news-details

حسين مهنا... يا وردة جليلية رافقتنا في شبابنا وكهولتنا| مفيد صيداوي

قالت العرب : رب أخ لك لم تلده أمك، وكان من اخوتي الذين لم تلده أمي الأديب والكاتب حسين مهنا المولود في البقيعة، (والتي كان يرفض أن يُسميها " بقيعين - פקיעין") بعيدا عن عرعرة، القريب من القلب ٌقُرب أجزاء القلب نفسه، عرفته لأول مرة وجها لوجه في مؤتمر نقابة المعلمين عندما نجحت كتلتنا بمضاعفة أعداد ممثليها في مؤتمر النقابة وفي الفروع، وكان حسين واحدا من أعضاء هذا المؤتمر عام 1975م، ومنذ ذلك التاريخ ونحن على صلة أخوية ورفاقية وإنسانية، زرنا بيوت بعض، وتعرفنا على العديد من أبناء عوائلنا، وأصبح التلاقي عبر الهاتف القاعد والمحمول جزءا لا يتجزأ من حيواتنا، لا يمر عيد إلاّ ويهاتفني حسين أو أهاتفه للمعايدة، ولا يكون حدث ثقافي أو أدبي أو أي حدث يهمني أو يهمه إلاّ ونتبادل الرأي نتفق ونختلف ونبقى على ود لا ينتهي.

   عندما طلبتُ منه أن ينضم لهيئة تحرير مجلة الإصلاح في حلتها العامة القُطرِيّة لتكون كما أطلقنا عليها "مجلة الجماهير العربية الثقافية" وافق دون تردد وأصبحت قصصه وأشعاره ومقالاته تزين المجلة بين حين وآخر كان آخرها مسلسل لغوي أصدر جميع حلقاته في كتاب.

   حسين مهنا... جمع بين الحس الثوري والكتابة الثوريّة الملتزمة وبين الحِس الانسانيّ.. كان إنسانا بكل ما تعني كلمة إنسان من معنى هادئا رقيق المشاعر... في كتابته وحياته، عملت لفترة متطوعا في راديو كلية "اورنيم للتربية" عندما كنت محاضرا للغة العربية الحديثة فيها، وقد استضفته في إحدى حلقات البرنامج الذي كان بعنوان "ثقافة"، لمدة ساعة كاملة فأبدع في الحوار وأبدع في التواضع كما عهدته، وكنت لفترة مرشدا لطلاب الثواني عشر الذين يرغبون بكتابة دراسات أدبية لاستكمال علامة موضوع اللغة العربية، وكانت الطالبة أماني زيد ( اليوم المربية ) من كفرقرع قد اتفقت أن تكتب دراستها عن حسين مهنا وشعره، ولكي تأخذ الدراسة مكانتها البحثية وزيادة على المصادر المتوفرة لدى الطالبة طلبت منها أن تزوره وتجري معه مقابلة، ولمّا لم تكن هي أو والدها في حياتهم في البقيعة، تطوعت بنقلها مع والدها واستقبلنا حسين في بيته، الذي أشعرنا أنه بيتنا أيضا بكرم ضيافته وترحيبه بنا. ونشرنا المقابلة التي أجرتها معه في مجلة الإصلاح، بالإضافة لكونها مصدرا علميا حقيقيا، وكم سُرَّ الوالد والفتاة الذين يزوران البقيعة لأول مرة في حياتهما.

  كتبت عن بعض كتبه التي أهداني إياها جميعا، ورغبت أن أكتب عن كل مشروعه الأدبي، ولكن الحياة متشعبة النشاطات ولم أستطع فنشرت ما نشرت من مراجعات نقدية عن بعض كتبه في الاتحاد والغد وكتبنا عن كل ما وصلنا منه في مجلتهِ، مجلتنا جميعا "الإصلاح" التي ثابر على الاشتراك السنوي بها وما زال اشتراكه قائما.

  بفقدانه فقدنا عمودا شامخا من أعمدة مجلة الإصلاح، وصديقا وأخا وفيا على المستوى الشخصي وشاعرا وقاصا مبدعا من شعرائنا وكتابنا مرهف الحس إنسانا... إنسان.

   الإصلاح مجلة وهيئة تحرير تتقدم بأحر التعازي لأسرته الصغيرة لأم راشد الأخت ولراشد ولسعاد ولجميع أفراد العائلة الكريمة ولرفاقه وأصدقائه أصدقائي ورفاقي عادل ومفيد مهنّا والرفيق نايف سليم ولجميع أهالي البقيعة الكرام الذين أحبهم وأحبوه، وسنتابع في الأعداد القادمة النشر عنه وعن تراثه ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.

 

إشارة:

  •  بالتنسيق مع مجلة الإصلاح الثقافية، العروة الوثقى العدد نوفمبر تشرين الثاني 2023م.

(عرعرة – المثلث)

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب