في 20.6.23 توفى الرفيق محمد حسن دواهدة (أبو إيهاب) غاب جسده فقط وبقى معنا وفينا لأنه منا فكيف لا يكون ذلك؟.
ولد الرفيق الراحل أبو إيهاب في قرية الحدثة المهجرة عام 1944، وبعد النكبة اتجهت عائلته وعائلات أخرى الى قرية كفر كنا العامرة. حيث سكنوا عقدة ونيف من السنين وبعدها استقر في طمرة التي رحبت بكل من جاء اليها خاصة من سكان القرى المهجرة. ثم نزل الى سوق العمل في اول شبابه ليساعد عائلته في كسب لقمة العيش بكرامة واحترام. الى جانب انضمامه للشبيبة الشيوعية ومن ثم الى الحزب، مما زاد في وعيه السياسي والاجتماعي فزاد من نشاطه يوما بعد يوم نتيجة لاقتناعه بمبادئ الحزب وخطه وبرنامجه السياسي الذي يضمن السلام العادل والشامل لكلا الشعبين وشعوب المنطقة وحتى للعالم، وقد راى بعينيه الثاقبة وفكره رؤية رفاقنا الى ما وراء الافاق. هذه الرؤية المسؤولة والحكيمة لمستقبل شعبي هذه البلاد خاصة والمنطقة عامة.
من ذكرياتي معه:
في أحد اجتماعات الشبيبة في اوائل السبعينيات من القرن الماضي بحثنا زيادة انتشار وتوزيع مجلة الغد خاصة في البلدان القريبة من طمرة التي لا يوجد فيها فروع للشبيبة والحزب. كان ذلك مع الرفيق المحترف في ذلك الوقت عمر سعدي او الرفيق توفيق كناعنه واطال الله بعمرهما. أُتخذ القرار ان نسافر انا وهو الى قرية كوكب أبو الهيجاء العامرة. كان ذلك يوم سبت في شهر كانون اول. سافرنا حتى مفرق كوكب بشكل متقطع من هناك بدانا سيرا على الاقدام ومعنا ثلاثين عددا من الغد على امل ان تلحقنا سيارة لكن لم يحدث ذلك وفي الطريق بدا المطر يتساقط ولا مكان نلوذ فيه خبأنا المجلات تحت معاطفنا حتى وصلنا كوكب حيث استقبلنا احد أقارب المرحوم على الرحب والسعة وبعد ان جفت ملابسنا سرنا سوية في طُرق البلد وقررنا ان نوزع كل المجلات، فكان لنا ذلك ولاحظنا سرور الأهالي بهذه الخطوة خاصة في أيام كانون الباردة، وعدنا فريحين لأننا نجحنا في تنفيذ القرار وكان محفزا لباقي الرفاق .
ولا بد من الإشارة الى دور ام إيهاب وان نشد على اياديها، شريكة حياته التي دعمته بكل قوة ونشطت هي الأخرى في نشاطات حزبنا خاصة في حركة النساء الديمقراطيات وانشات بيت كريما مناضلا تمثل بافراد عائلتها فلك الاحترام والتقدير وطول العمر يا ام إيهاب.
نعزي أنفسنا قبل ان نعزي العائلة والحزب وبشكل خاص فرع طمرة بوفاة رفيقنا العزيز أبو إيهاب الذي احبه كل من عرفه. نم قرير العين. نحن والعائلة سائرون على دربك ابدا على هذا الطريق رحمك الله واسكنك فسيح جناته.
طمرة \ الدامون
في الصورة: المرحوم في الصف الأول من اليمين في مؤتمر الشبيبة التاسع في تل ابيب-يافا 1968
إضافة تعقيب