news-details

رسائل عديدة هامة خلف رفض البرلمانيين العرب التطبيع مع إسرائيل

عقد، يومي 3 و 4 آذار الجاري، في العاصمة الأردنية عمان، المؤتمر الـ29 للاتحاد البرلماني العربي تحت شعار "القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين". وشارك فيه رؤساء البرلمانات والمجالس العربية، إضافة الى مشاركة رئيس مجلس الشعب السوري، حمودة الصباغ، وهذا للمرة الأولى منذ اندلاع الازمة سورية والقرار العربي بمقاطعة سوريا. هذا بحد ذاته مكسب على غاية من الأهمية، اذ يمكن اعتبار ذلك مقدمة لعودة سوريا الى الجامعة العربية، بعد ان اسقطت كل مخططات الإرهابيين ومن يدعمهم من رجعيين عرب وحكّام اسرائيل وإمبرياليين!!

وأمر آخر ينبغي الإشارة اليه هو توقيت انعقاد المؤتمر اذ جاء بعد مؤتمر وارسو التطبيعي مع إسرائيل والذي استهدف الايهام بان عدم الاستقرار في منطقتنا هو بسبب إيران!! وتحريضه على ضرورة حشد كل الطاقات عربيا واسرائيليًا ودوليًا لوضع حد للتمدد الإيراني في المنطقة!!

كذلك فشعار "القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين" يكسب مؤتمر البرلمانيين العرب أهمية خاصة كونه يأتي في الوقت الذي تصعد فيه إسرائيل من انتهاكاتها العنصرية والاستيطانية بهدف سلخ القدس عن محيطها الفلسطيني، خاصة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده من تل أبيب الى القدس واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. كما انه يأتي في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترامب، محمومة، لحشد المزيد من التأييد العربي والدولي لما تسميه "صفقة القرن" والتي تستهدف القضاء على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والالتفاف على كل القرارات الدولية التي تدعم الحق الفلسطيني.

وفي هذا السياق أكد البيان الختامي للمؤتمر على مركزية القضية الفلسطينية. ودعا الى دعم الشعب الفلسطيني في نضاله التاريخي. وأكد ان إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإعادة الأمن والاستقرار الى المنطقة لن يتأتى الا بإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وعلى حدود الرابع من حزيران 67 وضمان حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين. وأكد التمسك بالمبادرة العربية كإطار مرجعي لاي تسوية نهائية للقضية الفلسطينية، هو الطريق الوحيد لمواجهة غياب الإرادة الدولية في ضمان الحل العادل لحقوق الشعب الفلسطيني.

وأكد البيان الموقف الثابت الذي سبق وأن اتخذه الاتحاد في المؤتمر الطارئ في الرباط باعتبار الولايات المتحدة الأميركية دولة منحازة، ولم تعد وسيطًا نزيهًا في عملية السلام ما دامت تنتهج سياسة أحادية في قراراتها، وغير محايدة تصب في الانحياز لصالح المحتل الإسرائيلي، وآخرها القرار غير الشرعي والأرعن المتعلق بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والذي سيجعل عملية السلام في الشرق الأوسط في مهب الريح، ويفتح المنطقة على مستقبل مظلم يتهدده العنف والتطرف الفكري والعقائدي والنزعات الدموية العمياء.

وأكد البند الأخير من البيان الختامي إن واحدة من أهم خطوات دعم الأشقاء الفلسطينيين، تتطلب وقف كافة أشكال التقارب والتطبيع مع المحتل الإسرائيلي، وعليه ندعو إلى موقف الحزم والثبات بصد كل أبواب التطبيع مع إسرائيل.

وهنا طالب رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله آل الشيخ ورئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال بمراجعة وبحث هذا البند من جديد.. الوفد الإماراتي دعا الى صياغة البند من جديد، وفق قرارات الجامعة العربية. الا رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة أكد على تمسك البرلمان الأردني بالبند دون تغيير، وسط تصفيق حار من الحضور. وأضاف أن "الشعوب العربية ترفض التقارب والتطبيع مع إسرائيل، وهو قرار للبرلمانين العرب الذين يمثلون إرادة الشعوب". وانتهى سجال الجدل البرلماني العربي بالبقاء على البند كما هو. وكانت مختلف الوفود الأخرى بضمنها اللبناني والفلسطيني ورئيس مجلس الشعب السوري أيدت هذا النص.

يبدو ان السعودية، المتورطة عميقًا بالتطبيع مع إسرائيل، غير قادرة على هضم حقيقة ان هناك حدود لتحركاتها في دعم الأسياد الامريكان وان هناك من يحاول افشال مخططاتهم التأمرية في المنطقة وكي لا تكون السعودية منعزلة في موقفها هذا انضمت اليها كل من مصر، التي لديها سفير إسرائيلي، والامارات، التي تجاهر بدون أي خجل بالتطبيع العلني مع إسرائيل وتستقبل وفودًا إسرائيلية رسمية وغير رسمية وعلى ارضها يعزف النشيد الوطني الإسرائيلي!!

ومثل هذا الدول، لا سيما التحالف السعودي - الإماراتي، لا تتورع عن خرق قرار الاجتماع التحضيري لرؤساء الوفود البرلمانية بشأن حصر جدول أعمال المؤتمر والبيان الختامي، بالحديث عن القدس وفلسطين واستغلّت منبر المؤتمر للهجوم على إيران إرضاء لترامب!!

وكانت اللجنة السياسية، المنبثقة من مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، رفعت توصيات لرؤساء الوفود لكي يتضمنها البيان الختامي. وفي حال اعتمادها، فإنها ستكون المرة الأولى التي تتبنى جهة عربية رسمية جامعة رفضا واضحا لما يسمّى بـ"صفقة القرن". إذ نصت المادة الأولى على رفض المبادرات التي لا تحقق حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها "صفقة القرن"، ودعت المواد الأخرى إلى إدانة الاعتداءات على المسجد الأقصى والثالثة إلى وقف قرصنة الكيان الصهيوني لأموال الشعب الفلسطيني، ووضع خطة عمل لطرد الكنيست الإسرائيلي من الاتحاد البرلماني الدولي. ولعلّ أبرز النقاط هي البند الثامن الذي يدعو إلى تفعيل المقاطعة العربية للاحتلال الإسرائيلي ومساندة حركة المقاطعة العالمية «BDS».

 

 

(الصورة: رئيس مجلس الشعب السوري، حمودة الصباغ، ضمن المشاركين في المؤتمر// رويترز)

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب