news-details

نحو مجلس الجبهة يوم الجمعة: ترسيخ لقيم المشاركة الدمقراطية وصنع القرار السياسي

 

* كتب: عادل عامر – الامين العام للحزب الشيوعي
تذهب الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة يوم الجمعة القادم 1\2\2019، بكل العزم والفخر ‏والاعتزاز الى انتخاب قائمتها للكنيست الـ 21، حيث سيقوم 940 مندوبا ومندوبة من كافة ‏انحاء البلاد بانتخاب هذه القائمة.‏
هذا ليس فقط عرسا دمقراطيا، وانما هذا أكبر حدث بين الجماهير العربية لترسيخ مبدأ ‏المشاركة في صنع القرار السياسي والشعبي والوطني والدمقراطي.‏
مجلس الجبهة المكوّن من هذا العدد هو جسم سياسي شامل من حيث التركيبة التمثيلة له اذ انه ‏يضم كل مركبات المجتمع في البلاد، يهودا وعربا، ممثلو السلطات المحلية، رؤساء واعضاء ‏وممثلو النقابات المهنية والنساء والشباب والطلاب وشخصيات سياسية واجتماعية وادبية ‏وفنية وغيرها. هذه التركيبة هي عامل حاسم في المعركة النضالية التي نخوضها لتقرير ‏مصير هذه البلاد وحسم القضايا المصيرية والجوهرية التي تقف امام شعبي هذه البلاد.‏
هذه الثقافة، ثقافة المشاركة الدمقراطية في اختيار ممثلي الجبهة وصنع القرار السياسي، ‏ترسخت خلال عشرات السنين من العمل الحزبي والنضالي والكفاحي مما يطفئ المصداقية ‏والاخلاص والتفاني لقائمة الجبهة معتمدة على رصيد كفاحي لمناضلين اشداء التوفيقين طوبي ‏وزياد.‏
 
النضال اليهودي العربي المشترك

 ‏ ومن ناحية ثانية ثقافة النضال العربي اليهودي المشترك، اصبحت ثقافة متجذرة ومترسخة. ‏صحيح ان هناك من يأخذها الى اماكن اخرى تنعدم فيها قيم المساواة والندية والدمقراطية ‏الحقة، وهناك من يتزين بها لأهداف انتخابية، ولكن الامر الاساس ومفهومنا نحن في الحزب ‏الشيوعي والجبهة، هو ان هذه الشراكة هي شراكة كفاحية، حقيقية، ونضالية على اسس ‏المساواة والندية.‏

مجلس الجبهة هو ليس مجلسا عفويا. وليس انتخابيا فقط وانما هو مجلس سياسي يقود عمل ‏الجبهة ويرافق عملها، كل الوقت، وهو المخول بنقاش القضايا السياسية حيث عقد في ‏‏19\1\2019 جلسة خاصة ناقش فيها مجمل القضايا السياسية، ومميزات المرحلة الحالية ‏واتخذ قرارا جوهريا بالحفاظ على القائمة المشتركة، كأداة نضالية للجماهير العربية والقوي ‏الدمقراطية اليهودية. ووضع التحديات التي تقف امامنا في المرحلة المقبلة.‏
 
السلام هو القضية الاساس ‏
تبقى القضية الاساسية التي تواجهنا هي قضية السلام واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في ‏حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين حسب قرارات ‏الشرعية الدولية، مقابل التحدي الخطير المتمثل بتعميق الاستيطان وسد كل افق للسلام ‏وبالأساس العمل على تمرير صفقة القرن التي يقودها ترامب بالتنسيق التام مع نتنياهو ‏والرجعية العربية، والتي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية نهائيا.‏
 
قانون القومية يجب اسقاطه ‏
التحدي الاخر امام مجلس الجبهة هو انتخاب قائمة قادرة على مواصلة وتعميق المعركة ‏لإسقاط قانون القومية العنصري، الذي يجب ان تكرس كل الجهود لإسقاطه ليس فقط لأنه ‏قانون عنصرية وانما لأنه يراد له ان يصيغ من جديد العلاقة ما بين الجماهير العربية ‏الفلسطينية وبين وطنها، الذي ليس لها وطن سواه الامر، الذي ترفضه رفضا قاطعا وجازما ‏وحاسما، لأنها تنتمي لهذا الوطن ومنه فقط تستمد شرعيتها. سوية مع المعركة من اجل ‏مساواة الجماهير العربية والسلطات المحلية العربية، في كافة مجالات الحياة وقضية مسطحات ‏البناء، والازواج الشابة وتوفير أماكن العمل.‏
 
النضال الطبقي والاجتماعي ‏

على مجلس الجبهة ان يأخذ بعين الاعتبار أن النضال الاجتماعي والطبقي، أحد عناوين ‏المرحلة المقبلة، وخاصة قضية تعمق الفقر وازدياد حوادث العمل. فعندما يجري الحديث عن ‏معطيات الفقر يتضح أن 21% من المجتمع الإسرائيلي، يعيشون تحت خط الفقر، وهذا ‏معطى خطير جدا، ويزداد خطورة اذا ما ترجم عدديا، واتضح ان ما يقارب مليون و800 ألف ‏شخص هم فقراء.‏

وإذا ما دخلنا الى عمق هذه الارقام يتضح ان 50% من هم تحت خط الفقر هم عرب، وان ما ‏يقارب 30% هم من الاطفال أكثر من نصفهم اطفال عرب. أن خطورة هذه المعطيات تكشف ‏عن عمق الاستغلال والنهب في المجتمع الإسرائيلي، وأن هذه المعطيات وخاصة بين ‏الجماهير العربية، هي معطيات وارقام يقف من خلفها بشر، وناس قد يدفعهم اليأس الى ‏الارتماء في حضن الجريمة والاجرام المنظم. ‏
اما فيما يتعلق بحوادث العمل وحسب المعطيات التي زودنا بها الرفيق دخيل حامد، رئيس ‏كتلة الجبهة، ورئيس دائرة تعميق المساواة في الهستدروت، في العام المنصرم 2018 فقد بلغ ‏عدد شهداء العمل 41 ضحية أي بارتفاع نسبة 17% من عدد الضحايا في العام 2017. ‏والامر الملفت ان 90% من هذه الضحايا هم عمال عرب فلسطينيون، من طرفي الخط ‏الاخضر و4 ضحايا عمال اجانب.‏
 
العنف تآكل داخلي متعمد ‏
 
هذه المعطيات تتطلب نضالا وكفاحا، يكون قادرا ان يأخذ هذه المعطيات وترجمتها الى ‏مشروع نضالي يهدف الى تغير هذا الواقع جذريا. وينتقل الى معالجة القضايا الاخرى التي لا ‏تقل الحاحا، وتشكل خطرا جوهريا على مصير ومستقبل الجماهير العربية، الا وهي ظاهرة ‏العنف والاجرام المنظم التي تشكل تنخر ثنايا مجتمعنا، وتعمل على خلق سيرورة تآكل داخلي ‏بحيث يأتي الانهيار، من الداخل بمساعدة تخاذل المؤسسات الرسمية، التي لا تقوم بواجبها ‏عمدا وتآمرا. وفي نفس الوقت تسعى الى اخذ شرعيتها من خلال فتح مراكز شرطة في داخل ‏القرى والمدن العربية، مستغلة حاجة الجماهير العربية الى خدمات شرطية في مجتمعنا.‏
 
الحفاظ على المشتركة ‏
 
هذه التحديات وغيرها الكثير يراها 940 مندوب ومندوبة في مجلس الجبهة القطري. وهم ‏الذين قرروا قبل اسبوعين الحفاظ على القائمة المشتركة، بكافة مركباتها لأنهم يعون جيدا ان ‏المشاركة النضالية، يجب ان تشمل الجميع وان هذه التحديات يجب ان يواجهها الجميع، على ‏قاعدة ان الكل شركاء في هذه المعركة لاسقاط اليمين واليمين الفاشي، ومن اجل مستقبل ‏أفضل للجميع.‏
أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب