حيفا أخت غزة | أمجد شبيطة

• أمجد شبيطة
• 23/01/2024
• نسخ الرابط

أرادوا افشالنا. فرضوا علينا توقيتا صعبا للتجنيد، ألغوا لنا المسيرة وزجوا بنا إلى ساحة جانبية من ميدان الحناطير ومع ذلك أصررنا وجئنا لنصرخ: لا للحرب!
حيفا هي أخت غزة: هن يتقاسمن نفس البحر والوجع والمستقبل. حيفا هي المدينة الوحيدة في هذه البلاد التي تتسع للبحر والجبل أفلا تتسع لصرخة الانسانية، العربية اليهودية: أوقفوا الحرب، نعم نعم للسلام؟
جئنا هنا من أجل إطلاق صرختنا نحن، أبناء الشعب الذي يذبح في غزة، نحن الذين قلنا أننا لو جوبهنا بالموت نفسه لا يمكن أن ننكر انتماءنا لشعبنا الفلسطيني في غزة والضفة وكل مكان. 
لا مكان لمجرد التفكير بأننا قد ننسلخ عن شعبنا ومن كان يعتقد أننا سنخرج بعد هذه العاصفة أقل وطنية وانتماء لشعبنا فهو واهم، واهم، واهم!
جئنا لنطلق صرخة كافة نشطاء اليسار. جئنا لنسمع صرخة العائلات الثكلى في غلاف غزة. صرخة العائلات التي تطالب بعودة أبنائها الذين جروا إما للقتل أو الموت إلى حرب لا مبرر لها.
جئنا ونحن ندرك أننا لا نتفق على كل شيء لكننا نعرف أن هنالك نضالا هو الأكثر شرعية والحاحا وهو الذي يجمعنا: إيقاف الحرب.

من أجل هذا الهدف أقمنا "شراكة السلام" التي تضم أكثر من أربعين إطارا وحركة ورغم الحذر من ذكر أسماء هذه الأطر لمنع استهدافها إلا أن هنالك حاجة لتحيتها كون كل واحدة منها، مشعل في ليل الفاشية الطاغي على البلاد، بعض هذه الأطر باتت جزءا عضويا من "شراكة السلام" وبعضها ما زال يتعاون معنا من خارج الشراكة، فلنحيهم جميعا:
إيتاخ- معك؛ أمهات ضد العنف؛ بلاد للجميع - دلتان، وطن واحد؛ امرأة لامرأة؛ واحة السلام؛ أبناء إبراهيم؛ الشبيبة الشيوعية ؛ كتلة السلام؛ ديمقراطية للجميع؛ الكتلة ضد الاحتلال في نيو يورك؛ أهال ضد اعتقالات الأطفال؛ زوخروت – ذاكرات؛ زازيم – متحركين؛ صرخة الأمهات؛ الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة؛ حرية؛ شبابيك – حلونوت؛ يوجد حد؛ اسرائيليون من أجل السلام – ألمانيا؛ هون مش فصحى؛ كل مواطنيها؛ محاربون من أجل السلام؛ نضال اشتراكي؛ محسوم – ووتش؛ مسرڤوت – رافضات؛ رسائل تضامنية؛ ننظر للاحتلال بالأعين؛ نساء بالسود؛ نساء ضد العنف؛ تضامن؛ عمال اجتماعيون من أجل السلام؛ عوز وشلوم؛ نقف معا؛ منتدى التعايش في النقب؛ منتدى العائلات الثكلى؛ بسيخو أكتيڤ؛ نشطاء غور الأردن؛ بروفايل حداش؛ فري جيروزاليم؛ صوت راباني لحقوق الإنسان؛ كولكتيڤ شرقي مدني؛ رعيخا كاموخا؛ كسر الصمت؛ شوريش؛ توراة تسيدك؛ حركة النساء الديمقراطيات؛ الحركة العربية للتغيير.
تجمعنا خمسة مطالب: إنهاء الحرب الإجرامية فورا، الدفع نحو تسوية اسرائيلية فلسطينية تنهي الاحتلال، صفقة فورية للتبادل، على مبدأ الكل مقابل الكل، إيقاف الملاحقة السياسية ضد المجتمع العربي وكل من يقول لا بهذه الحرب الفائضة عن الحاجة، المساواة القومية والمدنية التامة، فنحن هنا لنرفع الصوت أيضا ضد الميزانية الإجرامية التي أقرت والتي تدفِّع الشرائح المستضعفة ثمن الحرب.
 ولدينا مفاجأة: من الشرعي أن تكون عربيا في هذه البلاد، من الشرعي أن تكون عربيا وصاحب موقف، من الشرعي أن يكون لك شركاء يهود في النضال، ومن الشرعي أن يتظاهر العرب في مدنهم وفي المدن المركزية، لن نتنازل عن الحق بالتظاهر في رهط، أم الفحم، حيفا وتل أبيب وفي كل مكان حتى ايقاف هذه الحرب.
وأخيرا أدعو كل الأطر المعنية بالانضمام إلى شراكة السلام من أجل مستقبل أفضل للشعبين في هذه البلاد.

*كلمة سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في مظاهرة حيفا ضد الحرب السبت الفائت