التمثيلية التي قادها قطعان اليمين لجلب الدعم من جمهور ناخبيهم، خابت في العليا بعد أن صالت وجالت في أروقة الفاشيين. على مدار سنوات طويلة، لجأ الفاشيون بمختلف انتماءاتهم الحزبية للجان الانتخابات المركزية لطلب شطب أحزاب عربية باستمرار، وباستمرار عادوا خائبين بعد قرار المحكمة العليا التي قبلت باستمرار استئناف الأحزاب العربية على قرار الشطب، وأجازت لهم الترشح للانتخابات البرلمانية.
لكن في هذه الانتخابات، رفع الفاشيون سقف تحريضهم الأرعن، وبدأوا بالتحريض المباشر ليس فقط على المجتمع العربي وقياداته السياسية، إنما وصل الخطاب التحريضي ليطال من يؤمن بالشراكة العربية اليهودية، ومن يلجم الصهيونية من بين اليهود التقدميين، عندما أقدام قطعان اليمين على تقديم طلب لشطب رفيقنا عوفر كسيف من قائمة الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير.
وقرار لجنة الانتخابات المركزية بقبول الطلب والموافقة على شطب ترشيح كسيف، يكشف عن المساعي التي بذلها اليمين في السنوات الأخيرة لإيصال من هم على أشكالهم الى دوائر اتخاذ القرار في المؤسسات الرسمية في إسرائيل، ليتحوّلوا بوقا، أو أداة لزمرة فاشية تحاول باستمرار شرعنة خطابها والقضاء على آخر ما تبقى من الحيّز الهش الضيّق من الديمقراطية التي يتشدّق بها الائتلاف الحكومي عندما يسعى لتبرير جرائمه من خلال اعتبار أنفسهم واحة ديمقراطية في المنطقة.
وبعد أن أصدرت المحكمة العليا قرارها، بقبول استئناف الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير، وإبقاء ترشيح رفيقنا عوفر كسيف، وكذلك إبقاء القائمة العربية الموحدة والتجمع الوطني الديمقراطي، كشّرت وزيرة القضاء أييلت شاكيد عن أنيابها وتوعدت بإجراء تغييرات في الجهاز القضائي في إسرائيل.
شاكيد وبعد صدور قرار المحكمة العليا، قالت إنها ستعمل بعد الانتخابات الوشيكة على إعادة هيكلة الجهاز القضائي بالشكل الذي يحدّ من صلاحياته في مثل هذه القضايا، في حين أن التجارب السابقة كشفت عن أخطار خضوع لجنة الانتخابات المركزية لسلطة اليمين الحاكم، فبدلا من سحب هذه الصلاحيات من لجنة مسيّسة، تريد شاكيد من خلال مساعيها سحب مثل هذه الصلاحيات من المحكمة العليا، وهنا يكمن جوهر الفاشية المتصاعدة في إسرائيل مؤخرا.
أمام هذه التحديات، وبعد نجاح رفاقنا من خلال شطب أبناء كهانا وأحفاده الايديولوجيين من الترشح لانتخابات الكنيست، فإننا مطالبون جميعا بتكثيف العمل من أجل جلب كلّ صوت للمعسكر الديمقراطي الحقيقي في هذه البلاد، ولتكن رسالتنا، أن كلّ صوت يدعم قائمتنا يوجّه صفعة الى وجه الفاشيين. وكما قال رفيقنا عصام مخّول إن كسيف هو سدّ منيع في وجه الفاشية، فلنجعل من الهرولة الى صناديق الاقتراع سدّا في وجه الفاشيين.
إضافة تعقيب