news-details

اليسار الإسرائيلي الجديد عنصري، قومي، ومتطرف !

اختار حزب العمل الجيل القادم لليسار الصهيوني؛ من جهة معينة هو أسوأ من اليمين المتطرف.

على رأس الحربة يقف شابان طموحان واجتماعيان ويساريان مع قيم متفوقة وضمير، ويسعيان الى الخير. ستاف شبير وايتسيك شمولي الواعدان. منذ ايام لوفا الياف لم يكن لحزب العمل شخصيات مثالية مثل هذين الشخصين. أين لم يتطوعا؟ أين لم يتجندا لمساعدة الضعفاء؟ أين لم ينفجرا بالبكاء ازاء سوء المصير؟ الاثنان هما اختراع اسرائيلي وحشي، طفرة مخيفة: يسعيان الى الخير على قاعدة عرقية، يحاربان من اجل الضعفاء على قاعدة قومية. الشفقة على اليهود فقط. أن تكون جيداً في واقع سيئ عن طريق إغماض العيون وعمى الأخلاق.

الآلية النفسية التي تمثل ذلك سرية. كيف يمكن أن نكون انسانيين جدا وذوي ضمائر ونتجاهل الشر المطلق. كيف يكون أن مئات مبتوري الاطراف في غزة نتيجة اطلاق "نقي" من قبل القناصة لم يؤثروا في أي يوم في قلب هذين الشخصين الاجتماعيين؟ كيف أن الرحيم بالمسنين شمولي يمكنه الصمت على مصير المسنين الذين يعيشون في قفص غزة. كيف تستطيع النسوية شبير أن تصمت على اعتقال دون محاكمة ودون نهاية لزميلتها، عضوة المجلس التشريعي الفلسطيني، خالدة جرار؟ كيف يمكن أن يكونا حساسين جدا وفي الوقت ذاته لهم قلوب فظة جدا؟ البكاء على جدتك سعيدة، شمولي، وتجاهل سعيدات كثيرات اخريات يعشن تحت احتلالك!

اليسار الاسرائيلي الجديد، على شاكلتهم، هو يسار عنصري، يضع معايير اخلاقية مختلفة حسب المنبع الوطني.

اخلاق مزدوجة. عنصرية وقومية متطرفة ليست فقط بتسلئيل سموتريتش وميري ريغف، بل ايضا شبير وشمولي.

الاخيران يعملان من اجل مجتمع اكثر عدلا، ولكن من خلال تجاهل المجتمع الآخر الذي يئن تحته، وهذا تشويه نفسي واخلاقي.

بين نفتالي وبينيت، الذي يريد ضم وربما اعطاء حقوق، وبين شمولي وشبير اللذين يريدان الخير لليهود فقط، أفضل بينيت لأنه لا يزيف الاخلاق.

سيرتهما الذاتية مثيرة للانطباع. شبير خدمت سنة  في جمعية لحماية الطبيعة، شمولي انتقل للسكن في اللد وعين جدي من اجل أن يشكل نموذجا.

شبير كانت عضو بلدية انشغلت بالبناء البيئي، شمولي تطوع ببيت للايتام في بوينس آيريس. شبير كتبت تطوعا في صحيفة لطالبي اللجوء وشمولي انتخب عضو الكنيست الاكثر اجتماعية. اصغر عضو في الكنيست الـ 19 و 20 وعضو الكنيست الذي اختير ليكون من بين الثلاثين اسرائيليا الواعدين تحت جيل الثلاثين هما الشيء القادم.

الشيء القادم لا يزور "المناطق" المحتلة، التي تبعد نصف ساعة عن بيوتهم. ومن المشكوك فيه أن يكونوا قد التقوا مع اعضاء كنيست عرب.

شبير تعلمت في برنامج اسرائيلي - فلسطيني في لندن، هناك بالتأكيد التقت مع فلسطينيين، لكن هل توجد لها فكرة كيف تبدو الحياة في مخيم الدهيشة ومخيم الجلزون؟ هل هذا يعنيها اصلا؟ هل هذا يعني شمولي الذي يكثر من البكاء ازاء المعاناة؟ المعاناة الفظيعة لاطفال مرضى السرطان في غزة الذين يموتون بسبب عدم وجود العلاج لا تسبب له البكاء.

زعيم الطلاب السابق لا يعنيه أن طلابا لا يستطيعون الوصول الى جامعاتهم. هو منشغل بسن قوانين من اجل مرضى الضمور العضلي الاسرائيليين. هذا يستحق التقدير، لكن ماذا عن الضمور الاخلاقي الكامن في هذا التجاهل؟

"خطاب الصهيونية" لشبير الذي القته في العام 2015 يروي كل القصة. "صهيونية حقيقية تعني الاهتمام بالضعفاء"، هكذا دعت بانفعال، "الى الاهتمام بمستقبل مواطني اسرائيل – هذه صهيونية... نحن نستحق أن نعيش حياة جيدة حقا – هذه صهيونية". نستحق العيش حياة جيدة حقا، وليتم خنق الفلسطينيين. هذه هي صهيونيتهما. لو أن رجلا من اليمين قال ذلك، لكان يمكن تفهمه اكثر والغضب منه أقل. ولكن اذا كان هذا هو وجه اليسار القيمي جدا، اليسار الصهيوني الجديد، الشاب والواعد، القيمي وذو الضمير، فمن الافضل أن نعزي انفسنا باليمين. على الاقل هو لا يدعي البر والورع.

 

عن "هآرتس"

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب