news-details

من لم يأت

وكأن به ليس حزبا حاكما قديما، تظاهر أمس في تل ابيب مؤيدو الليكود ضد جهاز انفاذ القانون، احتجاجا على رفع ثلاث لوائح اتهام ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الرشوة، الاحتيال وخيانة الامانة.

تحت العنوان المدحوض "نحمي الدولة نوقف الانقلاب السلطوي" احتشد بضعة الاف، بينهم رجال منظمات اليمين "ان شئتم"، "رغافيم"، "اسرائيلي" و"هيئة الكفاح المشترك للمعسكر الوطني"، تظاهروا ضد اجهزة السلطة التي توجد منذ أكثر من عقد في ايدي ممثليهم في الحكومة، ودعوا الى "التحقيق مع المحققين".

وقد صرخ العبث الى السماء: فمن هي التي وقفت على رأس الجهاز القضائي، فيما يشهر الفوضويون به، ان لم تكن هي نفسها مندوبة المستوطنين في الحكومة، أييليت شكيد؟ ومن هو الوزير المسؤول عن الشرطة إن لم يكن جلعاد اردان من الليكود؟ ومن عين المفتش العام للشرطة عدو نفوسهم روني ألشيخ، والمستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت، الذي جعلوه عدو الشعب؟ ومن يمسك منذ سنين بدفة الحكم وبخيوط كل تلك الاجهزة، التي يخرجون ضدها الان في ظل انعدام تام للوعي ان لم يكن المتهم بالجنائيات نتنياهو.

ان التغيب شبه التام لوزراء من الليكود، باستثناء ميري ريغيف، ومن كتلة اليمين بشكل عام، مقابل مشاركة اناس مثل دانييلا فايس، يغئال ليفنشتاين ويورام شيفتل، يدل على الوضع المتدهور باستمرار لنتنياهو. لقد بذل نتنياهو جهودا جبارة في المحاولات لاقناع وزراء الليكود والنواب من الحزب لان يشاركوا في المظاهرة. كما فعل كل ما في وسعه كي يجلب الجماهير الى الميدان: فقد بعث ببلاغات لاعضاء الليكود.

نشر شريطا على الفيسبوك طلب فيه من متابعيه ان يأتوا؛ خرج للقاء النشطاء الذين تظاهروا امام منزله في القدس ودعاهم بمكبر الصوت المجيء الى المظاهرة. طلب من رؤساء السلطات في المناطق ان يدعوا رجالهم للمجيء هم ايضا؛ هاتف رؤساء الفروع والنشطاء المركزيين، بعث بمساعديه لاقناع الوزراء. ومع ذلك، فان النتائج الهزيلة شددت حقيقة أن هناك القليل جدا ممن يشترون بضاعة الانقلاب السخيفة و "الربيع الاسرائيلي" الزائف.

يحب نتنياهو ان يتبجح بتأييد الجمهور له ويلمح بان هذا يكفي لان يزوده بالحصانة في وجه الوقوف امام المحاكمة. يدور الحديث عن خط تفكير خطير ومرفوض، وهو يهدد حكم القانون في اسرائيل. أمس تبددت أيضا هذه الذريعة المشكوك فيها. نتنياهو سيضطر في نهاية المطاف لان ينظر مباشرة الى الواقع، وان يستوعب بانها انتهت فترة ولايته في رئاسة الوزراء وبدأت فترة كونه متهم بالجنائي. من الافضل له ان يحرر أخيرا الدولة من قبضته الضارة ويخصص من الان فصاعدا معظم وقته لمحاميه.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب