news-details

المنتصرون دائمًا – موقف ساخر

منطق إنكار الواقع، ومنه المقاطعة الانتخابية، حقق لنا دائمًا انتصارات تاريخية على "اليهود اللَمَم" او "شذاذ الآفاق" كما تقول لغة الانتصارات. لهذا السبب نحن بخير ونتمتع بحق التصويت للكنيست وحق عدم التصويت للكنيست معًا وكأنهما توأمان خلقا لخدمتنا. عدم التصويت هو العشاء الذي يفضله أصحاب الإنكار والرفص والانتصار لأن مذاقه مُشبَع بطعم الكبرياء وما أدراك ما الكبرياء.

أمام تزايد القوة الاسرائيلية والصداقات العربية مع مشايخ العرب المؤمنين، تتزايد الشهية لصنع انتصارات الكلام وتتواصل مسيرتها الممتدة منذ عصر الصهيونية الخائبة الاولى الى عهد زوال اسرائيل القريب والذي يفصلنا عنه مسيرة ايام قليلة. قريبًا قريبًا ستسقط الكنيست بفعل مقاطعة الانتخاب، ستسقط مثل حبة خوخ امام مكتب عزيز الفصيح كانت خطابات الانتصار وأمام زملائه وزميلاته الجدد.

أما ما انجزته الثورة الفلسطينية حقًا على الارض وفي الوعي الفلسطيني والعالمي فعليكم ان تنسوه بالمرة، واحذروا أن تعاندوا تعليمات المنتصرين. فأن المنتصرين يُلقون بإنجازات الثورة الى سلة المهملات! فلا قيمة عندهم لتأسيس الدولة الفلسطينية، ولا للانسحابات العسكرية والاستيطانية. ولا لإزالة الحكم العسكري، ولا لاعتراف رابين وحكومته بالشعب والقيادة الفلسطينية. ولا لتثبيت الوجود وكشف المظالم والمجازر.

أصحاب الإنكار والرفض والمقاطعة، المنتصرون والمنتصرات لا يهمهم الانجازات البسيطة، فهم دائما في أعالي الاشجار يدبجون الحلول الانتصارية الاكيدة، يجددونها أحيانًا في خطب الجمعة وفي الادعية وأحيانًا بالصواريخ العظمى، التي شردت 3 اسرائيليين يهود فقراء من تخشيبتهم، وجلبت علينا وقائع انتصارية كبيرة تفوق فيها اعداد الشهداء والجرحى والبيوت المهدمة عشرات عشرات الالاف.

وآخر الانتصارات المتجددة هو انتصار رمس حق التصويت ونفخ حق اللاتصويت باعتباره مقدمة لإسقاط الكنيست ولعن "فطيس" أبوها.

انتصرت الحركة الاسلامية الشمالية صمتًا في لقاء الوزير درعي مع زعيم بيتها الفحماوي. ونقل الرواة، وشاة وغير وشاة، قول أكبر شيوخهم بأنهم قابلوا درعي بصفته وزير فقط، ولم يقابلوه بصفته عضو كنيست ومرشح للانتخابات.

انتصرت الحركة الإسلامية الشمالية ورابطة الافتاء والائمة مرة ثانية، واصدرت بيانا قالت فيه انها لم تعلم بأن برنامج زيارة الوزير درعي شمل حفلا غنائيا كما يقول الناس. او حفلا مختلطا مخالفا لشرع الحركة والرابطة كما يقول شيوخها. لم يعلموا، اعذروهم!

وجاء في الفتوى أيضًا ان المركز الجماهيري ومديره والبلدية لا دخل لهما بالاحتفال "المختلط" وان ما جرى هو ان الوزير درعي وليس عضو الكنيست والمرشح درعي، كانوا قد قاموا على سنة الله ورسوله باستئجار المركز الجماهيري لأغراضهم الخاصة مستغلين براءة ونقاوة اصحاب المركز الجماهيري الافاضل. وهم فعلا ملاكين افاضل بالرغم من ان هويتهم ما زالت مجهولة ولا توقيع لهم على عقد الايجار!

هكذا تكون الانتصارات والبراءة التامة، وهكذا يؤكدها شهود قوميون سكتوا ايضا عن الزيارة وعن اصحابها وعن معانيها، لانها زيارة وزير الى بلدية، وليست زيارة عضو كنيست ومرشح كنيست الى بلد وقيادات ونشطاء!

القوميون ايضا يشهدون بصحة الرواية المقدسة عن تأجير المركز الجماهيري وان الاحتفال الغنائي للمغني هيثم خلايلة والفرقة المرافقة سقط بالمظلة السحرية وان "الاختلاط" البغيض سيزيدهم اصرارا على المقاطعة الانتخابية والبراءة السياسية ويؤكد تأكيدهم على تعميق مسيرة الانتصارات.

سيروا على بركة الغيبيات السياسية، يوصينا اصحاب الإنكار والانتصار، ويزيدون قولا مؤكدين ان استخدام حق الانسحاب من التصويت سيؤدي حتما الى سقوط الكنيست عند أعتاب كتبة الخطابات الانتصارية. هكذا يجدد الخطباء ومواقع ترويجهم العهد بالانتصار!

وأضافت مصادر الحركة والرابطة ومجلس الافتاء والشهود القوميون ان الوزير درعي وليس عضو الكنيست والمرشح للكنيست درعي، سيقوم بالاتفاق مع الوزير أردان وبالتشاور مع رئيس الحكومة نتانياهو، برفع معاشات الائمة وتعيين المزيد منهم بإذن، وان الامر مرتبط فقط بكون الوزراء يمثلون الحكومة الاسرائيلية وليس بكونهم اعضاء كنيست.

وأكدت خطابات الانتصار، أن الانتخابات الاسرائيلية القادمة لن تغير أي شيء لأن الكنيست ستكون يهودية، بينما تبقى الحكومة وقبول القوانين ولقاء الوزراء والمديرين والشرطة والمخابرات ودفع الغرامات هي طريق الحلال المعهود ومشروب الزلال الذي يمنع الزيغ والضلال، وان على المواطن والمواطنة من ابناء الامة المجيدة المنتصرة اتباع الطريق وشرب المشروب تحقيقا لمتطلبات العقيدة.

عباقرة الحركة والرابطة واجنحتها القومية في تحالف الانتصارات وبواسطة خططهم السليمة يوفرون علينا الوقت والجهد ويخرجون المواطنات والمواطنين من ظلمات الانتخابات ومتاعب التصويت في الانتخابات الى نور الوزارات واستئجار المراكز الجماهيرية ببراءة وبراعة قل مثيلها عند السلف الصالح.

 

لا تصوت!

 

تحالف الانتصارات سيجلب لك كل الوزراء الى بلدك وتأخذ ما تريد، زيادة معاشات، رخص مكاتب وجمعيات، تظاهرات ومسيرات، كلها مرخصة وقانونية ومطبوخة في مطبخ الانتصارات الشرعي دينيا وقوميا.

أرأيتم كيف يكون الإنكار والرفض والمقاطعة صناعة خطابية وهاجة ودربًا الى الانتصار!

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب