news-details

عشية الانتخابات...خطوات إسرائيلية متسارعة لإنهاء حل الدولتين

"إسرائيل دمرت كل الاتفاقيات وتنصلت من جميع الالتزامات منذ اتفاق أوسلو، وأن استمرار سياساتها وإجراءاتها لتدمير حل الدولتين، جعلنا نفقد الأمل في أي سلام يمكن تحقيقه معها"، هذا جزء من خطاب  الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الأحد أمام القادة العرب المشاركين في القمة العربية الثلاثين التي انعقدت في تونس، "لم يعد باستطاعة شعبنا وقيادته القبول بالوضع القائم في دولة فلسطين المحتلة"، "المرحلة القادمة صعبة ومضطرون لاتخاذ قرارات مصيرية".

وقبل أيام من إجراء انتخابات "الكنيسيت"، صعدت إسرائيل وبشكل غير مسبوق من ممارساتها وإجراءاتها القمعية والتعسفية وجرائمها بحق شعبنا في خطوات متسارعة لقتل حل الدولتين وتعزيز الضم والاستيطان وربما تقدم على ضم المستوطنات الجاثمة على أراضي الضفة الغربية، وضم المناطق المسماة "ج" بمباركة من الإدارة الأميركية التي توفر لها الغطاء.

قرارات إسرائيل لم تتوقف عند حدود الدولة الفلسطينية بل امتدت إلى الجولان السوري المحتل لتعلن عن خطة لتوطين نحو 250 ألف مستوطن هناك خلال السنوات القادمة، إلى جانب مشروع استيطاني سيتم المصادقة عليه خلال اليومين المقبلين يتعلق ببناء أكثر من 1400 وحدة استيطانية بالقدس، علاوة على استمرار الحصار المالي بمصادقة وزير المالية الإسرائيلي أمس على قرار خصم 42 مليون شيقل من عائدات الضرائب الفلسطينية بشكل شهري، في المقابل تسمح إسرائيل بضخ الأموال إلى قطاع غزة بهدف فصل القطاع عن الأراضي الفلسطينية وهو ما يصب في خطة قتل إمكانية قيام دولة فلسطينية.

جملة من التحديات المصيرية أمام القيادة الفلسطينية بدءا من ممارسات حماس الداخلية وقمعها لأبناء شعبنا، وانسلاخها عن المشروع الوطني باتجاه التنسيق الكامل مع الاحتلال، مرورا بالتحديات الخارجية وعلى رأسها "صفقة العار" التي تروج لها الإدارة الأميركية، وجميعها مشاريع مشبوهة عنوانها الضغط والابتزاز.

وحول إعلان الاحتلال عن خطة لتوطين 250 الف يهودي في الجولان المحتل بحلول العام 2048، قال الباحث والكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي (زميلنا في "الاتحاد") برهوم جرايسي، إن مخططات إسرائيل الاستيطانية في الجولان والضفة والقدس تتناغم مع ما يسمى بأرض إسرائيل الكاملة، وهي عقلية نتنياهو واليمين الاستيطاني.

وأضاف، أن هناك ارتفاعا في وتيرة الاستيطان، وأن إسرائيل لا تحتاج الى ما يدفعها لزيادة مشاريعها الاستيطانية، الا انها رأت في الإدارة الأميركية واعلان الرئيس ترمب فرصتها السحرية لتنفيذ قراراتها الاستيطانية في ظل صمت العالم على الاستيطان.

"إن قرار ترمب حول الجولان جاء لدعم شخص نتنياهو في الانتخابات لتعزيز مكانته داخل المعسكر اليميني الاستيطاني"، قال جرايسي.

وأشار الى ان سياسة نتنياهو تركز على زيادة العمل في المستوطنات التي توصف بالصغيرة لتكثيفها، كما وانه يعمل على تحويل البؤر الاستيطانية الى مستوطنات ثابتة للقضاء على أي احتمال لقيام دولة فلسطين.  مشيرا ان هناك في الضفة ما يقارب 430 ألف مستوطن منهم 225 ألف مستوطن في القدس وحدها، ما يؤكد خطورة الصراع حول العاصمة المحتلة وسعي الاحتلال الدائم لتهويدها بشتى الوسائل.

ولفت الى ان إسرائيل تعمل على زيادة عدد سكانها إلى 1,9% سنويا، بينما تتضاعف النسبة في المستوطنات بسبب ما تقدمه دولة الاحتلال من تحفيز مالي وأسعار مناسبة للشقق الاستيطانية، مشيرا الى ان المخطط الصهيوني ينظر بأهمية الى زيادة عدد المستوطنين لإفشال جهود إقامة الدولة الفلسطينية، وشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تزايدا في أعداد المستوطنات بنسبة 4% سنويا.

وفيما يخص مرتفعات الجولان أشار الى ان إسرائيل سيطرت عليها عام 1981، وأن كل مخططات تكثيف اعداد المستوطنين فيها فشلت، اذ يتمركز غالبيتهم عند حدود التماس مع أراضي 1967 وتحديدا في مستوطنة "كتسرين"، وان قرار توطين 250 ألف يهودي في الجولان هو شعار سياسي.

ولفت الى ان هناك اجماعا صهيونيا، اذ اعلنت قائمة "كحول لفان" المنافسة لليكود تمسكها بمرتفعات الجولان، ورفض أي انسحاب منها، ودعت في برنامجها السياسي الى سريان السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة أيضا.

وحذر من خطورة الانتخابات المقبلة وما سيصاحبها من مشاريع خطيرة، مؤكدا أن قرار ترمب سيقود لإعلان السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في الضفة.

من جانبه قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات: "إن الرئيس حذر في كلمته أمام القمة العربية، من أن الخطوة التالية للقرارات والاجراءات الأميركية والإسرائيلية هي قرارات بضم أجزاء كبيرة من أراضي دولة فلسطين المحتلة في الضفة الغربية، بمعنى كتل استيطانية وخلق حكم ذاتي للسكان وليس للأرض، ومن ثم الإعلان عن دولة غزة تحت راية حماس".

وأكد عريقات أنه إذا استهدف المشروع الوطني الفلسطيني اليوم فلن يسلم أي نظام عربي، لافتا إلى تأكيد الرئيس على عدم السماح باستمرار الوضع على ما هو عليه، وعدم القبول بفرض الأمر الواقع على شعبنا مهما بلغت لغة الابتزاز، مشددا على أن سلامنا لن يكون بأي ثمن، ولن نغادر وطننا، وليتحملوا نتيجة أعمالهم.

وفيما يتعلق بالخطوات المصيرية التي تحدث عنها الرئيس الفلسطيني قال: "أمامنا قرارات مصيرية بمعنى أنه إن لم يلتزموا بما عليهم، وبحدود الدولتين على حدود الرابع من حزيران للعام 1967، فسنتخذ خطوات مصيرية".

يشار الى ان جهاز الإحصاء المركزي تحدث عن ان إسرائيل تستغل 85% من مساحة فلسطين التاريخية كما وانها تستغل 76,3% من مساحة مناطق "ج" وان 47% بما يقارب 225.335 الف مستوطن من مستوطنيه المتواجدين في الأراضي المحتلة عام 1967 متمركزون في القدس.ِ

‎‎في الصورة: مستوطنة نيتع المقامة على اراضي قرية دير العسل خلف جدار التوسع العنصري جنوب الخليل.(عدسة: مشهور الوحواح/وفا)

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب