// سهيل قبلان
الانتاج ليس فقط هو الناجم عن عمل وكدح العمال في المصانع والفلاحين في الارض، وبالتالي ما تدره من مواد وثمار وغلال، آلات المصانع وتعب الايادي في الحراثة والنكش والزرع والقطف، فهناك انتاج العقول والقلوب والعواطف والنوايا والاحلام. ومن مواد الانتاج الروحية المزاعم والكذب واطلاق اسمين على شيء واحد، وكأنه لا وجود لذهن واع ومنفتح ومتحرر من التبعية وحر ليسأل هل هذا التزوير ممكن ومقبول وله العمر المديد، ونسمع الادعاءات والترويجات والكذب عن ان اسرائيل وراء كل حادث اغتيال لزعيم او ما يحصل من هبات وتمردات جماهيرية في هذه الدولة او تلك لتضخيم قوة اسرائيل وانه ما في حدا قدها ولا يمكن هزيمتها وبالتالي لتبرير المواقف الخاطئة والمضرة بالشعوب.
فقد روج الرئيس السوداني عمر البشير ان اسرائيل هي وراء هبّة الشعب السوداني احتجاجا على اوضاعه المعيشية الصعبة والمتدهوره، في محاولة منه لاخمادها وبالتالي لضمان بقاء جلوسه على العرش، وبالتالي لنيل رضا ساداتها في الويلات المتحدة الامريكية ومدها بالمزيد من الدعم المادي عسكريا والسياسي لضمان مداومة فدعرتها واستفزازاتها الدموية والتامرية، وكذلك فان ما روج في حينه من ان اسرائيل هي وراء اغتيال الرئيس الفلسطيني الخالد ياسر عرفات، وانا شخصيا اشك في ذلك، والتمسك به هو بمثابة فضيحة للفلسطينيين انفسهم، بهدف صرف النظر عن خلافاتهم واستمرار تشرذمهم وعجزهم عن المصالحة، ونهجهم التشرذمي الضار بهم، فمتى يستخلصون العبر من خيبة امل الويلات المتحدة وعجزها الجلي والواضح عن تفتيت سوريا البطلة فعلا لا قولا، واضطرارها وتحت الضربات للانسحاب منها وابقاء الاسد رئيسا متحدا وبقوة مع الجيش والشعب متفاهمين وصامدين ومتناغمين في جوقة تنشد وبقوة للسلام والشهامة والإباء ولرفض الاملاءات الامريكية المضرة وبالتالي اعتبار ذلك الانسحاب الامريكي بمثابة فشل وهزيمة للسياسة الاسرائيلية الخارجية ويقلل من قدرتها على المساومة والنجاح في جني الثمار الطيبة لها.
والترويج العربي بالذات والفلسطيني خاصة يقول انهم يرفضون السير بصدق والتصرف باخلاق وانما يصرون على دور التاجر المساوم والمنافق ومساعدته على بيع بضائعه الفاسدة، وبالتالي فهذا يساعد وينعكس على الوضع الداخلي وفي انتاج وممارسة كل ما من شانه ان يفرق ولا يوحد الجماهير، واذا كان الانسحاب الامريكي من سوريا بمثابة صفعة قوية على وجه اسرائيل فهل تتحلى بذرة من الكرامة الانسانية وترد الصفعة للكاوبوي المغامر مجسدة بالاتجاه الحقيقي لتحقيق السلام العادل والراسخ وله متطلباته واولها قلع وكنس الاحتلال الذي هو الدواء الشافي للمجتمع الاسرائيلي من عنصريته وتخليه عن الاوهام بإقامة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات وبالتالي معرفة حدهم وانه من الافضل لهم التفاهم مع شعوب المنطقة وليس مع المحيط كتابع له وخدمة مصالحه وكان مسؤول امني اسرائيلي علق على الانسحاب قائلا ان ترامب هرب من سوريا والقى باسرائيل تحت العجلات لشاحنات الجيش الروسي، والأسوأ في الرد ان قادة اسرائيل بنهجهم المغامر والحربي الكارثي يلقون من جراء انتاجه العنصري التشاوفي الدموي الحاقد بشعبهم نفسه تحت العجلات وبالتالي يدوسون على انسانيته وكرامته واخلاقياته عنوة وعمدا فمتى يستخلصون العبر، والى متى يطاردون الشعب الفلسطيني بالذات بالقتل والقمع والهدم والمصادرة والاستيطان واقامة الجدران والعنصرية والاحقاد ويمثلون دور المطارد وللاسف ينجحون وينالون الطبطبة على الظهور والتطبيع العربي ويديرون ظهورهم للقرارات الدولية ويتجاهلونها.
والاعجب انهم يدافعون عن جرائمهم واخطائهم ونهجهم الكارثي الدموي العنصري وينجحون في التضليل وعلى صعيد عالمي وبالتالي كسب الدعم والتأييد لكذبهم الذي يدافعون عنه بقوة اكثر من صدقهم وصوابهم وهل يكفي القول انه حسب القتيل فخرا انه ليس بالقاتل، والانكى ان القاتل ورغم جرائمه الجلية يصر على ان يصغي من غزا بلادهم الى مواعظه النيرة والسير بهديها، واذا رفضوها وبحق فيصفهم بالوحوش والارهاب. وقادة اسرائيل لاصرارهم على انتاج الاحقاد والعنصرية واحتقار العرب عامة ويتطلعون اليهم كحشرات بلا كرامة لذلك ادمنوا على قتلهم مستمتعين بذلك الموقف لدرجة انهم اتخموا بطعم الجراح الفلسطينية النازفة وعشقوها نازفة وبالتالي منعوا اسعافها مستندين انه لن ترى الوحدة الفلسطينية النور، فرغم كل ما تعرضوا ويتعرضون له من نكبات وممارسات قمع تنكيلية من اسرائيل المتيمة بالسلام، فهم يتأخرون في تحقيق الوحدة التي لا شك انها برؤيتها للنور ستعزز وحدة الشعب الفلسطيني وقابليته الكفاحية وستقرب القيادة اكثر الى الشعب في جميع المواقع واماكن التواجد وجعلها اكثر فاعلية. وبالتالي ستلعب الوحدة الدور الكبير في مكافحة القوى والنهج والعمل الانفصالي وبالتالي ستضمن رص الصفوف والقلوب ويبقى الانتاج الافيد للجميع وهو الروحي الانساني وبالتالي تهافت الجميع وباكثر ما يمكن من عرب ويهود، على الانتاج الروحي المتجسد بفكر الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة وعمودها الفقري الحزب الشيوعي الاممي، للرشف الدائم من شهده المتجسد بالكلام الحلو العاشق للحياة الحرة الكريمة للجميع والضامن تشابك الايدي العربية مع اليهودية في التعاون البناء لضمان الوصول الى المستقبل البناء المنير للشعبين دروب الحياة السلمية السعيدة.
وهذا ومن اجل المصلحة العامة للجميع يتطلب الالتفاف حول القائمة المشتركة اليهودية العربية العاشقة والضامنة الحياة للجميع بتاخ وتعاون وتعميق رؤية الاهم والمشترك للجميع وبالتالي احترام الانسان الانسان بغض النظر عن انتمائه ودينه ولغته لا يخاف ولا يقلق على حياته ومستقبله وبيته ومكان عمله ولقمته وكرامته، فتوحدوا يا ايها الطيبون الشرفاء من يهود وعرب وسيروا شامخين وعن قناعة الى صناديق الاقتراع وادلقوا اوراق التأييد والدعم للقائمة المشتركة ومرشحيها الصناديد عاشقي الحياة والانسان امميا محبا للغير كما لنفسه.
إضافة تعقيب