news-details

نتنياهو - عنصري، فاشي، والآن أصبح رسميا فاسدا

محمد خطيب

بنيامين نتنياهو، الذي بحث باستمرار عن طوق النجاة من خلال الشنشنة والتحريض السّافر على الأقلية العربية، لاستدراج أصوات الناخبين من اليمين الفاشي للحفاظ على تفوق حزبه في المعارك الانتخابية السابقة، مستغلّا انهيار ما يسمّى بالوسط - اليسار الصهيوني الذي فشل في السنوات السابقة في إعادة لمّ شمل ناخبيه - يواجه أزمة جديدة وجديّة: الفساد!

في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى بعد شهر ونصف، يزداد تخبّط نتنياهو الذي يرى خطر إزاحته من سدّة الحكم لأول مرّة من خلال تحالف غانتس لابيد الأخير، وبعد أن ضرب نتنياهو أحزاب اليمين المتشدد بهدف استقطاب أصوات ناخبيهم لحزبه – الليكود، إلا أن مأزق نتنياهو هذه المرّة لن يكون سهلا بتاتا، فعلى خلاف المرّات السابقة، فإن نتنياهو يواجه جبهة تشكّل تهديدا حقيقيا على استمرار حكمه، ونهجه المتطرف سياسيا واقتصاديا، ونهجه الذي يستهدف وجودنا وهويتنا الفكرية والسياسية والوطنية كعرب فلسطينيين في هذه البلاد.

سيواجه نتنياهو اتهامات بالفساد والاحتيال وخيانة الأمانة في الملفات المعروفة إعلاميا بـ"ملف 2000"، و"ملف 4000". الملف الذي يحمل رقم 2000 يتعلّق بصفقة مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" لمنع زيادة انتشار صحيفة "يسرائيل هيوم" مقابل تغطية صحفية مؤيدة له، فيما يتعلّق ملف 4000 بحصول مالك موقع "واللا" الإخباري، وهو مدير سابق لشركة الاتصالات الإسرائيلية "بيزك" على امتيازات مقابل تغطية منحازة لنتنياهو في الموقع الإخباري.

الاتهامات المتوقعة ضد نتنياهو ستؤثر سلبا على حزبه في استطلاعات الرأي، فيما يسعى تحالف غانتس – لابيد الى استقطاب المزيد من أصوات ناخبي قوى اليمين. ولذلك، ففي المرحلة المقبلة، سيسعى نتنياهو الى بث المزيد من خطاب الكراهية والتحريض السافر ضد العرب، لكنّ انشغاله بالتحالف المنافس له، وبدعوات تقديم استقالته على خلفية تهم الفساد، سيشغله قليلا عنّا.

وفي المقابل، لا نتوقّع أن يكون تحالف لابيد – غانتس منصفا تجاهنا كأقلية عربية في هذه البلاد، ولا نتوقّع أن يتغيّر جوهر التمييز والاستهداف الممنهج ضد الأقلية العربية وقياداتها في حال نجح هذا التحالف في قلع نتنياهو عن سدّة الحكم، لكنّ الأحزاب العربية تنتظر فرصة جوهرية عليها أن تلتقطها تسمّى الجسم المانع.

تجربة الجسم المانع الذي خاضته الجبهة الديمقراطية في أوائل سنوات تسعينيات القرن الماضي، حقق الكثير من التقدّم والدعم للجماهير العربية اقتصاديا من خلال صرف الميزانيات على السلطات المحلية العربية ونتجت عنها مشاريع تطوير وبناء، وهي فرصة متاحة هذه المرّة أيضا، بحيث أن استطلاعات الرأي تظهر تساوي أو تفوق معسكر الوسط-يسار على معسكر اليمين، لكنّ أي تحالف بديل للإطاحة بنتنياهو لن ينجح دون دعم من الأحزاب العربية.

ندرك جيّدا ألا فرق بين نتنياهو، وتحالف غانتس لابيد جوهريا في السياسات الممنهجة ضد الأقلية العربية، أو اتجاه القضية الفلسطينية، لكنّنا ندرك أيضا أن ذروة القوانين التي تستهدفنا أقرّت في حقبة نتنياهو، وندرك أن خطاب الكراهية الذي بثّه نتنياهو، مثل "العرب ينهمرون لصناديق الاقتراع" كان تجاوزا غير مسبوق للخطوط الحمر، أو قانون القومية، كما وندرك أن السياسة الاقتصادية النيوليبرالية تمسّ بالدرجة الأولى الفقراء، ونحن العرب في هذه البلاد أول المستهدفين من هذه السياسة، وبالتالي أمامنا في هذه الانتخابات مسؤولية كبيرة علينا أن نحملها بشجاعة لحشد تأييد الجماهير لنا.

وعلى ضوء هذه المعطيات، فإن الانتخابات المقبلة هي فاصلة وحاسمة، تستوجب حشد الدعم والتأييد، وحثّ الجماهير العربية للخروج والتصويت، لتحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة و"التغيير"، لمنح هذا التحالف المزيد من القوّة للتأثير – قوّة التأثير داخل الكنيست، لإسقاط اليمين، وإن شئتم لإجبار الحكومة المرتقبة، بمنطق "لكل شيء ثمن!"، على خدمة الأقلية العربية في هذه البلاد.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب