news-details

المشتركة شمعة وحدتنا: لا للتدخلات الخارجية والاموال الملوَّثة

اليوم على مسافة يومين من موعد تقديم القوائم نرى ان هناك جهات ذات بعد اقليمي، وبالتعاون الخفي مع اليمين الاسرائيلي لأجل تفكيك وحدة القائمة المشتركة، لأجل ضمان وبقاء نتنياهو بالحكم. وواضح تماما من هي الجهات التي تقف وراء ما يجري في القائمة واجزم هنا ان حكام الخليج العربي (وخصوصا ولي عهد السعودية وولي عهد الامارات)، حليفي نتنياهو الاستراتيجيين في تمرير صفقة العصر التي يسوقها لها الرئيس الامريكي دونالد ترامب ونتنياهو، للقضاء على القضية الفلسطينية وتصفية وجودنا كجزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني، اذ انه في حال تمرير صفقة العصر سيسهل على اليمين الاسرائيلي الانفراد بنا مفرقين شذر مذر. ولا شك أن تيارات إقليمية من مصلحتها تفكيك المشتركة لمصلحة نتنياهو، وعليه يجب ان ننتبه ونكون واعين لهذه النقطة والعمل على المحافظة على شمعة الوحدة الوحيدة في العالم العربي من خليجه حتى مغربه. ولا نريد اموالا ملوثة تفرض علينا اجندتها المشبوهة.

فالمتابع لمجريات الاحداث السياسية القطرية في المجتمع العربي يلحظ مدى اهتمام الناس البسطاء بما يجري في اوساط الاطر السياسية الفاعلة والناشطة، مما يجري من حيثيات ونقاش سفسطائي بين نشطاء بعض الاحزاب المؤلفة للقائمة المشتركة في العالم الافتراضي، وكذلك الصراع القائم اذا صح التعبير بين الشركاء حول تركيبة القائمة المشتركة واحقية كل حزب في الحصول على اكبر عدد من المقاعد المحصنة والمضمونة في القائمة، فيما لو بقيت القائمة موجودة.

بدون ادنى شك لو قمنا بعودة سريعة للأربع سنوات الماضية هي وجود القائمة المشتركة كوحدة تحالفية بين "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة"، "الحركة الاسلامية"، "التجمع الوطني الديمقراطي" و"الحركة العربية للتغيير"، نرى ان القائمة المشتركة كانت بمثابة تجسيد حقيقي للوحدة لنا كأبناء الاقلية القومية الفلسطينية منذ نكبة شعبنا الكبرى، وكرافعة لطرح قضايانا كشعب وليس كأحزاب "متناحرة" فيما بينها وكل حزب او اطار يشكل شريحة من المواطنين.

هذا بالإضافة إلى أن القائمة المشتركة وبسبب الوحدة بين الأطر السياسية نجحت في فرض حضور كبير للجماهير العربية ككل في كافة أنحاء العالم، إذ نجحنا في التحول من بقايا شعب الى قوة برلمانية "القوة الثالثة" في الكنيست الاسرائيلي وتحقيق انجازات ملموسة أبرزها الخطة الاقتصادية "922" مع نجاحات أكبر من ما كان خلال وجود 3 كتل مختلفة.

على المستوى الدولي كان نشاط القائمة المشتركة ملحوظا وواضحا لدى كافة المؤسسات الدولية الفاعلة والمؤثرة، كالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرها من المؤسسات ذات الصلة، ونالت ثقة واحترام هيئات في العالم وأدت الى التعامل مع الاقلية الفلسطينية ليس كشأن اسرائيلي داخلي، انما كأقلية قومية تسعى وتناضل لأجل تحقيق وتحصيل حقوقها القومية والمدنية بالمساواة التامة، وعندما يخاطب رئيس المشتركة أو يشارك في أي محفل عالمي ينظرون إليه كممثل شعب والتعامل معه بالمثل.

برلمانيا كان واضحا ان وجود القائمة المشتركة اعطى مندوبي الشعب حضورا وتمثيلا في كثير من اللجان البرلمانية ككتلة واحدة وليس كتل مفرقة، ما أدى إلى دور فعال ورئيسي لنواب المشتركة من كافة مركباتها في التأثير على الكثير من اللجان، هذا الى جانب حصول القائمة المشتركة على رئاسة لجنة برلمانية.

واخيرًا كفانا تشرذمًا وكفانا خلافات، وعلى قادة الأحزاب الترفع عن الخلافات والخروج معا وسوية للجماهير التي تنظر إلينا كقيادة، وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية،وأن نكون قدوة الأجيال القادمة، والقائمة المشتركة والحفاظ عليها وتقويتها اسمى واعلى من المصالح الشخصية الضيقة والحزبية، والرد الآن هو الاتفاق بين الأحزاب لوقف حالة التشرذم وردع اليمين واعوانه من الأموال الخارجية الملوثة التي تهدف لضربنا وتدمير وحدتنا.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب