عملية التطرف في الشارع اليهودي تسير في وتيرة قوية، تشريعات عنصرية كثيرة (شُرعت) في الفترة الأخيرة، وهنا وجب علينا وعلى كل القوى المتنورة في الشعب اليهودي التصدي لهذه التشريعات، ولا نريد التوقف عندها لان الضرير شاهدها، والاطرش سمع بها، وقد شملت جميع مناحي الحياة، وهنا وجب على الجميع التصدي لها ، ولكن يبدو ان هناك من تعود على الإهانات فبدلًا من أن يثأر لكرامته يجلس صامتًا والطامة الكبرى هناك من يناصر أحزاب السلطة مباشرة وهناك من يناصرها ويلبي رغبة نتن ياهو ويقاطع التصويت، ولو نظرنا إلى الانتخابات الماضية نجد ان من خرج للتصويت من المواطنين العرب 58% في حين أن المواطنين اليهود خرجوا للتصويت بنسبة 71% يعني بفارق 13%؟!! كان ذلك بعد ان استعطف نتن ياهو المواطنين اليهود حين قال :
"ان المواطنين العرب يتدفقون إلى الباصات للوصول إلى صناديق الاقتراع"
وهنا اثبتت التجارب أن المقاطعة هي لعنة علينا ومساعدة مباشرة لقوى اليمين الفاشي في هذه المرحلة الدقيقة التي كشرت قوى الظلام عن انيابها لنهشنا، إن بإقصائنا عن المجلس التشريعي يخلو الميدان لحميدان ليسهل عليهم تشريع القوانين العنصرية الأخرى.
إن من يدعو إلى المقاطعة ضمن فلسفة غير منطقية مدعيا بان التصويت يمنح إسرائيل شرعية الوجود على ارض فلسطين هذا في حين أنه يعمل ضمن أجهزتها وفي حين انه لا يتنازل عن الشروط الاجتماعية التي تمنحها الدولة للمواطنين كافة والتي هي ليست منه، وإنما حقنا من باب المواطنة وهي من مردود الضرائب وهي لا تساوي بعض السنتمترات من أراضينا المصادرة التي سلبتها الدولة.
نحن نقول بان المقاطعة هي ضرب في البساطة فإسرائيل قائمة ونحن لا نريد محاربتها إذ أن الملوك والحكام العرب هم من منحوا فلسطين للحركة الصهيونية.. فنحن نريد رفع جودة الحياة لأهلنا في الوقت الذي نطمح فيه إلى حل القضية الفلسطينية وانسنت اليهود الذين ضللتهم وجيرتهم الحركة الصهيونية وهكذا يمكن رفع جودة الحياة.. نحن لا نريد الانجرار إلى الحقول الملغومة التي يريد أن يجرنا إليها بينيت ونتنياهو.. لا نريد تبني اللهجة الفاشية الوحشية التي يعتمدها ليبرمان، وإنما نريد أن نعتمد على اللهجة الإنسانية الراقية
نستطيع أن نجزم بان المقاطعة هي انحناء.. انحناء يتم من خلاله ركوبنا وإبقاؤنا مطايا يطارد عليها عدو الحق والإنسانية.
.. هي قلة حياء.. لا نستطيع أن نستوعب كيف يمكن أن تمارس الحكومة كل هذه العنصرية ضدنا في جميع مرافق الحياة، ولا يكون عندنا رد الفعل اللازم الذي يقتضي خروجنا لممارسة حقنا في الدفاع عن مصالحنا من خلال المجلس التشريعي فهل تخشبت مشاعرنا؟!!
ثم ان أعضاء الكنيست العرب كانوا الأفضل على الصعيد الاجتماعي إطلاقا ولكن وسائل الإعلام العنصرية حجبت هذه الحقيقة، ولو أخذنا الاعتقاد الجائر بعين الاعتبار من أن أعضاء الكنيست لم يستطيعوا دفع مصالحنا إلى الأمام بما يكفي، فهل عدم وجودهم هو انفع؟؟
الاخوة الأعزاء.. أهلنا الأحباء، إن التصويت هو القانون الوحيد الذي يساوينا مع المواطنين اليهود، من هنا علينا أن نستغل ذلك ولا نتنازل عن حقنا تحت أي سبب كان. فهلموا لممارسة هذا الحق.
إضافة تعقيب