خلقنا ربّنا الحكيم ندبّ على قائمتين اثنتين. ولا بأس أن تسير جماهيرنا في مشوارها الصعب والوعر على قائمتين تشدّ الواحدة الأخرى، تثبّتها عند السؤال. كلّ مَن عليها مِن خلقٍ وما عليها مِن فعلٍ ينهض على سلبٍ وإيجاب. هكذا علّمتنا الحياة والتجارب في الحياة. والشيء نفسه بعضه سلبٌ وبعضه إيجاب. علّمتنا ألا نكره شيئًا قد يكون خيرًا لنا. كان في القائمة المشتركة خيرٌ، وهذا صحيحٌ لا ينكره إلا جاحد، لكنها لم تكن كتلة من الكمال المكمّل، وهذا صحيحٌ أيضًا لا ينكره إلا جاحد. هذّبتنا أخلاقنا، وقد أحسنت التهذيب، ألا نذكر مساوئ موتانا في هذا المقام. لكنّي سأذكر بعض محاسن أحيائنا.
في القائمتين تنافسٌ... كفّوا عن التلاسن وتذكّروا أنّ لنا همًا واحدًا ينبغي التنافس فيه. والتنافس في الخير خيرٌ. ومن يدري، لعلّ التنافس قد يحضّ الناس على التصويت ويأتي بهم من كلّ فجّ مثلما في انتخابات مجالسهم وبلديّاتهم يفعلون. كفّوا عن التراشق وليذكّر بعضكم بعضًا ما نسيه. وقد لا تأتي الوحدة بخيرٍ كهذا الذي تأتي به اثنتان تُحسنان فعل التنافس.
في القائمتين تعدّديةٌ ونقاش... قائمتان تشتركان في همّ واحد تسمح للصوت المكتوم أن يُسمع أفضل من قائمة تكتم الصوت وتخنق الفطرة على النقاش. القائمة الواحدة ليست غاية مسعانا ولا أكبر همّنا، وإن كانت الوسيلة إليه. والوسائل تلتوي فتتبدّل وتتحسّن وهمّنا ثابت في هذا الظرف العصيب.
في القائمتين تجريب... ولنحتكم إلى التجريب. والتجريب من ضرورات الفعل التنظيمي والآيديولوجي. فلنجرّب قائمتين إذًا لنتعلّم الدرس اليقين. لا يخاف التجريب المحسوب إلا العقول الآسنة.
وليس في القائمتين هدرٌ لأصوات الجماهير. لا، ليس بالضرورة إن هما اتفقتا على فائض الأصوات. والبركة في محمد بركة ورفاقه في لجنة المتابعة واللجنة القطرية لرؤساء السلطات العربية. لدينا مؤسّساتنا الواعية، الملتزمة والحكيمة. ونحن نثق بقدرتها ورغبتها على فعل الرقيب والراعي الحسيب.
إضافة تعقيب