news-details

وداعًا أستاذ موريس مخولة

أيها الرفيق الراحل الى غير رجعة وداعًا !

المعلمون كثيرون ولكن أكثرهم شهرة هم اولئك الذين يتركون بصماتهم في نفوس طلابهم. وجدير بالمعلم الذي ليست له بصمات في نفوس طلابه أن يقدم استقالته ويريح ويستريح.

كنا أيها الصديق مجموعة من المعلمين الشرفاء نرفع راية النضال ضد الحكم العسكري اولا، وضد سياسة التجهيل ثانيا وضد سياسة التمييز التي كانت حكومات اسرائيل تمارسها ضد جمهور المعلمين، وترهبهم بسيف الفصل من العمل وبقطع الرزق لا لسبب سوى المشاركة في مثل هذا النضال الذي كان يتطلب جرأة كبيرة، حيث كان المفتشون يلاحقون المعلمين على الكلمة المكتوبة وحتى المقروءة. وفي سنوات الخمسين الأولى أصرت دائرة المعارف العربية على  فصل مجموعات من المعلمين الشرفاء حتى بدون تعويضات. هكذا في سنوات الخمسين المتأخرة طال سيف الفصل أربعة من كبار المعلمين الشرفاء والمناضلين، وهم المرحوم نمر مرقس والمرحوم عيسى لوباني والمرحوم ابراهيم بولس أنطونيوس والمرحوم أخي إلياس دلة والى هؤلاء الأربعة يعود الفضل في تأسيس كتلة المعلمين الديمقراطيين في حينه.

في مطلع سنوات الستين الاولى فُصل الاستاذ أحمد خطيب مدير مدرسة المكر الابتدائية وحاولت دائرة المعارف العربية فصلي من التعليم في مدرسة يني الثانوية بسبب كتاباتي ومقالاتي التي كنت اصدرها في مجلة التربية التي كنت أصدرها وبترخيص رسمي من وزارة الداخلية طوال عامين ونصف وعلى حسابي الخاص.  

من جملة المقالات التي كنا نصدرها حيث كانت مجموعة من المعلمين الديمقراطيين تساهم معنا في تحرير تلك المجلة بأسماء مستعارة.

حاول مفتش المعارف آنذاك أن يتعرف على هذا الكاتب فلم يعرفه. ومع أن المجلة كانت تصدر باسمي وبترخيص رسمي الا أن ملاحقة هؤلاء الأربعة ومحاولة فصلهم كانت كبيرة، ولم ينجح جهاز التفتيش في فصل أي من المعلمين المذكورين لأن المقال المذكور لم تكن فيه أية كلمة خارجة عن القانون.

كانت كتلة المعلمين الديمقراطيين تعقد اجتماعاتها في بيت الرفيق رمزي خوري في عكا وكنا نستمع الى محاضرات تثقيفية حول الاشتراكية العلمية والمادية الديالكتيكية التي كان الرفيق الدكتور أميل توما يقدمها لنا في كل يوم أحد.  وقد نجحت الكتلة من ايصال ثلاثة عشر مندوبا في سنوات الستين الاولى لعضوية مؤتمر نقابة المعلمين العامة الهستدروت، فكان لهذا العدد أثر كبير في مؤتمرات نقابة المعلمين وفي نقد كتب التدريس ومناهج التعليم ومختلف القضايا الراهنة.

فيا أيها الرفيق المفارق الاستاذ موريس مخولة  : نحن ما زلنا على العهد وما زلنا نذكر أفكارك النيرة وآراءك الصائبة في كل ما كنا نكتبه، فقد تركت تلك المقالات  وتلك المواقف آثارا بعيدة المدى وقد علمنا فيما بعد كم كانت دائرة المعارف العربية تأخذ تلك المقالات وتعمل على تغيير ما كنا ننتقده وبحق، من أجل دعم المسيرة التعليمية وتوجيهها الى المسار  الديمقراطي السليم. كان لك دور كبير في مؤتمرات نقابة المعلمين وفي ادارة كتلة المعلمين والتي ما زالت تعمل الى يومنا هذا كمنبر هام في تغيير سياسية التعليم ومناهج التدريس الى الأحسن والأفضل.   

فالى جنات الخلود ايها الرفيق، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته. تعازينا الحارة للزوجة الفاضلة والأبناء الكرام  والأهل والاخوة والأخوات ولتبقَ ذكراك عطرة في قلوبنا ما حيينا.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب