هاي المِسَلّة! القائمة المُشتركة لم ولن تَبْرُك، طالما خلفها وعن يمينها ويسارها أبناء شعبنا البَرَرة في طول البلاد وعرضها! الّلي سانِن سنانو وْسكاكينو يْشيلها ع َ الرّفّ! القائمة المشتركة هي جَمَل المحامِل، تحمل هموم شعبها، بكافّة أطيافه وطوائفه، والّلي مْحَمِّل يْحَطِّط، ما يُكْرُب حْبالو. . .
مُمثّلو القائمة المشتركة الحاليّون والمستقبليون، ليسوا ملائكة، ولا أنبياء، هُم بشر مثلنا، لَهُم ما لنا وعليهم ما علينا، وجلّ مَن لايسهو، حملوا هموم شعبنا في الدّاخل والخارج بشجاعة وجرأة، رغم أنوف العنصريّين.
كلّ ما نرجوه أن تبقى تركيبة الأحزاب الأربعة قائمة، على سِنّ وْرُمح! واحتواء كافّة الماخِذ ع َ خاطرهن من مُهدّدين ومتوعّدين، فخيمة المشتركة منزول الجميع،
ونقول للأهل :على شطّ بحر الهوى (المُشتركة) رِسْيِتْ مراكبنا، والشّوق جمعنا سوا إحنا وْحبايبنا/كما يقول كارم محمود!
ونُعيد لِأذهان الجميع ما ردّده محمد رشدي: أوعوا تْحِلّوا المراكب. . . والله يا ناس مراكب. . . ولا حاطِط رِجْلي في المَيّة إلاّ ومعاية عدَوِيّ ة(المُشتركة)، ع َ دَ وِ يّ ة! وبها موّال: آه يا ليل يا قمر والمَنْجَة طابِتْ ع َ الشّجر/إسقيني ياشابّة. . . وناوليني حبّة مَيّة/إسْم النَبي حارْصِكْ. . . إسْمِكْ إيهْ رُدّي عَلَيّ/ عدويّة ( مُشتركة) آه يا عدويّة!!! وتبقى المشتركة هي المرجع والموئل، شاء مَن شاء وأبى من أبى، ولا نقول لهم اشربوا من بحر غزّة! بل إنْهلوا من ينابيع المشتركة، ماء زلال حلال، وَلنفقش معًا الأبصال في عيون الأنذال! هاي حكايتي حكيتها في احضان الأوادم حطّيتها!، لو بيتنا قريب جِبْتِلْكوا قُفّة زبيب!
إضافة تعقيب