news-details

الملتقى الدّولي لـ "مجموعة العمل الثّقافي للمُدُنِ العربيّة"، عمّان: دور الفنّ والاعلام في مشروع استثمارها

 

 

انطباعات خاصّة: رجاء بكرية

الهديّة الّتي كرّمت بها د.اسلام بينو مديرة "مجموعة العمل الثّقافي للمدن العربيّة"، عَمّان، المشاركين في أعمال المُلتقى لخّصت مفهوم الفعل الثّقافي لهذه المجموعة، وقد رافقتها كوكبة من الأسماء الجميلة لهذه المدن، عَمَّان، تونُس، لُبنان فِلسطين، قَطر، السُّعوديّة، الكُويت، مِصر، عُمان، ليبيا، موريتانيا، بَغداد. هديّة لتُراث البلد، الكوفيّة الحمراء، ومجموعة من التّوابل الّتي تشغَلُ المجتمعات الشّرقيّة خصوصا، وبِلا آخر. لا أعرفُ اذا كان التّراث سببا في الفرح الّذي عشناهُ لثلاثةِ أيّام من اللّقاءات والحوارات أم أنّها طبيعة المرأة الّتي تستوعبُ الجميع وتُصغي اليهم بحسّ يَقِظ.

بعد تردّد طويل يعود للأحداث الّتي تعيشها غزّة هذه الأيّام المؤلمة قرّرتُ المشاركة في هذا الملتقى العائم على سطحِ الأمل، فالجميع يخطّطُ لتفرّدٍ يُقدّمهُ الى مدينتِهِ على طبق من اختلاف. تونس العاصمة، الدّوحة، مسقط، بغداد، عَمّان، طرابلُس، بيروت، القاهرة، نُواكشوط، الرّياض، الكُويت. الاندماج مع مجموعة تلتقيها للمرّة الأولى ليس سهلا، لكنّ ديناميّة الحدث قرّبت المسافة وخلقت أجواء داعمة للّقاء، بل وأنشأت حوارا منفتحا على الفكرة المستقبليّة لخطوات هذه المجموعة بعد تقديم الأوراق الخاصّة بالمشاركين. كلّ ورقة عرضت الى المشاريع الثّقافيّة الّتي تقوم عليها البلديّات، والأفراد في البلد الأم، فالفعل الثّقافي هو بالعادة تضافر الأفراد في سعيهم لتحقيق المفاجئ والمدهش وهو ما تحتاجهُ المُدُن المهمّشة بالذّات الّتي لا تقع تحت ضوء الحدث لتُبهِر كما يحدُث للعاصمة، أو كما يفعل الحدث الثّقافي الزّخِم للعاصمة. لقد شكّل تنوّع الأمكنة غذاء روحيا وفكريّا وغنىً نوعيّا لشكل المساءلة وسُبُل تطويرها ولعلّني حين أزيد سأعرض لدور القائم على جوائز مجموعة العمل الثّقافي الّذي يمتلك من حضور الانفتاح بما يُغني عن التّعريف، لقد بهرني شكل التّعامل مع الفِعل الثّقافي الّذي لا نعرفهُ كثيرا في ال 48 اذ كنتُ قد استعرضتُ سبُل دفع العمل الثّقافي في عَمّان العاصمة وزميلاتها من المُدن المُهمّشة ثقافيّا في المملكة الهاشميّة، كما عرضتُ لحلول تدفع المدن المنسيّة كاربد، والسّلط وجرش، ومادبا الى المُقدّمة بتأثير الفِعل الثّقافي النّوعي ودور الفنّ والاعلام في تفعيلها عبر الحدث والمُناسبة ضمنَ خطّة شاملة. ضمن اقتراحي عرضتُ الى الأسواق المُزدوجة الّتي لجأت اليها المدن الأوروبيّة بزخم كبير فدفعت أماكن بعيدة عن العاصمة الى مركز الضّوء، وقد ركّزتُ تحديدا على علاقة الفعل الثّقافي بطبيعة المكان فمنهُ ينطلق الحدث الثّقافي الأهم.

عن ال 48 لم أجد الكثير ممّا يُقال باستثناء مشروع البيوت التّراثيّة الّتي تمّ تأثيثها واستصلاحها من جديد لتصير الى أمكنة ناجزة للفعل الثّقافي وأعني النّدوات والمحاضرات، واطلاق الأعمال الأدبيّة للكتّاب والشّعراء كما يحدث في النّاصرة مثلا في السّوق القديمة والمقاهي بأنواعها. لكنّي في غمرة انفعالي لم أنسَ "سوق الذّهب" أو "سوق القَيساريّة" في غزّة الّذي شكّل ظاهرة حضاريّة من الدّرجة الأولى قبل الحرب الأخيرة وشكّل مصدر جذب للسيّاحة على أوسع نطاق وكان يمكن استغلاله لتفعيل الحدث الثّقافي بامتياز اعتمادا على المصادر الّتي جُلبَ منها. افترقنا على وعد اللّقاء ضمن أعمال جديدة واقتراحات تضفي دهشة لمشارع لم تُقترح بعد.

حيفا، يوليو|تمّوز 024

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب