كشف تقرير دولي معلومات خطيرة عن حجم مبيعات الأسلحة لدول الشرق الأوسط، خلال السنوت الخمس الماضية. اذ نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية يوم الإثنين 11 شباط الجاري استنادا إلى "تقرير ميونخ للأمن 2019 "، أن حجم مبيعات السلاح في منطقة الشرق الاوسط تضاعفت منذ عام 2013 مقارنة بالسنوات الخمس السابقة وان ذلك جاء بالتزامن مع تقلص التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة بشكل كبير خلال هذه السنوات.
ووفقا للتقرير، فإن من بين الدول الـ10 الأكثر انفاقًا على التسلح في العالم حاليًا، 7 دول في الشرق الاوسط، من بينها: السعودية والكويت وتركيا وإسرائيل.
ووفقا لبيانات شركة "غينسماركتس فوركاست"، فإن 53% من الاسلحة المصدرة للشرق الاوسط خلال الفترة من 2014 حتى عام 2018 قادمة من الولايات المتحدة. وحذر التقرير من ان النتائج، التي توصل اليها تشير الى امكانية اندلاع سباق تسلح في المنطقة، التي تشهد تحولا في مسار الوجود الأميركي من التدخل المباشر في الأزمة الى سياسة جديدة تعتمد على حلفائها للحفاظ على مصالحها دون أن يكون لها دور مباشر في صراعات المنطقة.
ومن جهة ثانية ومرتبطة، كانت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألسكو" أفادت، بمناسبة اليوم العربي لمحو الأمية الذي صادف في الثامن من شهر كانون الثاني الماضي، بأن معدل الأمية في الدول العربية لا يزال مرتفعًا، مشيرة إلى أن 21% من العرب يعانون من الأمية مقارنة بـ 13,6% كمتوسط عالمي.
وأشارت جامعة الدول العربية في بيان لها في هذه المناسبة أيضًا الى ان الأمية ما زالت تمثل أحد أهم التحديات التي تواجه الوطن العربي، حيث أن الظروف السياسية التي يمر بها من نزاعات وصراعات مسلحة، بالإضافة إلى بعض الموروثات الاجتماعية والثقافية مثل الزواج المبكر والتفكك الأسري والوضع الاقتصادي المحلي وعمل الأطفال والفقر والبطالة وظروف العيش وغيرها، جعلت نسبة الأمية في الوطن العربي مرشحة للزيادة نتيجة عدم التحاق قرابة 13 مليون طفل عربي بالتعليم النظامي.
من المعيب والمخزي ان يزيد عدد الأميين في العالم العربي عن خُمس السكان وان هذا المعدل مرشح لمزيد من الارتفاع في ظل الأوضاع القائمة في العالم العربي. وهذا لا يحمل في طياته أي تفاؤل لحصول تطورات اجتماعية او سياسية ذات مضمون انساني تقدمي. وهذا يعكس حقيقة ان الأنظمة العربية جاثمة بكل ثقلها على طموحات وتطلعات شعوبها في التطور والرقي واللحاق بشعوب العالم في شتى مجالات الحياة.
سياسة الولاء للامبريالية، التي انتهجتها الانظمة العربية على مدار عقود متتالية، أدت إلى هذا الواقع العربي المرعب، والذي يتجلى في المستويات المفزعة للفقر والأمية والتخلف الحضاري والقهر والاستبداد.
هذا في الوقت الذي يشن فيه تحالف العدوان بقيادة السعودية حربًا ضروسًا في اليمن منذ آذار عام 2015، تحت ذريعة "دعم الشرعية"!! راح ضحيتها عشرات آلاف المدنيين اليمنيين بينهم الأطفال والنساء وأمست اليمن على شفا كارثة إنسانية بسبب المجاعة والامراض وهذا بدعم ومباركة أمريكا ودول الغرب، التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان!!
بالسلاح الأمريكي والغربي يقتلون الأطفال والتلاميذ ويهدمون المدارس والمباني والمساجد على رؤوس من فيها! وهذا ما فعله السلاح الأمريكي والغربي في العراق وسوريا وليبيا. وترميم ما دمرته هذه الحروب والنزعات قد يطول لسنوات عديدة، قد تجد خلالها هذه الأنظمة وحُماتها المبرر والذريعة لحرب جديدة في موقع جديد، بهدف استمرار التوتر والانقسام وتبديد قدرات الشعوب العربية وتحويلها إلى طوائف وملل ومذاهب وأعراق ضعيفة وخاضعة ومستسلمة لمصيرها وعاجزة عن تغيير واقعها،الامر الذي يضمن بقاء هذه الأنظمة ويصون المصالح الامبريالية في المنطقة- هذا ما عايشناه عل مدار عشرات السنين الماضية.
يبدو ان الأنظمة العربية التي نصّبتها وحمتها الامبريالية على مر العقود أصبحت اليوم بنظر قادتها الامبرياليين مؤهلة وقادرة على حماية نفسها وحماية المصالح الاستراتيجية للامبريالية بدون تدخل مباشر من اسيادها، بعد ان حولت دولها إلى ترسانات لأحدث أنواع السلاح في العالم وعلى حساب لقمة عيش الشعوب العربية وتطلعات هذه الشعوب نحو التحرر والتطور. وبعد أن راكمت الخبرة والتجربة من خلال حروبها وما شاركت فيه من اعتداءات لأسيادها على دول المنطقة.
وهذا ما يفسر إعلان الرئيس الأمريكي تقليص الوجود الأميركي وعدم التدخل المباشر في المنطقة والاعتماد على الحلفاء للحفاظ على مصالحها وذلك بعد ان عملت الإدارة الامريكية بقيادة ترامب من خلال مؤتمر وارسو على تصوير إيران كعدو للعرب، بإدعاء أنها مصدر عدم الاستقرار والامن في المنطقة، في حين أن إسرائيل، التي منذ قيامها وحتى اليوم تمارس سياسة العدوان والحروب في المنطقة، أمست حليفًا لعرب أمريكا!! وهذا التحويل خطير وينذر بكوارث مأساوية على الأمن والسلام في المنطقة. كما انه ينذر بمخاطر كبيرة على القضية الفلسطينية.
إضافة تعقيب