news-details

 57 عاما للنكسة ...لحرب الخامس من حزيران 1967: أدب المقاومة الفلسطيني الذي أعطى الأمل.. وثقّف شعبنا الفلسطيني أهمية التشبث بالأرض والوطن

 في الخامس من حزيران 2024م مرَّ على حرب حزيران 1967م، 57 عاما من الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني للضفة الغربية والجولان وقطاع غزة وسيناء، هذه الحرب التي كانت نتيجتها احتلال أراض شاسعة من ثلاث دول عربية هي الأردن، مصر، وسوريا خلال ستة أيام وكانت النفسيات في العالم العربي نفسيات مهزومة... عبر عن ذلك الشعراء والأدباء بينهم نزار قبّاني الذي قال في حينه: "خازوق دُقَّ بأسفلنا من شرم الشيخ إلى سعسع" وغيره من الكتّاب والأدباء الذين كفروا بالأنظمة العربية وحتّى بالشعوب العربية وقدرتها على النضال ومجابهة المحتل.

 وفجأة يكتشف العرب هذه الأقلية العربية الباقية في وطنها والتي نسيها العرب، أو كما كان يقول لي والدي -رحمه الله – وأجياله "باعونا العرب مع الأرض"!

 وإذا بها بذور الحقيقة وبذور المقاومة للظلم والأمل بالمستقبل، وكان في طليعة ما اكتشفه العرب أدب المقاومة متمثلا بأشعار توفيق زيّاد، محمود درويش، سميح القاسم، سالم جبران، وراشد حسين وغيرهم.

 كان رد هذا الأدب على الهزيمة ثوريا رافضا الذل، ولنقرأ توفيق زياد المناضل العنيد، والذي سجن في سجون الحكم العسكري، وقاد المظاهرات ضد الحكم العسكري في الناصرة، ولكنه لم يهزم نفسيا ولا موضوعيا، وانتخبه شعبه رئيسا لبلدية الناصرة لعدة فترات وكذلك للكنيست رغم أنف حكومات إسرائيل المتعاقبة.

يقول في قصيدته كيف؟:

"أيُّ أُمٍّ أورثتكم

يا تُرى

نِصفَ القنال

أيُّ أمٍ أورثتكم

ضفّة الأردن

سيناءَ

وهاتيكِ الجِبال

إنَّ من يسلُبُ حقّا

بالقِتال...

كيفَ يحمي حقّهُ يوما

إذا

الميزانُ مال...؟" (1).

أمّا الشاعر راشد حسين ففي قصيدة "دروس في الاعراب"، يعبر أيضا عن روح مقاومة الظلم فيقول في مقطع "الدرس قبل الأخير" من القصيدة:

"بعدَ يَومٍ دخلَ الصَّفّ المعلِّمُ

جاء فرحانا وسرياً كعطر البرتقال

كانَ في سبعينه طفلا... فحيّانا وقال:

"وَضَعوا عَدنانَ في السِّجنِ"

إعربيها يا صبايا

واعربوها يا رجال

ففرحنا... وبكينا... وهتفنا

"عدنانُ: فاعِلٌ

السِّجنُ: مَفعولٌ بِهِ

وأغلقنا النحو والصرفَ وأغلال القواعد

وتحولنا نضال". (2)

هذا الشعر والأدب المقاوم من خلال كتابات إميل توما التاريخية، وإميل حبيبي ومحمد نفّاع ومحمد علي طه القصصية النثرية، وغيرهم، قد أعطى النفس الثوري للشباب الفلسطيني والعربي بشكل عام ليروا أن هذا المحتل ليس أسطورة، ويمكن مقاومته والتغلب عليه، فنشأ العديد من الأدباء الذين أعلنوا هم أنهم تأثروا بأدب المقاومة الفلسطيني للأدباء الذين أطلق عليهم فيما بعد أدباء ال48 والأغلب أدباء المقاومة.

 ولذلك نستطيع القول إن ما نشهده في غزة اليوم من تشبث بالأرض رغم الجرائم بحقهم وحق الإنسانية التي يقودها حكام إسرائيل اليوم رغم القرار الدولي والأممي بضرورة وقف الحرب على غزة وضرورة وقف الحرب وعدم دخول رفح إلاّ أن آلة الدمار مازالت تفعل فعلها الاجرامي في القطاع، وكأن هؤلاء الحكام لا يرون التغيير في العالم خاصة لدى طلاب الجامعات، حُكام وشعوب المستقبل ولا يرون التغيير في مواقف الحكومات التي اعترفت وتعترف بدولة فلسطين الآتية حتما وخاصّة إسبانيا وزميلاتها، وكذلك في داخل البلاد وكتابات غدعون ليفي وغيره من الكتّاب اليهود الذين يرون مستقبل شعبهم مع الشعوب العربية والشعب الفلسطيني خاصة، وليس مع الاستعمار والامبريالية والرجعية العربية، ولذلك دعوتنا مع كل أحرار العالم: أوقفوا الحرب على غزة، أوقفوا القتال في رفح، واختاروا طريق السلام، سلام الشعوب بحق الشعوب.

إشارات:

  1. توفيق زيّاد (1970م)، كلماتٌ مُقاتِلة، إصدار دار الجليل للطباعةِ والنَّشر – عكا، ص23-ص24.
  2. راشد حسين (الطبعة الثانية 2004م)، راشد حسين الأعمال الشعرية، إصدار مكتبة كل شيء – حيفا، ص449.

 

(عرعرة - المثلث).

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب