news-details

تكريم شاعرنا مصطفى الجمّال هو تكريم لأهل بلدنا ولنا

مجلة "الإصلاح" التي نقشت وما زالت تنقش على صدرها "مجلة مستقلة للثقافة والأدب والتوعية والإصلاح"، مازالت كذلك رغم عوامل وضغوطات الدهر، بل توسعت وانطلقت من عرعرة مسقط الرأس إلى كل مدننا وقرانا. فهنيئا لعرعرة بالإصلاح ودار الأماني وهنيئا لهن ولنا جميعا بعرعرة الاخاء والتعاون والمودة في هذا الحفل الأول من نوعه تكريما وتقديرا لشاعرنا الأخ العزيز مصطفى الجمّال (أبو طارق)؛ باسم إدارة دار الأماني للنشر والتوزيع، التي ولدت في هذه البلدة المباركة منذ خمس وعشرين عاما، وباسم هيئة تحرير مجلة الإصلاح التي ولدت قبلها في هذه البلدة أيضا قبل أكثر من 48 عاما (31-أذار 1971م صدر عددها الأول).

ارتبط العديد من الأسماء في عرعرة بالمجلة ولا أريد الآن أن أعدد، ولكني وددت أن أشير إلى أن شاعرنا ارتبط بالمجلة منذ إنشائها وكانت الإصلاح أول من استضافتهما هو الشّاعر مصطفى الجمّال، الذي كان في حينه رئيسا لمجلس عرعرة المحلي، والأستاذ محمود رشيد يونس (أبو نضال)، الذي كان في ذلك الوقت رئيسا لكتلة المعارضة في المجلس المحلي، وأردنا بذلك كشباب أن نثقف للتعددية الحضارية، وأن نبرز للجمهور من خلال المقابلتين في نفس العدد نقاط الالتقاء والخلاف بين الكتلتين، وأن نؤكد استقلاليتنا أيضا.

وكرئيس مجلسنا المحلي، وناشط سياسي في حينه مرت علاقاتنا في مد وجزر، ولكنّها وهذا هو المهم للأجيال الشابّة بقيت علاقات احترام متبادل.. ليس بين الإصلاح ومحرريها فحسب بل أثرت المجلة في عقليات وفكر العديد من أبنائنا القراء، وأكدت دائما ان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.

ومنذ عودة الإصلاح بحلتها الجديدة وقف مصطفى الجمّال (أبو طارق)مع المجلة مشتركا وكاتبا تزين قصائده صفحاتها، فتزيدها بهاء على بهاء. وعندما علم بتأسيس "دار الأماني للنشر" كناشر قانوني للإصلاح أبى إلاّ أن نصدر له ديوانه الثالث "لمّا بزغ الفجر"، وهذا العام تفضل بإصدار ديوانه الرابع "على كتف الوادي" باسم دار الأماني أيضا.

وهو يخطو هذه الخطى مع معرفته بإمكانيات دار النشر المتواضعة وعدم وجود أي مساعدة حكوميّة أو غيرها من أي مصدر كان سوى سواعدكم أنتم وما تجودون به أنتم من تبرع واشتراك بالمجلة واقتناء الكتب التي نصدرها.

الإصلاح التي بقيت دون وجود أي موظف رسمي أو موظفة رسمية هي بفضل المشتركين والمتطوعين، ولذا ندعوكم جميعا للاشتراك بالمجلة فكل اشتراك هو بمثابة إنزيم حياة للمجلة وشراء كل كتاب هو بمثابة دفعة لدار النشر للأمام لنصدر المزيد من الكتب لكتّاب وشعراء من عارة وعرعرة والناصرة وبقية بلداننا العربية ولدينا برنامج يؤكد ذلك وأننا معا نستطيع.

تكبر بلداننا ويكبر عدد المتعلمين والأكاديميين والمثقفين والعمال المهرة، وكل هؤلاء بحاجة إلى تغذية روحية وفكرية ولذلك تعدد المنابر والأنشطة يجب أن تكون نعمة على قرانا وليس نقمة، ولذلك إقامة "الرابطة الأدبية" في عرعرة هو في هذا الإطار كما نراه نحن، ولذا كان أبو طارق من أوائل العاملين على إنجاح هذه الرابطة حضورا ومشاركة وكتابة، ولذا قررنا في الرابطة تكريمه أسوة بزميله الكاتب أحمد عبد الغني عقل، وغيرهما. ويسعدني أن يمثل الرابطة هنا الأستاذ محمود مصلح يونس. ولذلك لا غضاضة ولا يؤذي بل ينفع إعادة تنشيط "رابطة المتقاعدين في عارة وعرعرة"، وهناك ضرورة لإنشاء مسرح استمرارا لمسرح الشباب الذي بدأ في السبعينات وقدم مسرحية "أبو الأنبياء " لمحمود عباسي على مسرح "جبعات حبيبة" لعدم توفر مسرح في بلدنا.

إن إقامة أي إطار ثقافي وطني مخلص لا يلغي ولا يجب أن يقف معارضا للأطر القائمة بل هناك ضرورة لتقوية الأطر الفاعلة وزيادة أطر غير موجودة مثل الفرق الفنية على اختلافها. إن تكريم شاعرنا هو تكريم لأهل بلدنا ولنا فمن لا يشكر الناس على عطائهم لا يشكره الناس، ومن لا يحترم ولا يقدر الفاعلين لرفعة هذا الشعب لا يحترمه الغير.

وأخيرا وليس آخرا هنيئا لك شاعرنا بهذا التكريم.. وبهذا الجهد لإصدار ديوانيك والدواوين السّابقة، وشكرا لك على خدمة بلدك، وبطبيعة الحال أن تكون هناك أخطاء، فمن لا يعمل لا يخطئ ومن يعمل قد يخطئ.

فمبروك لأبي طارق ومبروك للحضور من كل حدب وصوب ومبروك للأماني وللإصلاح ولعرعرة.

وتحية للحضور في هذا اليوم الذي يصادف أيضا 29-11-2019م يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني لتحقيق حقه وحلمه بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.هذا الشعب المعطاء والأصيل، ونحن نتحدث عن الشعر والأدب فنحن بالتأكيد نكمل طريق عبد الرحيم محمود، وإبراهيم وفدوى طوقان،وأبو سلمى وتوفيق زيّاد ومحمود درويش وسميح القاسم وغيرهم من الأدباء والشعراء الذين نقشوا علم الكفاح بسلوكهم والشعر الجميل في فم كل فلسطيني وفلسطينية وكل إنسان حريص على مستقبل الشعوب.

وأشكر الحضور وخاصة من تكبد وعثاء السفر من الطيرة والطيبة وجت وأم الفحم وغيرها.

*كلمة الكاتب في حفل توقيع ديواني الشاعر مصطفى الجمّال من إصدار دار الأماني للنشر والتوزيع في عرعرة، لمّا بزغ الفجر، وعلى كتف الوادي، يوم الجمعة الموافق 29-11-2019م في المركز الثقافي في عرعرة، وقد عرف الحفل د. يوسف بشارة (عضو هيئة تحرير مجلة الإصلاح، والأستاذ محمود مصلح يونس عن الرابطة الأدبية في عارة عرعرة، والإذاعي قيصر كبها، والناقد الأدبي الأستاذ عبد الرحيم الشيخ يوسف، والمحتفى به الشاعر مصطفى الجمّال، وعرضت دار الأماني إصدارات الكاتب وغيره في نفس الأمسية.

 

(عرعرة– المثلث)


 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب