news-details

على أكاديميينا أن ينتبهوا..

*أولا لأخطار اليمين، ثم لمَن يخططون مِن وراء البحار ضد هذه الأقلية العربية الفلسطينية الصامدة والصابرة*

 

المثقفون شريحة اجتماعية وليست طبقة وهم جزء من شعبهم، أهميتهم بقدر ما يستطيعون أن يتماهوا وأن يعملوا إلى جانب أبناء شعبهم، حمل المثقفون عبر التاريخ مواقف مختلفة فبعضهم ربط مصيره بمصير شعبه وقدره شعبه ورفعه إلى أعلى عليين، وبعضهم سار في المسار النقيض ضد مصالح شعبهم فرفضهم شعبهم، هذا صحيح عندما نتحدث عن المثقفين العرب وعن العجم.

الأكاديميون هم أيضا شريحة مهمة، كل شعب يريد ويرغب أن تكون هذه الشريحة إلى جانبه تعمل ضمن مسؤولياتها الأكاديمية لمصلحة هذا الشعب.

ولكن الحقيقة العلمية أيضا أنَّ بعضهم يعمل ضد شعبه ومع القوى التي تعمل ضد هذا الشعب، قد يفعلها البعض وهو يعرف ما يفعل بالضبط، وبذلك تعطيه قوى الظلام أوهاما وقد تعطيه شهادات وتعطيهِ إمكانيات مقابل هذا الموقف وهو يعرف ويتصرف بما يلائم هذه الاتفاقية غير المكتوبه، ولكنها معروفة له ولمن يوظفه لهذه المهمة أو تلك.

ونحن أبناء الشعب العربي الفلسطيني أكثر الناس رغبة في أن يكون أبناء شعبنا الأكاديميون والمثقفون إلى جانب أبناء هذا الشعب وقضاياه الأساسية وخاصة الموقف المبدئي والمثابر من القضية الفلسطينية، وخاصة من القوة الأساسية في الداخل التي أعطت البوصلة الواقعية والثورية في نفس الوقت، هذه القوة هي الحزب الشيوعي الذي يقف كالشوكة في حلق السلطة الرسمية الغارقة في تعاملها الرسمي والشعبي مع الامبريالية الأمريكية، والرجعية العربية.

منذ إنشاء هذا الحزب في فلسطين المكون من خيرة أبناء الشعبين العرب واليهود، ومع ما يمكن أن يكون من هنات هنا وهناك في مواقف الحزب أو في مدى تأثيره إلاّ أنه لم يرتكب الخطايا لا في زمن وجود الاتحاد السوفييتي وقوة الحركة الشيوعية العالمية، ولا اليوم مع وجود الضعف العام للحركة الشيوعية في العالم، بقي هذا الحزب الصغير القوي والمؤثر في مواقفه السياسية والفكرية كالعظْمة في حلق الرجعية وحكومات إسرائيل المتتالية.

وقف الأكاديميون في أبحاثهم مواقف مختلفة،البعض عرف اللعبة ولعب لعبة السلطة التي أعطته مكتبا ومنصبا، والبعض رفض الوقوع في فخ السلطة وبقي مع شعبه في أبحاثه ورفض التوجيهات المبطنة لكي يكون نتيجة بحثه في هذا الاتجاه أو ذاك.

أرجو أن يسامحني أصدقائي ومعارفي من حملة الدكتوراة والبروفسورات الذين نعتز بوجودهم في الجامعات ولكننا نفرق بين مواقفهم، وتذكرون بعض الأكاديميين الذين تطاولوا على قيادة هذا الشعب ولكنهم في أبسط المعارك وهو المشاركة في إضراب تعلنه الجماهير العربية لم يعملوا شيئا وكشفهم شعبنا وكانوا هم الأكثر تطاولا على قيادة هذا الشعب.

واليوم وشعبنا أكثر عددا (مليون وثلاث مئة ألف) عدة آلاف العمال الفنيين ومئات حملة الشهادات الأكاديمية العليا، وآلاف الأطباء والممرضين والممرضات والخبراء في علوم الهايتك والحاسوب ونعتز بهم جميعا كشعب وأهال ونريدهم أن يكونوا مع شعبهم. ولكن الوسواس الخناس يلعب اللعبة المعاكسة يريد تجنيدهم ضد شعبهم.

ولذلك أستغرب الهجوم غير المبرر وبشكل دائم من عدة أكاديميين ضد الحزب الشيوعي والجبهة بالأساس وكل ما يوحد جماهيرنا أيضا.

البعض منهم هاجم القائمة المشتركة عند تأسيسها... وتباكى عليها عند الانفصال.. البعض مع الأسف الشديد يقوم بتجارب فأحيانا يحارب الجبهة والحزب من اليمين وأحيانا من اليسار (الثوري جدا).

البعض هاجم ويهاجم الجبهة لأنه لا يوجد فيها أكاديميون، بل زعامتها عمال وموظفون صغار (توفيق طوبي، ماير فلنر، توفيق زياد، يهوشوع إيرغيا، محمود حصري، توفيق كناعنة، أبراهام لفنبراون ) والقائمة طويلة.

وعندما أصبحت الجبهة والحزب تجتذب خيرة الأكاديميين (د. يوسف جبارين، د. حنا سويد، د. عوفر كسيف، د. دوف حنين)، وغيرهم كثر ... أصبح البعض لا يريد هؤلاء فهم حزبيون وجبهويون، وشهد هذا الوطن محاولات تضليل واسعة في هذا الاتجاه وغيرهِ.

وعندما يبني شعبنا بخبرة وتجربة الحزب ولكن بتعاون كل القوى المخلصة والعقلانية والتي تختلف مع الحزب والجبهة في بعض النقاط، لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية وتختار هذه الهيئة الموقرة رئيسا لها السياسي والمخلص لشعبه محمد بركة والذي يقود هذه الهيئة بذكاء وإخلاص نادرين، تنبري بعض القوى التي بعضها مضلَّلة وبعضها مُضَلِّلة للهجوم على محمد بركة الذي أؤكد من خلال مشاركتي كمواطن عادي وكعضو حزب وجبهة عادي، أنه أعطى كل من أراد العمل أن يعمل بشرط العمل لمصلحة الجماهير والشعب، وسمعت العديد ممن عمل معه من المخلصين والذين لا يوجد لهم ارتباط بالسلطة الرسمية كل ثناء  وتقدير.

إذن علام هذه الضجة التي أقيمت بعد المؤتمر الأخير الذي لم أستطع المشاركة به كمواطن عادي، هل لأنه وضع الأمور علميا في موضعها ورأى من موقعه أن يحذر جماهير شعبنا من محاولات مشبوهة وليست أصيلة بالمرة، وبعضها مُضَلَّل، هل للأكاديميين في العالم كله حزب؟؟

الحزب والأحزاب في كل العالم هي البوصلة للشرائح والطبقات التي تخدمها فكم بالحري هنا في بلاد السمن والسم والعسل والقطران، لماذا لا يسأل الأكاديميون أنفسهم لماذا الآن بالذات؟ ولماذا بالأصل هذه الدعوة؟ ونحن نعمل وندعو ونبتهل لتوحيد الأحزاب كل الأحزاب في المشتركة على برنامج سياسي حد أدنى.

نحن نعرف الطموحات لمن تقاعدوا من مراكز مهمة في حياة شعبنا ووقفنا معهم وحييناهم عندما عملوا عملهم بتوجه إيجابي من قضايا شعبهم، ولكن هل هذا يدعو لمثل هذه الأمور أم الانخراط في أي حزب يرونه ملائما لأفكارهم ولا حجر على الأفكار.

إننا لا نريد لأكاديميينا أن يقعوا في نفس الفخ الذي وقع فيه بعض الأكاديميين السوريين خارج سوريا وداخلها في خدمة العدوان على سوريا بحجة البحث وإعادة الديمقراطية، البعض تراجع عندما عرف الحقيقة والبعض استمر وهو يعرف حقيقة ما يعمله ضد شعبه.

وأخيرا ليتوقف من يهاجم محمد بركة على خطابه الصحيح سياسيا وعلميا في هذه المرحلة من حياة شعبنا، وليعمل كل من أخذ مسؤوليته ضمن هذه المسؤولية، ولنعمل معا لإسقاط اليمين المتطرف والعنصري الذي يريد أن يقبعنا جميعا أكاديميين وعمالا وفلاحين من هذا الوطن، ولننتبه لألاعيب من هم وراء البحار ويخططون مع اليمين لضرب هذا الشعب في مقتله أي في وحدته النضالية، هناك متسع لمن يرغب أن يعمل، والصحيح مطلوب من أكاديميينا العمل أكثر بين أبناء شعبهم في قراهم ومدنهم، ويوجد من يعمل بينهم فأرضنا ليست عاقرا وشعبنا معطاء.

(عرعرة – المثلث)

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب