news-details

الرفيق حنيف زبيدات حمل جريدة الحزب والشعب "الاتحاد" سنوات طويلة ولا زال يحملها باعتزاز

يقول: في عيدها الثمانين الذي يصادف 14 أيار 2024 حملتها ووزعتها مشيا على الأقدام، وعلى دراجة هوائية وما زلت أحملها باعتزاز

 

محاولة تقديم:

نستقبل في الرابع عشر من أيار 2024م العيد الثمانين لجريدتنا "الاتحاد" جريدة الحزب والشعب، الباقية في حيفا منذ أن صدر عددها الأول في 14 أيار 1944م، وهذا البقاء له أكثر من معنى وأكثر من أهمية، فما من صحيفة فلسطينية صدرت قبل النكبة وبقيت تناضل حتى اليوم كما الاتحاد، التي حمت الشعب الباقي في أرضه ووطنه فحماها. وأبقاها رغم أنف الظالمين. ونعتز وتعتز الاتحاد بمن كتبوها ومن حملوها ووزعوها في قرانا ومدننا بالرغم من الظلم واعتقال أحيانا من يقرأ ومن يوزع الاتحاد، ولموزع الاتحاد دور نضالي وشعبي يختلف اختلافا جوهريا عن موزعي الجرائد الأخرى بالأجرة، فهو يحمل معه فكرا جديدا ومتجددا، يحمل معه مناضلا إلى جانبه (أي الجريدة نفسها)، تقول للناس لا تيأسوا، توحدوا، حيّا على الفلاح، حيّا على الكفاح في سبيل الأرض والوطن والشعب.

      موزع الاتحاد هو مناضل من الدرجة الأولى هو الذي يلتقي مع الناس يحمل همومهم ويناقش معهم قضاياهم ويرفعها إلى أعلى المستويات. للبرلمان للنقابات وللبلديات.

      هكذا كان يرى نفسه طيب الذكر محمد يوسف الشريدي (أبو سامي)، الذي تأَبَّطَ خيرا الاتحاد لقرى المثلث الشمالي والأوسط، واعتقل لمجرد توزيع الجريدة، وهكذا كان أبو العفو الرفيق محمود حسين حصري، وهكذا كانت قيادة الحزب توفيق طوبي وجمال موسى وتوفيق زيّاد كثيرا ما قاموا كمجموعة في توزيع الاتحاد في وادي النسناس وساحات عكا وساحات الناصرة بشكل تظاهري بتوزيع المجلة اعتزازا وكنموذج للرفاق الآخرين.

    الرفيق حنيف زبيدات واحد من هؤلاء الأبطال الذين نعتز بهم، عندما علمت بوصوله لسن الشباب الثاني الثمانين من العمر، وأنا أعلم من الرفاق والناس العاديين عن دوره في توزيع الاتحاد قررت زيارته لأتعلم منه كيف أستمر في توزيعها في بلدي أيضا وكيف يتعلم رفاقنا الشباب على يد هذه القامات، وكيف نزيد من توزيع الجريدة والاشتراك بها، فزرته في بيته العامر في سخنين مهنئا بوصوله الثمانين من العمر ونيِّف، ووصول جريته \ جريتنا\ جريدة شعبنا الاتحاد في الرابع عشر من أيار 2024م عيد ميلادها ال 80. (1).

 

  • نبذة عن حياتك من فضلك؟
  • ولدتُ في البلدة القديمة في سخنين في الجليل في 20 آب 1943م، كان والدي قبل عام النكبة 1948م يشتغل عاملا في فرن، وبعد عام النكبة بدأ يعمل في العمار في حيفا، تعلمت للصف السابع الابتدائي (اليوم الأول إعدادي)، فقط وأذكر الا، ممن علموني الأساتذة حسيب عبّود، عبد الله الياس، عثمان إبراهيم يونس، جمال غنطوس، حمد محمد يوسف خلايلة وعوض خلايلة لهم الرحمة والذكر الطيب جميعا، خرجت للعمل وعملت في البناء، والحوانيت في حيفا وغير ذلك من الأعمال الصعبة لجيلي.

 

  • كيف تعرفت على الحزب؟
  • حنيف: عندما شاركت في مظاهرة أول أيار 1958م، وكانت أول مظاهرة أشارك بها، وصادف ذلك مرور عشر سنوات على قيام إسرائيل وعشر سنوات على النكبة، فحاولت السلطة منع مظاهرة أول أيار التي تحمل شعارات السلام العادل وحقوق العمال وضد الحكم العسكري، لئلا تُعطِّل على احتفالات " العاشور" التي تهدف لتبييض وجه السلطة والحكم العسكري، وقد سافرنا من سخنين إلى الناصرة بسيارات الشحن وكانت الشرطة قد عملت حاجزا في كفر كنّا لتمنع الوفود من وصول الناصرة وعندما أدركنا ذلك تركنا السيارات وذهبنا للناصرة مشيا على الأقدام للمشهد والرينة ومن هناك للناصرة حيث نجحنا بالمشاركة بالمظاهرة. في هذه الفترة انضممت للشبيبة الشيوعية ومنذ تلك اللحظة بدأت بتوزيع الاتحاد ومجلة الشبيبة الغد والجديد، وباحتجاب المجلتين ما زلت أوزع بعض أعداد الاتحاد.

 

  • ارتبط اسمك بجريدة شعبنا الاتحاد... لماذا هذا الارتباط؟
  • حنيف: نعم... لأني وزعتها مشيا على الأقدام، وعلى دراجة هوائية.. وفي السيارة حسب الظروف الموضوعية، ولأنني مقتنع بدور الاتحاد التوعوي والثوري والوحدوي لجماهير شعبنا، فانطلق الحزب ومحررو الجريدة من إميل توما إلى إميل حبيبي ومحمد نفاع وغيرهم وآمل أن المحررين الشباب كذلك أن هذه صحيفة الحزب ولكنها في نفس الوقت صحيفة الجماهير العربية وصوت العرب في هذه البلاد وصوت القوى الديمقراطية اليهودية، فالاتحاد كان ومازال لها دور أساسي في بناء الوحدة الكفاحية للجماهير العربية والاتحاد ساهمت مساهمة كبيرة في تثقيف وتوعية الجماهير العربية لحقوقها القومية والمدنية. ومن زاوية أخرى كانت وتستطيع أن تبقى عاملا هاما في تقريب أهلنا للحزب الشيوعي الذي حمى هذه الجماهير من خطر الانزلاق للعدمية وحمته بالتفافها حوله، لقد كان العديد من المعلمين يقرأون الاتحاد سرّا بسبب ظلم السلطة وأحيانا كُنّا لا نتكلم معهم في المحلات العامة حفاظا عليهم لأن السلطة كانت تفصل المعلمين الديمقراطيين، أمثال نمر مرقس، وغيره.

 

  • شاركت في نشاطات الحزب المحلية وفي السلطة المحلية. كيف؟
  • حنيف: في سنة 1965م وأمام مطالب الحزب في الكنيست أقيم أول مجلس محلي معين برئاسة الشيخ عوض خلايلة، وفي عام 1968م جرت أول انتخابات للسلطة المحلية في سخنين وفازت الجبهة بمقعد واحد شغله الرفيق محمد عبد بدارنة – روحه طلبت الرحمة- وشاركنا في جميع الانتخابات البرلمانية والمحلية حتى اليوم، والاتحاد طبعا مناضل بارز في كل هذه الانتخابات ولا شك أن لها ولانتشارها دور هام.

 

  • اعتقلتَ في عام 1978م لماذا وكيف تعاملت معك السلطة؟ وما هو دور وحدة الصف النضالية؟
  • حنيف: أنا مشارك ثابت في كل المظاهرات والمسيرات منذ دخلت الحزب ولا أتوانى عن أي نشاط سياسي نضالي أستطيعه، ولذلك اعتقلت مع مجموعة من الرفاق والأصدقاء ووصل عدد المعتقلين إلى 250 معتقلا في ذلك الحين، ولكن السلطة أخرجتهم بعد مدة وجيزة وبقينا ثلاثة معتقلين في سجن عكّا، ثم أخرجوا الاثنين الآخرين وبقيت أنا لوحدي، فقامت السلطات المحلية في مثلث يوم الأرض بإنذار الشرطة إذا لم يفرجوا عني ستتجدد المظاهرات وأمام هذا الإصرار والوحدة النضالية خضعت الشرطة لمطالبهم وأطلقت سراحي. وشاركت في هبة أكتوبر 2000م وكذلك في الوفد الكبير للقدس، حماية وتضامنا مع أهل القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك..

 

  • يسهر الحزب على تثقيف الرفاق تثقيفا فكريا ماهي الدورات التي شاركت بها؟
  • حنيف: بالإضافة للمحاضرات التي كانت منتظمة في الفرع من رفاق مركزيين وآخرين فقد تعلمت في المدرسة الحزبية في موسكو، وكان في دورتي الرفيق مروان أبو الهيجاء والمرحومين: عبد القادر ظاهر، وتوفيق حسين حصري (أبو همّام) وغيرهم. وأعتقد أنه هناك ضرورة لاستمرار التثقيف الحزبي النظري اليوم أيضأ.

 

  • أشكرك على الضيافة واللقاء ماذا تقول للقراء في آخر هذا اللقاء؟
  • حنيف: ما زلت مقتنعا وواثقا بأنه لا طريق لشعبنا خاصّة هنا في أرضه ووطنه سوى طريق الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة طريق النضال العلني المقاوم للظلم والاحتلال والتمييز العنصري، وسياسة الحرب والاستعلاء، ولا بديل عن تطوير صحافتنا وخاصة الاتحاد لما لها من دور تاريخي ووطني وتثقيفي، لقد قام ابن بلدي المرحوم الدكتور سيف أبو صالح بكتابة رسالة دكتوراة عن الاتحاد نشرت في مجلدين عن طريق مجمع اللغة العربية (2)، الاتحاد جريدة يرفع شعبنا رأسه بها وبتاريخها وعلينا صيانتها وتطويرها. وأشكرك على هذه الالتفاتة وهذا اللقاء.

إشارات:

  1. عن الاتحاد وتاريخها اقرأ في كتابنا – مفيد صيداوي – ابن الخطّاف (أيّار1990)، كتابة على جدار الجامعة الباب الأول، السنديانة من ص13- ص19 بشكل خاص مع أن معظم المواد تتطرق للاتحاد.
  2. سيف الدين أبو صالح (2010م)، الحركة الأدبية العربية في إسرائيل، ظهورها وتطورها من خلال الملحق الثقافي لجريدة الاتحاد بين السنوات 1948- 2000م، إصدار دار الهدى للطباعة والنشر كريم.
أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب