لماذا نقول (حصانك لسانك) بدلا من (لسانك حصانك)؟
في الحصان حصن وحصانة وسباق وفروسية.. والمدينة المُحصنة هي العصية على الغزاة.. والأنثى المُحصنة هي العصية على المعاصي وعلى الجُناة من عصابة العُصاة وفي الانجليزية يقولون عن الذي تجتمع فيه القوة والبأس انه قوي كالحصان.
الحصان واللسان وسيلتا نقل.. على صهوة الحصان ننتقلُ من مكان الى مكان.. وفي العراك نكر ونفر، أما اللسان فليس الا منصة انطلاق للكلام.. كلام ينقلنا للقريب والبعيد.. ومن الكلام ما يحمل خيرا ومنه ما يحملُ شرا.. نسمع كلاما تفوح منه روائح الاباء وكلاما يكتنفه الغباء!
اجسادنا احصنة تحمل اسباب الحياة وأدواتها: في العين والاذن والانف تتشكل ادوات الحياة.. هذه هي مجموعة الحواس التي تتجسد أدوارها الفاعلة على السنتنا.. تتراوح الأدوار بين ألغام وأحلام.. هنالك الغام تتفجر في اتجاهين: منها ما يفضحُ قُبح الآخرين ومنها ما يزدان بكل طيب وجميل في الآخرين ولدى الآخرين!! لسان السوء لا يُمكن أن يكون جوادا نمتطيه نحو الخير، بل سنانا تنطلقُ لتشويه وقتل الآخرين.. هكذا السنة يجبُ اسكاتها أو بترها.
ألسنة السوء تدفعنا بخيولها نحو العنف والعنف جرائم وأحقاد!
على هذه الألسنة تنبُتُ اشواكُ التزلف واللعق والمُواربة والمُحاباة وآفات الكذب والقبح والفساد على فظاعة اشكاله!
هنالك السنة تُطلق الرصاص على الآخرين فتلتهب الارضُ تحت اقدامهم وفي خلايا أذهانهم فتصدر عنهم افكار نارية حارقة تستولدُ تعصبا وحقدا وكراهية في أتونها تحترق حياتنا وانسانيتنا!
ما أحوجنا هذه الأيام الى جياد تحملُ المودة في ترحالنا وتجوالنا.. عندما تُسابقُ خيولُنا الريح نحو الخير يرحلُ عنا القتلةُ المجرمون حملةُ المُسدسات البشرية المحشوة بالإحن والمحن وقبلية الانتقام!
لتكُن شهيتنا مفتوحة دائما على قول الصدق وسماعه.. في حياتنا كثير من الأفاعي وكثير من القبائح!! ليتنا نملك عصا كليم الله النبي موسى لتبتلع كل الافاعي في حياتنا.. لقد التهمت عصا سيدنا موسى افاعي السحرة في بلاط فرعون.. أفاعي السحرة سحر وتعاويذ.. ليس في ايدينا ان نكون سحرة!! لكن بهمة أهل العزم والحزم نمتطي صهوات خيول تأخذنا سنابكها الى حدائق الخير وميادينه بعيدا عن حرائق يأكلُ لهيبها حياة الأنام.
إضافة تعقيب