بقراءة سريعة لنتائج الانتخابات البرلمانية سابقًا، نجد أن أصوات الطائفة الدرزية، تصب بمعظمها في صالح الأحزاب الصهيونية؛ من منطلق كون هذا المرشح الدرزي او ذاك ، موجودًا في قائمة تلك الحزابل. وبدورهم، من يتيسر لهم الوصول الى عضوية الكنيست أبناء هذه الطائفة "المغلوبة على امرها"، نجدهم يدورون في فلك سياسة أحزابهم الصهيونية، ويبقون ممثلين لأحزابهم وللسلطة الحاكمة في قرانا، وليس العكس، وتبقى أراضي قرانا المعروفية مصادرة اكثر من غيرها، ومسطحات القرى "مسطحة" وأقنان الدجاج، في المستوطنات اليهودية، مضاءة بالكهرباء والاف البيوت في القرى الدرزية ترفض شركة الكهرباء ربطها بالشبكة لأنها برايها بدون ترخيص وو...
وأنا لا أريد أن أتحدث لا عن قانون كمينتس ولا قانون القومية ولا غيره من مظالم، وأرجو تصحيحي اذا كان هناك أي أمر أساسي عملت حكومات اسرائيل المتعاقبة على حلّه.. مع العلم، ان معظم القيادات الدينية والزمنية (الدنيوية) وفي مقدمتهم رؤساء المجالس، يقتصر جلَّ دورهم وعملهم، في هذا المجال، على كونهم وسطاء بين السلطة الحاكمة وابناء عشيرتهم، ونادرا ما نجد موقفا حازما يقول: "للجاموسة عينك حمرا".
وعليه ارجو ان لا تستفزوا باي سؤال، لا للنائب حمد عمار مرشح حزب يسرائيل بتينو ولا الوزير ايوب القرا مرشح الليكود، ولا عضو الكنيست اكرم حسون من كولانو، ولا حتى صالح سعد مرشح البيت الصهيوني ـ مع ان هذا الحزب الصهيوني لم يكن ضمن الائتلاف الحكومي ـ عما فعلوه، ولما تمخضت الانتخابات التمهيدية في هذه الاحزاب وجعلتهم اما خارج الحلبة او على الحفة...
حاشا من اية شماتة اذا قلنا ان المقعد المخصص للأقليات في الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود، والذي فاز به ابن قرية يركا فطين ملّا قد قفز الى الموقع ألـ 32، وهو غير مضمون بالنسبة لاستطلاعات الرأي، كون الليكود يتأرجح بين 27 ـ 30 عضوا مع العلم ان المكان 28 محجوز لليمين المتطرف، الامر الذي من شانه أن يدفع بملّا الى المكان ال 33. وكذلك حزب "يسرائيل بيتنو" وكون مرشحه ابن مدينة شفاعمرو حمد عمار في المكان السادس وبموجب استطلاعات الرأي قد يكون كرسيه مهزوزا .
اما الانتخابات التمهيدية لحزب "العمل" ورغم تنافس عشرة منتسبين للحزب من الطائفة الدرزية، على مقعد واحد، الا ان الانتخابات جعلت من ابن بيت جن صالح سعد الاكثر حظا، في المكان السابع عشر، والاستطلاعات لا تعطي هذا الحزب اكثر من ثمانية ـ عشرة مقاعد.
حزب "ميرتس"ـ حزب اليسار الصهيوني، رشّح ابن بيت جن، أيضا، علي صلالحة في المكان الخامس، وهو ايضا على "الحِفّة" لأن الاستطلاعات تعطيهم خمسة مقاعد.
القائمة التي اشتقت اسمها من تركيبة علم الدولة "كحول لفان ـ ازرق ابيض" غانتس ولبيد، فقد رشحت، ابنة دالية الكرمل غدير كمال مريح في المكان ال 25 في القائمة، ومن المتوقع حصولهم على 35 مقعدا لكن السؤال ماذا تستطيع ان تفعل بمثل هذا الحزب بصقور عسكره.
"تسيدك حبرتي" قائمة جديدة لأول مرة في الانتخابات للكنيست تضم بصفوفها ابن قرية جث الدرزية، نظيم سبيتي وحسب الاستطلاعات لن تعبر نسبة الحسم. وكذلك "مغين" قائمة جديدة، تضم بصفوفها سامر هنو من قرية جولس ومن الصعب جدا ان تعبر نسية الحسم. ايضا "ببساطة محبة" قائمة نسائية جديدة، ترشحت في صفوفها الامامية (المكان الثالث) ابنة دالية الكرمل د. ربيعة بصيص وبموجب الاستطلاعات الاخيرة، لم تكن هذه القائمة ممثلة في الكنيست.
اما الجبهة والعربية للتغيير فقد رشحت جابر عساقلة ابن قرية المغار في المكان الثامن، مع العلم ان استطلاعات الرأي الاخيرة اعطت هذه القائمة اكثر من عشرة اعضاء. وهذه القائمة هي الوحيدة، من المذكورات اعلاه، لا تدور في فلك الصهيونية، وتضم في صفوفها مرشحا عن القوى الديمقراطية اليهودية، بالإضافة لمرشحين يمثلون النسيج السياسي والاجتماعي لمجمل المجتمع العربي. بمن فيه، جابر عساقلة ابن الطائفة العربية الدرزية ـ الناشط التقدمي، المعروف بمواقفه المشرفة على مختف الصُعد.
الخلاصة هل سيعرف، الناخب الدرزي من هو الذي يستحق الثقة اكثر من غيره، أَم "ستعود حليمة الى عادتها القديمة" ويمنح معظم الناخبين الدروز اصوتهم للأحزاب الصهيونية ليتواصل ظلمهم، بغض النظر عن اية حكومة ستتمخض عنها هذه الانتخابات البرلمانية للكنيست ال 21 .
إضافة تعقيب