news-details

الصهيونية وإسرائيل جرائم الحرب والتاريخ // د. خليل اندراوس

جرائم الحركة الصهيونية وإسرائيل ضد الشعب الفلسطيني امتدت من جرائم الحرب الى " جرائم التاريخ". فقد سرقت إسرائيل ما بقي من التاريخ الفلسطيني والمعالم الإسلامية الكبرى. حيث وضعت إسرائيل "حائط البراق" ضمن المقدسات اليهودية. وحين أصدرت السلطة الفلسطينية تقريرا رسميا يؤكد ان حائط البراق ليس يهوديا ولا صلة له باليهودية، قام نتنياهو بالهجوم على التقرير وقال: "ان حائط البراق هو حائط يهودي تماما، وانه يعود لمجمع معابد يهودية تم تدميرها منذ قرون"! ومنذ احتلال إسرائيل للقدس تُطلق إسرائيل على " الحرم القدسي" اسم "جبل الهيكل".

وجرائم إسرائيل تمتد لتصل الى المياه الجوفية تحت الأرض، وتمتد الى المياه السطحية في عرض البحر. ويذكر تقرير المجلس العربي للمياه أن إسرائيل تسرق (85 %) من مياه الأراضي الفلسطينية، انها تسحب المياه الجوفية وتمنحها للمستوطنين ... ثم تلقي مياه الصرف الصحي الى وديان الضفة وسهولها.

وبدورها فان مياه الصرف الصحي الإسرائيلية وبقايا القنابل الفوسفورية تتسرب الى المياه الجوفية التي يستهلكها الفلسطينيون، وتمنع إسرائيل تقديم أي مساعدات في تنظيف او تدوير مياه الصرف الصحي وترفض إقامة أي محطات للمعالجة. وقد جاء في مسار الجدار العازل في الضفة الغربية ليضع أكبر خزانين للمياه في الضفة الغربية وراء الجدار العازل خارج الضفة.

وهنا نذكر بأن الاحتلال الإسرائيلي قام بتلويث البيئة البحرية لقطاع غزة في السابق، وهذا الامر أدى الى ضعف الثروة السمكية في شواطئ القطاع. وتقوم إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة بالبحث عن البترول والغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، وعيونهم تتوجه نحو شاطئ قطاع غزة. ولدى قيادات الحركة الصهيونية اليمينية الدينية قناعة بوجود البترول وقرب اكتشافه واستغلاله. ويقول هؤلاء الصهاينة الأصوليون بأن إسرائيل المعروفة بأرض اللبن والعسل ... ستصبح ارض اللبن والعسل والبترول.

ويستغل رجال الاعمال الصهاينة والإسرائيليون ان اسبب الرئيسي في قيامهم في التنقيب عن البترول شرق البحر الأبيض المتوسط، ورغبتهم في التوسع عن التنقيب على شاطئ غزة هو ايمانهم الكامل بان إسرائيل ستكون ليس فقط مملكة إسرائيل الجديدة، من النيل الى الفرات لا بل أيضا "مملكة البترول الجديدة" ولذلك تم إطلاق اسم "يوسف" على احدى منصات التنقيب في شرق البحر الأبيض المتوسط.

ان قيادات الحركة الصهيونية خاصة اليمين الصهيوني، قبل وبعد قيام إسرائيل درسوا تاريخ قيام الولايات المتحدة والتي مارست سياسات وحروب إبادة الشعب. الهنود الحمر في أمريكا بعد اكتشافها ودرسوا تجارب الحروب الصليبية. وبدعم من الغرب الامبريالي جعلوا من إسرائيل قوة عسكرية غير أخلاقية عدوانية تمارس الحروب الاستباقية مثل ما حدث خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وعام 1967، وقوة في منطقة الشرق الأوسط تجمع داخلها هيمنة الفكر الصهيوني العنصري الشوفيني الإرهابي وتسعى الى تمزيق شعوب الدول التي حولها. يكفي ان نذكر دورها الإرهابي خلال الحرب الأهلية في لبنان، ودورها في الاحتلال الأمريكي للعراق ودورها في المؤامرة التي تهدف الى تقسيم سوريا الى 4 دويلات، ذلك القرار الذي اتخذته الحركة الصهيونية في مؤتمرها الذي عقد في ثمانينات القرن الماضي في القدس، ودورها هي والولايات المتحدة في إقامة داعش.

وحول هذا الموضوع سنعود لاحقا في مقال آخر بقلم كاتب هذه السطور. والان من خلال حلفاء إسرائيل الغرب الامبريالي وأنظمة الاستبداد الرجعي العربي – أنظمة طبقة راس المال الكومبرادوري – الوسيط يعملون على تقسيم وتمزيق الدين الإسلامي الى سنة وشيعة وتأجيج هذا الصراع على كامل شعوب الشرقين الأدنى والاوسط. متغاضين والبعض حتى متناسين لا بل متضامنين مع إسرائيل في حربها ضد حماس وحزب الله لكونهم شيعيين متناسين قول النبي محمد (صلعم) بأن لا فرق بين اعربي وأعجمي (فارسي) الا بالتقوى. فقيمة المسلم الحقيقي التقوى والتضامن والوقوف الى جانب الشعوب المضطهدة والمظلومة وخاصة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال والاستيطان والتهجير والتنكر لحقوقه العادلة الإنسانية الكونية.

وليس التطبيع مع حكومة اليمين العنصري الصهيوني الشوفيني المتغطرس والذي يجعل رئيس حكومة نتن – ياهو يتحدث عن السلام بالقوة. هذا الطرح قمة الغطرسة والإرهاب والشوفينية والغباء لا بل العمى السياسي.

فالسلام ممكن فقط عندما يكون اعتراف بالحقوق القومية الإنسانية العادلة للشعب الفلسطيني والاعتراف بإقامة دولته بحدود 1967 والاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين. والاعتراف بحق اللاجئين بالعودة الى وطنهم فسلام الشعوب بحرية الشعوب.

وليس باستعمال الحرب والقوة. كما قال أحد قادة حكومة إسرائيل الذي لا يستحق أن اكتب اسمه بحبر قلمي. الشعب الفلسطيني عانى من الإرهاب الصهيوني من العصابات قبل قيام الدولة ومن الإرهاب الرسمي لحكومات إسرائيل المتعاقبة " يسارية" كاذبة سابقا ويمينية عنصرية شوفينية في السنوات الأخيرة، ولم ينكسر ولن ينكسر. وسيبقى يقاوم مرفوع الراس ومقتنع بعدالة قضيته الإنسانية أما الصهيونية فمصيرها مزبلة التاريخ.

الصهيونية العالمية المتحالفة مع اليمين المسيحي الأمريكي، الذي يؤمن بأهمية قيام إسرائيل كشرط أساسي لعودة المسيح، بدأت في نهايات القرن التاسع عشر، عندما قام "المبشر" المسيحي "وليام بلاكستون" بشن حملة على الرئيس الأمريكي " بنيامين هارسون" من اجل دعم يهودية فلسطين. كان ذلك عام 1881 وقد مثلت حملة " بلاكستون" الظهور الأول للصهيونية المسيحية في السياسة الامريكية والتي تسيطر الان على الإدارات الامريكية "ديمقراطية" كانت ام " جمهورية"، فالانتخابات في الولايات المتحدة ستكون فقط تغيير للقناع وليس تغيير للوجه.

وهنا اريد ان أؤكد بان هذا التحالف امتد منذ عام 1948 وتوسع وتحول الى تحالف استراتيجي بعد نجاح إسرائيل في حريها الاستباقية عام 1967 من احتلال باقي ارض فلسطين وسيناء والجولان. وهنا أذكر بان الصهيونية المسيحية الافنغالية الأصولية رأت وترى الآن ان حرب 1967 ونتائجها كانت تحقيق لنبوءة التوراة بانبثاق دولة يهودية في فلسطين. وكتب أحدهم في دورية "المسيحية اليوم" بعد حرب 1967 يقول:" للمرة الأولى منذ أكثر من 2000 سنة القدس الان في ايدي اليهود، وهو ما يعطي دارسي الكتاب المقدس ايمانا متجددا في دقته وصحة مضمونه".

وبعد ذلك زادت صلابة التحالف الإرهابي بين اليمين الصهيوني المسيحي وبين الحركة اليهودية الصهيونية، في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات عندما وصل الليكود وبيغين اليميني المتطرف الى رئاسة الحكومة وحتى الان وخاصة خلال فترة وصول نتن ياهو الى السلطة في إسرائيل والذي قال قبل فترة بأن وصوله الى السلطة كان بهدف القضاء على اتفاق أوسلو، واليوم يقود حرب إبادة الشعب الفلسطيني في غزة والحرب على لبنان، بهدف تغيير خارطة الشرق الأوسط.

وهنا أذكر بأن في الولايات وفي فترة رئاسة كارتر وريغان للولايات المتحدة قامت حركة دينية باسم "الأغلبية الأخلاقية" وكان من أبرز مواقفها ومقولاتها وايديولوجيتها وخرافتها الدينية قولها: "الوقوف ضد إسرائيل يعادل الوقوف ضد الرب". وعلى الفور في ذلك الوقت قامت حكومة إسرائيل برئاسة بيغين بدفع المكافأة لمن أسس هذه الحركة الدينية المسيحية الصهيونية والتي هي ابعد ما يكون عن المسيحية الحقيقية دين التسامح والمحبة دين المسيح صاحب اول خطاب شيوعي في التاريخ كما قال عنه انجلز في كتاب انجلز "أصل العائلة والملكية الخاصة"، والقصد خطاب المسيح على الجبل جبل التطويبات، حيث قام بيغين بمنح "فالويل" مقيم هذه الحركة جائزة " جابوتنسكي" تقديرا لدعم فالويل لإسرائيل وسياسات اليمين الصهيوني المتطرف.

وهنا اذكر بانه عندما وصل مناحم بيغين اليميني المتطرف الى السلطة عام 1977 قام بتوسيع الإرهاب الاستيطاني الصهيوني الكولونيالي في الضفة الغربية وأصبح يتحدث هو وكل حكومات إسرائيل اللاحقة عن الضفة الغربية المحتلة بالاسم الذي جاء في التوراة .... وهو " يهودا والسامرة" من اجل احياء فكرة قيام الدولة اليهودية إسرائيل الكبرى من التيل الى الفرات، وارتباط ذلك بالأسطورة التاريخية الصهيونية، وبالكذب والخداع والافتراء بعودة المسيح. وخلال العقود الأخيرة استمر النفوذ المتصاعد للمسيحية الصهيونية بلا انقطاع وبدعم متبادل مع اللوبي الإسرائيلي والصهيوني الأمريكي. وعندما أعلن الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ترحيبه بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، قامت المنظمات المسيحية الصهيونية واللوبي الصهيوني الأمريكي وإسرائيل بالاعتراض ورفض موقف كارتر وقامت وسائل الاعلام الامريكية التي يهيمن ويسيطر عليها راس المال الصهيوني واللوبي المسيحي الصهيوني بإدانة ورفض تصريحات كارتر مما دفعه الى نسيان تصريحاته بعد فترة قصيرة من الزمن.

ولقد وصلت إسرائيل في الفترة الأخيرة الى وضع من القوة في الولايات المتحدة، بدعم من اليمين المسيحي الصهيوني والمحافظون الجدد – كهنة الحرب، بحيث لا يتم الاجتياح معه كثيرا الى البيت الأبيض لا بل البيت الأسود ذاته. وهنا اذكر حادثة القصف الإسرائيلي للمفاعل النووي العراقي عام 1981، حينها لم يقم مناحيم بيغين بالاتصال بالرئيس الأمريكي بل اتصل بأكبر زعماء اليمين المسيحي "جيري فالويل" المذكور سابقا في هذا المقال، ليقوم هذا المسيحي الصهيوني في الدعم لإسرائيل في كل سياساتها العدوانية الإرهابية العنصرية الشوفينية والداعم لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والمتنكرة لحقوق الشعب الفلسطيني الإنسانية الكونية العادلة ليقوم هذا ال "فالويل" بنشر المعلومات والاخبار عن العدوان الإسرائيلي على العراق الى الراي العام الأمريكي. وهنا اذكر بان واحدا في وزن "جيس هيلمز" رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ كان ضد القصف الإسرائيلي للمفاعل النووي العراقي ولكن "فالويل" المسيحي الصهيوني نجح في إقناعه بتأييد هذا القصف العدواني الاستباقي غير المبرر.

وهنا اذكر بأن الرئيس الأمريكي رونالد ريغان كان مؤمنا في الأصل بالصلة بين انشاء إسرائيل وعودة المسيح ... ونقل رئيس منظمة ايباك عن الرئيس ريغان ايمانه التام بذلك بدون الحاجة الى اقناع.  وفي عهد الرئيس بوش تم تجديد وتعميق هذه العقيدة داخل الإدارة الامريكية، ودفعها بوش خطوات بعيدة الى الامام وحين طالب بوش الابن بالانسحاب من الضفة الغربية هاجمته المسيحية الصهيونية وهاجمه اللوبي الصهيوني وعلى رأسه منظمة ايباك فتراجع ذلك المسيحي الصهيوني وعاد الى "قناعاته" " وايمانه" لا بل " خرافاته" الأسطورية حول " نظرية" إسرائيل ومجيء المسيح.

وفي عهد بوش ظهرت منظمات مسيحية صهيونية جديدة تمتاز بالتطرف اليميني المتماهي والمتعاون لا بل الخادم لليمين الصهيوني العنصري الشوفيني المتغطرس، من أبرزها منظمة "قف بجانب اسرائيل " STAND FOR ISRAEL التي أسسها "بادي بوار" أحد رموز المسيحية الصهيونية.

وهكذا على مدى عقود أصبحا الحزب الأمريكي الديمقراطي والحزب الجمهوري اكثر تطرفا واكثر تدينا مزيفا اسطوريا لا يمثلا فقط طبقة راس المال المالي والعسكري الامريكية بل أيضا حزبين يتبنين المسيحية الصهيونية الداعمة المطلقة بلا حدود لسياسات إسرائيل العدوانية الإرهابية بشكل مطلق. والان خلال حرب إبادة الشعب الفلسطيني في غزة والحرب على لبنان هذه الحرب التي ترفض إسرائيل ايقافها وخاصة رئيس حكومتها الذي يسعى من ناحية استراتيجية تغيير خارطة الشرق الأوسط وتحقيق حلم الصهيونية العالمية بإقامة دولة إسرائيل الكبرى، ولكن هذه المفاهيم والسياسات مصيرها الفشل ومزبلة التاريخ.

فالشعب العربي الفلسطيني صامد ويناضل على ارض فلسطين والشعب في غزة رغم حرب إبادة الشعب التي تقوم بها دولة الاحتلال والعدوان والحصار والاستيطان  لن تستطيع مع كل جرائمها اليومية، من تركيع الشعب الفلسطيني او اللبناني فقتل هذا القائد او ذاك لا يمكن ان بلغي وجود الشعب الفلسطيني ولا ان يلغي صمود الشعب اللبناني.

ففي النهاية النصر للشعوب المضطهدة والمناضلة من اجل حريتها الإنسانية العادلة، وحرية الشعب الفيتنامي وشعوب جنوب افريقيا أكبر مثل في عصرنا الحديث. وفي النهاية حول هذا الموضع نجحت إسرائيل في تأسيس الإطار السياسي للعقيدة الصهيونية المسيحية وللعقيدة الصهيونية اليمينية العنصرية الشوفينية والمُشوه للتاريخ وللحاضر.

وباتت تلك العقيدة منجم الذهب الذي لا ينفذ في دعم مشروع دولة إسرائيل الكبرى ومشروع الهيمنة الامريكية الإسرائيلية على منطقة الشرق الأوسط والادنى، وهذا احد الأسباب الرئيسية للعداء لإيران لان الغرب الامبريالي والصهيوني يسعون الى ان تعود ايران الى دولة تهيمن عليها الولايات المتحدة وإسرائيل كما كانت في عهد شاه ايران. ولكن هذه الطروحات مصيرها الفشل.

وهنا اريد ان اذكر ما كتبه لينين:" ان الاحتكارات والطغمة المالية (وخاصة طغمة آل روتشيلد وغيرهم من طغمة راس المال العالمي والصهيوني د. خ ) والنزوع الى السيطرة بدلا من النزوع الى الحرية، واستثمار عدد متزايد من الأمم الصغيرة او الضعيفة ( واكبر مثل على ذلك دول الخليج العربي لا بل الأمريكي ومصر التي سمحت لسفينة تنقل السلاح الى إسرائيل بان تتوقف وترسو في موانئها ومصر قامت مؤخرا بإغلاق دير سانت كاترين لروم الأرثوذكس المفتوح منذ سنة 548 م وتطرد قساوسته وعلى راسهم مطرانه ديمتري ديمانيوس المعادي للصهيونية منه. هذا عمل إرهابي عميل خائن من قبل النظام المصري ويخدم مصالح إسرائيل العدوانية في المنطقة وخاصة الان في فترة حرب إبادة الشعب في غزة. هذه الخطوة عار على جبين الرئيس المصري والحكم في مصر وعندنا الامل والتفاؤل بان الشعب المصري لن يرض بهذه السياسات وسيرفضها وسينتفض ضدها د. خ)، من قبل قبضة صغيرة من الأمم الغنية او القوية – كل ذلك قد خلق السمات المميزة للإمبريالية التي تحمل على وصفها بانها الرأسمالية الطفيلية او المُتقيحة". (لينين – الامبريالية اعلى مراحل الرأسمالية ص 162) وسياسات الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط والادنى هي التشويه الخرافي للتاريخ وخاصة الان وهي القيح بأبشع أشكاله.

كثيرا ما يجري تسويغ الدعم الأمريكي بالزعم بان إسرائيل هي الدولة الديمقراطية في الشرق الأوسط، مُحاطة ومُطوقة بسلسلة أنظمة دكتاتورية مُعادية، ولكن هذا الامر تزوير للتاريخ والواقع فالعديد من الدول العربية قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل الان والتي أي إسرائيل مستمرة برفض الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، لا بل ورفضت إسرائيل قرار جامعة الدول العربية في بدايات القرن العشرين والتي وافقت على إقامة علاقات سلام مع إسرائيل، بشرط اعترافها بحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وترفض الحقوق العادلة بموجب قرارات الأمم المتحدة والتي اعترفت بإسرائيل بشرط السماح لعودة اللاجئين وإسرائيل ترفض ذلك حتى الان.

لو كانت قرارات الأمم المتحدة تحترم وتنفذ من قبل الأمم المتحدة ولو كانت القوانين الدولية تنفذ لكان من الواجب سحب الاعتراف بدولة إسرائيل الجديدة عندما رفضت الأخيرة عودة اللاجئين. واليوم إسرائيل تتمادى وتتغطرس وبشكل عنصري إرهابي صهيوني تتخذ قرار في الكنيست بالأغلبية الساحقة رفض السماح بإقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة إسرائيل، ان دل هذا على شيء فهو دليل على ان إسرائيل لا تأخذ بعين الاعتبار مواقف التأييد والاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل أكثر من 140 دولة، وهذا دليل على غطرسة إسرائيل وعدم التزامها بالقوانين الدولية لا بل ترتكب جرائم إبادة شعب في غزة، بدل ان تعمل وتسعى من اجل وقف الحرب والسلام.

ورفض السلام من قبل حكومات إسرائيل هو واقع تفرضه شركات صناعة السلاح الامريكية والمستفيدة بمليارات الدولارات على حساب سفك دماء الشعب الفلسطيني واللبناني. من اجل وقف هذه الكارثة لا بل وقف العدوان الإسرائيلي وقف الحرب والانسحاب من غزة وإعادة اعمارها بسرعة هذا هو الحل.

وبعد وقف الحرب يجب الموافقة على إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية واي طرح آخر سيؤدي الى استمرار الحرب، ووقوع ضحايا بل كارثة إنسانية. فلا يمكن ان يكون سلام من خلال ممارسة الإرهاب " الرسمي الصهيوني" وسياسات غطرسة القوة او كما قال نتن – ياهو "سلام القوة".

وهنا اريد ان أؤكد بان الولايات المتحدة تقوم باتصالات وتكتيكات ديماغوغية تهدف الى تمديد امد حرب الإبادة على غزة وعلى لبنان. والولايات المتحدة منذ اتفاق أوسلو لا بل اتفاق فرساي الفلسطيني كما كتب عند المؤرخ والكاتب أدوار سعيد، تعمل الولايات المتحدة على اغلاق الطريق على اية تسوية دبلوماسية للسلام بعد الحرب الجارية، ولقد نصح سابقا موشيه ديان مجلس الوزراء الإسرائيلي وهو مجلس وزراء حمائمي(!) بأخبار الفلسطينيين ان عليهم العيش مثل الكلاب وعلى من يريد الرحيل فليرحل، وسوف نرى الى اين يوصلنا هذا الامر في الوقت الذي نواصل فيه سياستنا بتثبيت "حكم دائم" للمناطق. ولاحظوا انني لا اقتبس من سياسة يمين متطرف بل من "حمائمي" موغل في حمائميته؟

ضمن الطيف السياسي الصهيوني الذي ادعى الحمائمية وهذه السياسات استمرت ومستمرة على مدى أكثر من قرن وعلى مرأى ومسمع الغرب الامبريالي. وما يسمى بالعالم العربي الصامت الان صمت اهل الكهف.

ولكن ايماني وقناعاتي بان لا بديل عن السلام العادل، والشعب الفلسطيني لن يركع وسيبقى مرفوع الراس وصامد. وفي النهاية سلام الشعوب بحرية الشعوب.

 

/مراجع المقال:

-ما بعد إسرائيل – احمد المسلماني.

-أمريكا المُختطفة – جون جي ميرشايمر.

عن امل للضحايا – نعوم تشومسكي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب