news-details

بداية

الشعر الحقيقي هو ما يشعر ويتأثر به كل من يقرؤه أو يسمعه

وبسبب تأثير الشعر في المشاعر سمّي شعرًا.

ومهما قصرت أوقلّت نماذج الشعر الحقيقي المؤثرة الجميلة الساحرة بشكلها وبمضمونها تبقى مشعّة متوهجة مؤثرة بكل من يراها أو يسمعها..وبعض القطع الشعرية الصغيرة تلذع كالجمر وتشعّ كالشهب وهي حادّة كرؤوس الرماح وأحلى من العسل - حتى لو كانت غير معقولة - فهي تسحر العقول والقلوب بجمالها مثل قول ميشال طراد مثلًا:

" عصفور عا بابي مرق باكي        ونقّطوا دموعه ع شباكي"

أو كقول جلجامش – قبل آلاف السنين  - في رثاء صاحبه أنكيدو

وبدون أوزان ولا قوافي:

" لقد غدا صاحبي الذي أحببت ترابًا وأنا سوف أنام مثله نومةً لا أقوم منها الى أبد الآبدين".

والشعر الحقيقي يكون في كل الأشكال القديمة والحديثة الموزون المقفى والفالت وباللغة الفصحى والعامية والمقروء والمسموع وفي كل الأمكنة والأزمنة..

المهم فيه التأثير والجمال المذهل المبهر كعرار الصمة القشيري القائل قديمًا: "تمتع من شميم عرار نجدٍ

فما بعد العشية من عرار".. أو كما قال جوزيف حرب: "في قرانا..

إنما نغمض عين الميت حتى لا يرانا"

أو كما قال شاعر أعمى:

"هذي تباشير الربيع  ببهائه وجماله سترونه أما أنا لا أستطيع".

وفي اللغة العبرية كلمة ِشير تعني شعرًا وأغنية معًا أي أن الشعر والغناء قريبان أو هما نفسهما لتأثر الشاعر والمغني ومن يسمعهما به..

وأول شيء كتبته أنا شخصيًا وسميته شعرًا خاصًّا تأثرت به وما نشرته وأنا ابن 12 سنة عن أمي وهي مريضة:

"لما شفت إمي وهي نايمة حدّي.. وهي ساخنة وبغفوتا صارت تنقّط دمعتا ع مخدّتا. ما نمت شيله ليلتا"..

"ولما الصبح نتفه نمت وحلمت: إنّا الناس ملتمّه حول إمي.. قمت وبديت أصرخ: آخ. آخ. تتبلكمت."

والعائد الفلسطيني لبلدته المهدومة قال:

"مريت بدياركم كان الحمام ينوح  تذكرت أيام المضت وتذوب مني الروح .وبديت أبكي وأنا مبحوح مجروح مذبوح "...وهكذا.

الصورة: أبيات من قصيدة لمحمود درويش على لوحة بالألوان المائية، رسمها ستيوارت توماس

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب