* الثورة تعني تحطيم أصنام الجهل بداخلنا عوضا عن اسقاط تماثيل شاهدة على تاريخنا.
* بعض المثقفين هم أقدر الناس على الخيانة لأنهم أقدر الناس على تبريرها.
*من خان رفيقه فقد خان القضية.
*الثائر المُزيف هو الذي يهتم في شأن ظالمه حتى يزول ظلمه ثم لا يفكر فيمن يخلفه ولا يُراقبه فيقع في الظلم ثانية وهكذا يستمر الظلم في العالم.
* في السياسة لا يوجد فرق بين خيانة بسبب الغباء أو خيانة بشكل معتمد ومحسوب.
* الثائرون هم أقدر الناس على معرفة الظلم.
* صوت رجل بمفرده لا يبلغ مسامع الشعب كله بل يضيع ويختنق في أقبية البوليس.
* الثقة جيدة، لكن المراقبة أحسن.
**
كتب لينين في كتابه "الكارثة المحدقة وكيف نحاربها" (ص 39) ما يلي: "وماهي الدولة؟ انها منظمة الطبقة السائدة - مثلا في ألمانيا، منظمة اليونكر والراسماليين. ولهذا فان ما يسميه البليخانوفيون الألمان (سنثيدما ولنتسش وغيرهما) "بالاشتراكية الحربية" هو في الواقع رأسمالية الدولة الاحتكارية الحربية أو بتعبير أبسط وأوضح ، سجن أشغال شاقة عسكري للعمال وحماية عسكرية لارباح الرأسماليين".
"ان ديالكتيك التاريخ لعلى نحو بالضبط بحيث أن الحرب التي عجلت بصورة هائلة تحول الراسمالية الاحتكارية الى راسمالية الدولة الاحتكارية، قد قربت الانسانية بالتالي بصورة هائلة من الاشتراكية.
ان الحرب الامبريالية انما هي عشية الثورة الاشتراكية.وهذا ليس فقط لأن الحرب تبعث بويلاتها الانتفاضة البروليتارية - فان أي انتفاضة لن تخلق الاشتراكية اذا لم تنضج الاشتراكية اقتصاديا - بل لأن رأسمالية الدولة الاحتكارية انما هي الاعداد المادي الأكمل للاشتراكية ، انما هي عتبتها، انما هي تلك الدرجة من سلم التاريخ التي لا يوجد بينها (أي بين هذه الدرجة ) وبين الدرجة المُسماه بالاشتراكية اي درجات وسطية". (لينين الكارثة المُحدقة وكيف نحاربها ص 41).
ان الشيوعية انما هي انتاجية عمل تفوق انتاجية العمل الراسمالية، ويقدمها عمال متطوعون واعون، متشاركون يستغلون التكتيك الحديث والسبوت الشيوعية ثمينة الى ما لا حد له، بوصفها مطلع الشيوعية الفعلي، والحال ذلك أمر نادر اقصى الندرة، اذ اننا في طور " لا نخطو فيه سوى الخطوات الاولى في طريق الانتقال من الراسمالية الى الشيوعية". (كما يقول برنامج حزبنا، على حق) (المقصود الحزب الشيوعي الروسي د.خ). (لينين - في الايديولوجية والثقافة الاشتراكية - ص 124).
" أقل من الجمل الطنانة - وأكثر من العمل البسيط اليومي". (لينين - في الايدويولوجية والثقافة الاشتراكية - ص 125).
يجب أن يُصار تدريجيا، ولكن الزاما الى اجتذاب اللاحزبيين من عداد العمال المعروفين باستقامتهم والمحترمين في كل دائرة. لا يجب الظن بالوقت. والجهد للبحث عنهم وللتعارف معهم. (لينين في رسالة الى أ . أ . كوروستيلف - 1887 - 1937 - عضو الهيئة الادارية في مفوضية الشعب للتفتيش العمالي والفلاحي في 1921 - 1922).
"أن الخوف من السير الى الامام يعني السير الى الوراء"(لينين الكارثة المحدقة وكيف نحاربها ص 41).
"فان أي انتفاضة لن تخلق الاشتراكية اذا لم تنضج الاشتراكية اقتصاديا". (نفس المرجع ص 41).
جمل لينين المشهورة:
آمن لينين بالعمل الجماهيري بعد أن أدرك فشل الرهان على الممارسات الفردية متأثرا باعدام شقيقه الكسندر الذي حاول اغتيال القيصر في عام 1887. وقال حينها جملته المشهورة: "نحن لا نسلك هذا الطريق) ولهذا انخرط في تأسيس اتحاد النضال لتحرير الطبقة العاملة في عام 1895 وكان عمره آنذاك 25 سنة.
وكتب لينين في كتابه حول اشراك الجماهير في ادارة الدولة ما يلي:" وليس ثمة أمر أشد حماقة من تحويل السوفييتات الى شيء ما جامد، الى هدف بحد نفسه. وبقدر ما يترتب علينا أن ندعم اليوم بمزيد من العزم سلطة قوية لا رحمة عندها، ان ندعم ديكتاتورية الافراد في مجريات عملية معينة في فترات معينة من ممارسة الوظائف التنفيذية الصرف - يجب ان تكون اشكال ووسائل الرقابة من ادنى أكثر تنوعا، بغية شل كل شبح امكانية لتشويه سلطة السوفييت، بغية استئصال الزؤان البيروقراطي تكرار ودون كلل". (لينين - حول اشراك الجماهير في ادارة الدولة ص 118-119).
وللأسف هذا المرض الزؤان البيروقراطي الذي أصاب سلطة السوفييتات كان له دور كبير في فشل تجربة بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي. الى جانب لا بل سبب الفشل الاقتصادي لبناء الاشتراكية، وهنا أذكر بأن هذا الفشل الاقتصادي في الاتحاد السوفييتي أيام غورباتشوف عام 1989 دفع الدولة السوفييتية بأن تطلب قرضا قدره مليار دولار من الولايات المتحدة مقابل موافقة الاتحاد السوفييتي على هجرة 360 الف يهودي من الاتحاد السوفييتي الى اسرائيل، وفي تلك السنة اي 1989 سافر كاتب هذه السطور، حينها كنت رئيس رابطة خريجي الاتحاد السوفييتي للحصول على بعثات لرفاق من حزبنا الشيوعي وتمت الموافقة على هذه البعثات من قبل نائب وزير التعليم العالي في الاتحاد السوفييتي، وعند عودتي الى البلاد تم فصلي من العمل في مستشفى صفد بعد ان انهيت تخصصي في الامراض الباطنية ودهنيات الدم وبقي سنة واحدة على انهاء تخصصي بامراض القلب، بحجة اني سافرت الى دولة معادية هي الاتحاد السوفييتي. لا اريد ان ادخل بتفاصيل أكثر لأنها مؤلمة وجارحة لا بل قمة الغدر من بعض "المُقربين".
وهنا اريد ان اذكر ما قاله لينين وهذا القول لم يكن يعرفه العديد من من التقيت بهم في تلك الفترة، بأن " لا يمكن للاشتراكية أن تنتصر على الراسمالية الا اذا اصبحت انتاجية الاشتراكية ضعف انتاجية الراسمالية" وهنا كان فشل تجربة بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي. ولكن كما قال ماركس "تجربة بناء الاشتراكية قد تفشل مرة او مرتين أو أكثر ولكن لابد وأن تنتصر في النهاية".
/لينين وعلاقته بالأدباء
كان لفلاديمير ايليتش لينين علاقات جيدة مع الشعراء والادباء منهم صديقه الحميم مكسيم غوركي. ويصف غوركي لينين قائلا:" ان دهشتي كبيرة ... كيف ان هذا الرجل الذي شاهد وعاش الكثير من المصائب والمآسي كان قادرا على الضحك بذلك القدر من السذاجة والطيبة. (من كتاب أيام مع لينين لمكسيم غوركي ص - 1) ثم يُضيف " كيف ان لينين بعد ان استغرق بالضحك مسح عينيه من الدموع وقال:" ان الانسان الشريف ذا القلب النقي والطاهر وحده يستطيع ان يضحك بهذه الصورة". وكان لينين يقول: "انه لشيء حسن أن يرى المرء الجانب المسلي في اخفاقاته ... ان خفة الروح هي صفة صحية رائعة وأنا حساس لهذه الصفة رغم أني غير موهوب بها ولا ريب أن في الحياة منها بقدر ما في هذه من احزان ومآسي". وقال غوركي:" ان مزاج المرء هو شيء هام كما كان لينين بارعا في الاصغاء والتعليق بالنكتة المرحة". (كتاب مع لينين لمكسيم غوركي ص3).
وقد كانت له علاقة جيدة مع الأديب البريطاني هربرت جورج ويلز حيث في عام 1914 زار وبلز روسيا ورأى ان النظام القيصري فيها قمعي وفاسد. وقد تفهم أهداف ثورة اكتوبر. وفي عام 1920 زار ويلز الاتحاد السوفييتي والتقى لينين. لينين كان مُعجبا بالشاعر الروسي بوشكين الذي كتب الى الديسمبريين المنفيين في منطقة مناجم نير تشينسك في سيبيريا:
احفظوا صبركم الانوف
في أعماق مناجم سيبيريا
فلن يضيع عملكم الحزين
ولا طموحكم الى الفكر السامي
وهنا أذكر بأن الشاعر الديسمبري أودويفسكي رد على بوشكين:
لن يضيع عملنا الحزين
فمن الشرارة يندلع اللهيب!
لذلك اختار فلاديمير ايليتش "الشرارة" (الايسكرا بالروسية) لتكون اسما "لصحيفة الحزب الأولى.
لينين يفضح اتفاقية سايكس بيكو
بعد انتهاء الثورة البلشفية واستيلاء البلاشفة على السلطة وجد لينين نسخة من الاتفاقية السرية سايكس بيكو في ارشيفات القيصر، وكانت تنص على اعطاء فلسطين للحركة الصهيونية وفرض الانتداب الفرنسي البريطاني على منطقة الشرق الاوسط وعلى أن تستولي روسيا القيصرية على اسطنبول، وقام لينين بنشر هذه الاتفاقية لعل العالم يرى من أجل أي شيء كانت تدور الحرب العالمية الاولى. (مقالة - كشف المستور من اتفاقية سايكس بيكو بقلم - باترك بوكانن).
وفقا للمصادر التاريخية: اتفاقية سايكس بيكو هي معاهدة سرية بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الامبراطورية الروسية وايطاليا على اقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا، ولتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا وتقسيم الدولة العثمانية التي كانت المُسيطرة على تلك المنطقة في الحرب العالمية الاولى. اعتمدت الاتفاقية على فرضية أن الوفاق الثلاثي سينجح في هزيمة الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الاولى ويشكل جزءا من سلسلة من الاتفاقات السرية التي تأمل في تقسيمها. وقد جرت المفاوضات الأولية التي أدت الى الاتفاق بين 23 نوفمبر عام 1915 و 3 يناير عام 1916، وهو التاريخ الذي وقع فيه الدبلوماسي الفرنسي فرنسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس على وثائق مذكرات تفاهم بين وزارات خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية آنذاك. وصادقت حكومات تلك البلدان على الاتفاقية في 9 و16 مايو عام 1916.
قسمت الاتفاقية فعليا الولايات العربية العثمانية خارج شبه الجزيرة العربية الى مناطق تسيطر عليها بريطانيا وفرنسا أو تحت نفوذها. فخصصت الاتفاقية ما هو اليوم فلسطين والاردن وجنوب العراق ومنطقة اضافية صغيرة تشمل موانىء حيفا وعكا للسماح بالوصول الى البحر الابيض المتوسط. اما فرنسا فتسيطر على جنوب شرق تركيا وشمال العراق وسوريا ولبنان. ونتيجة اتفاق سازونوف - باليولوج المشمول فان روسيا ستحصل على ارمينيا الغربية بالاضافة الى القسطنطينية والمضائق التركية الموعودة بالفعل بموجب اتفاقية القسطنطينية (عام 1915).
وافقت ايطاليا على هذا الاتفاق سنة 1917 عبر اتفاقية سانت جان دي مورين بحيث يكون لها جنوب الاناضول.
أما منطقة فلسطين ذات الحدود الأصغر من فلسطين المنتدبة اللاحقة فانها ستكون تحت "ادارة دولية".
استخدمت الاتفاقية مبدئيا لتكون الاساس المباشر للتسوية الأنجلو - فرنسي المؤقتة عام 1918، والتي وافقت على اطار عمل لادارة اراضي العدو المختلفة في بلاد الشام.
وعلى نطاق أوسع كان من المفترض ان تؤدي تأدية غير مباشرة الى تقسيم الدولة العثمانية بعد هزيمتها سنة 1918.
بعد فترة وجيزة من الحرب العالمية الاولى تنازل الفرنسيون عن فلسطين للانتداب البريطاني وأيضا تنازلت فرنسا عن الموصل في العراق الى البريطانيين.
ووضعت بلاد الشام وما بين النهرين تحت الانتداب في مؤتمر سان ريمو في ابريل عام 1920 حسب اطار سايكس بيكو. استمر الانتداب البريطاني على فلسطين حتى عام 1948. وهذا الانتداب الاستعماري الكولونيالي ساعد ودعم الحركة الصهيونية في مشروعها في الاستيلاء على فلسطين واقامة القاعدة الأمامية للامبريالية العالمية في الشرق الاوسط - اسرائيل.
واستعيض عن الانتداب البريطاني على العراق بمعاهدة مماثلة مع العراق المنتدب حيث اصبح الملك فيصل الذي طُرد من الشام من قبل الانتداب الفرنسي، ملكا على العراق. واستمر الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان حتى عام 1946. وحُددت الاجزاء الاناضولية حسب معاهدة سيفر بحلول اغسطس عام 1920، لكن هذه الطموحات احبطتها حرب الاستقلال التركية عام 1919 - 1923.
وهذه الاتفاقية أي اتفاقية سايكس بيكو اتفاقية خيانة قامت بها بريطانيا ضد الأمة العربية وضد الشعب الفلسطيني حيث أخلت بريطانيا بوعودها فيما يتعلق بوطن قومي عربي في منطقة سوريا الكبرى مقابل دعمهم أي دعم الشريف حسين ضد الدولة العثمانية.
وانكشفت بنود الاتفاقية هذه اي اتفاقية سايكس بيكو بوصول البلاشفة للسلطة بروسيا حيث قام لينين بنشر هذه الاتفاقية بتاريخ 23 نوفمبر عام 1917. وتكررت صحيفة الجارديان البريطانية في 26 نوفمبر 1917 في نشر هذه الاتفاقية الاستعمارية الامبريالية الصهيونية والتي تلاها وعد بلفور المشؤوم.
(يتبع)
إضافة تعقيب