news-details

السنديانة الشيوعية (مهداة إلى الشبيبة الشيوعية في الذكرى المئوية لتأسيسها)| د. سمير خطيب

كم كبرنا يا رفيق

ولا زالت تلك السنديانة

خضراء تظلِّل الطريق

 

لم تستطع قطعها فأس الظالمين

ولا نار الحريق

 

لم تنل منها حجارة العابثين

وهم يرمونها حَجرًا إثر حجر

 

علها تساقط عليهم بما يثير شهية

الصبيان من ثمر

 

أو لعلهم يستنسخون منها

علمًا أو خبر

***

كم كبرنا على الغناء تحتها

لكن لم نكبر على صوتِ موسيقيٍّ عجوز

كان يعزف بالناي

على أنغام ذكرياته

عن عشيقة خُطفت منه

في عز الظهيرَة

 

ولم نكبر على العيون التي

تجاهر بالحب بين اثنين

جمعاهما العشق والغيرَة

 

ولم نكبر على تعب العمال والعناء

ولا زلنا نبني لهم

جنتهم على الأرض قبل جنة السماء

***

كم كبرنا يا رفيق

والسنديانة لا تزال

ش..امخة عند رأس التلة

ي..افعة بهية

و..ارفة الظلال، أبية

ع..لامة مفصلية

ي..نبوع فكر وحرية

ت..اريخ وعلم وهوية

 

وترابها لا يزال يحفظ

الحصى والحجارة،

وطفولتنا

وصرخاتنا

لم تزل تنام

على أغصانها المخضرَّة

وبراعمِها الحمراء

من سنين تائهات

ولم تزل الشقاوة فينا

تدغدغنا وتدعونا أن نستمر

***

كم كبرنا يا رفيق

وكبرت أصوات المدينة

وذاع صيت التضحيات

والأمنيات

وصِدقِ الهدفِ وصحةِ الكلمات

 

وصار يردد كل من في المدينة

حكاية روتها الطريق

وحفظها البعض

 

وأفشى سرها الكبار وفضحها

الصغار .....

عن حبنا للإنسان والأرض

***

كم كبرنا يا رفيق

ولم ننس

وردةً تنتظر تحت الثلج

ونحن نشتعل كأعواد البخور

في يوم عيد

 

ننتظر يوم النشور وحياة تخرج

من تحت الجليد

 

لها عِرقٌ ما زال ينبض فينا

وكأننا خلقنا من ضلع الفجر

 

ممنوعٌ على النسيان

نسيانُه

 

محطات سجلت تاريخ شعبٍ

كنا نحن عُنْوَانَهُ

***

كم كبرنا يا رفيق

ولا شيء نال منا

 

زبد الطوفان

ما نال منا

 

والوحل بعد انحسار الماء

لم ينل منا

 

وغناء الذباب في موسم

التكاثر

لن ينال منا

 

ولن يأخذ الإقطاع منا

كدح قلوبنا بعد

تأميم الحب

مذ ولدتنا أمهاتنا أحرارا

***

كم كبرنا ولا زلنا

نستلقي على

ظهورنا تحت السنديانة

آمنين... هادئين

نتابع من حولنا

الضوضاء

 

ونحن نحبها كلما علت

السماء

 

ونحن نحبها مهما ارتفعت

فوق عرش الحب نساء

***

كم كبرنا يا رفيق

وكم كبرت مهماتنا

وكم كبرت ذريتنا

 

وألف شاعر سيولد من على

خطوط كفيها

وخلف ساقيها ستبقى بذور

الزنبق تلد الزنبق لألف عام

 

سنسير وخلفنا

ستار يمحق هذا العالم

من على جدار أقمناه لأجل

أن يبقى العزم إرثًا لمن يريد

أن يرى النور

 

والحق واثق الخطوة يمشي على مهل

لطالما تعلم الجميع درس

الحب في ساعات الضحى

ونحن أول العاشقين وآخر العاشقين...

 

نملأ

المكان خصبا بالصخب وبكل

هدوء

 

ونحن أول الوافدين

إلى طاولة في آخر المكان

من قبل أن يحين موعد

وصول الجميع

ممن دعتهم الأرض إلى جنبها

في لهفة وهيام.

***

كم كبرنا يا رفيق

ونحن نقرأ تفاصيل الزمان والمكان

 

ونحن نستعين بها لكي نجد

ما عجز عنه عشاق الضياء

حين تزل الشمس بأقدامها

ويحين الغروب

 

 

ونحن نستعين بها لحين

الانتهاء من شرب آخر حفنة ماء

 

من شلال حكمتها من فرط البلاغة

وهي الأنثى الأكثر اشتهاء

 

وازدهارا في موسم

جفا النساء.

***

كم كبرنا

ونحن نبحث في متن الكتاب

 

وأوراق السنديانة

كيف ننشر النور

ونوصل الأمانة.

 

 

06/2024

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب