news-details

الولايات المتحدة – محور الشر في امريكا اللاتينية (6)

إسرائيل قاتل السلام في المنطقة، واستمرار الاحتلال والاستيطان وحصار غزة البربري هو الارهاب الرسمي الذي يولّد ويخلق الارهاب الفردي وامريكا التي استخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن ضد مشروع قرار انشاء قوة دولية للمراقبة في الاراضي الفلسطينية المحتلة، تسمح لاسرائيل الاستمرار في سياستها العدوانية الاستعمارية كما قال مؤسس الصهيونية هرتسل دون رقيب او حسيب. (هنا اذكّر القارئ بان هرتسل كتب عام 1902 رسالة الى سيسل روديس يطالبه بمساندته، أي مساندة المشروع الصهيوني، كتب اليه يقول: "ارجوك ارسل الي نصا يقول انك فحصت برنامجي وانك توافق عليه، وقد تتساءل لماذا اتوجه اليك مسيو روديس، لأن برنامجي هو برنامج استعماري".

 والاساليب التي يستعملها حكام اسرائيل "لحل" القضية الفلسطينية لا يمكن مقارنتها من حيث وحشيتها الفظيعة ووقاحتها وحصار غزة وبناء الجدار العازل لأكبر دليل على هذه الوحشية، الا بالطريقة النازية "لحل المسألة اليهودية نهائيا" في سنوات الحرب العالمية الثانية. ومع كل ذلك نرى مواقف انظمة الاستبداد الرجعي العربي وخاصة السعودية ودول الخليج، من سياسات اسرائيل في المنطقة هي "ظاهرة صوتية" ذليلة تسعى الى التطبيع مع اسرائيل المستمرة في سياستها الكولونيالية الاستعمارية الاستيطانية والمتنكرة لحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني والاخبار التي تحملها وسائل الاعلام في الفترة الاخيرة، مثل زيارة مسؤولين اسرائيليين الى دول الخليج ومؤتمر وارسو تصيبني بالكآبة والذهول والاحباط وتدفعني للانصراف عن تلك الاجهزة، أي وسائل الاعلام العربي والاسرائيلي وعندما اعود اليها مرة اخرى يتكرر المشهد... صراع مع النفس وألم من الواقع الصعب والبائس ولكن يبقى لي امل في المستقبل الذي لا ادري متى سيتحقق فعلى العالم ككل والدول العربية خاصة ان تدرك بان الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود لا يعني الاعتراف بحقها بأي شيء تفعله، فاسرائيل كأي دولة اخرى عليها واجبات والتزامات يحددها القانون الدولي، والاعتراف بواقع اسرائيل لا يمكن ان يقوم على قاعدة عدم الاعتراف بالواقع القومي الفلسطيني وبحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ومعاداة ومكافحة الايديولوجية الصهيونية لا تعني معاداة السامية، فهناك يهود وغير يهود معادون ويرفضون الصهيونية وغير معادين للسامية، والذي ينتقد سياسات اسرائيل العنصرية الشوفينية ويرفض الاحتلال والاستيطان الكولونيالي الاسرائيلي لا يعني بانه معاد للسامية وعلينا ان ندرك ونؤكد بان الصهيونية هي الوجه الآخر من ميدالية اللاسامية وهذا ما يجب ان يدركه الموظف السابق في بنك روتشيلد ورئيس فرنسا حاليا ماكرون.

اننا نندد باللاسامية لأنها ظاهرة مرفوضة وغير انسانية ولأنها ثانيا حاضنة الصهيونية وقابلتها، ولكن عندما يدعي المتحدثون الرسميون للمؤسسات الطائفية اليهودية باسم اليهود بشكل عام ويسلكون كحراس لدولة اسرائيل وسياساتها العدوانية العنصرية ويحولون المعابد الى ملحقات لسفارات اسرائيل فانهم يساهمون في تحويل الصراع السياسي ضد الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية الى كراهية عنصرية ضد اليهود، وهذا احد الاسباب الاساسية لظاهرة معاداة السامية التي تزداد في الفترة الاخيرة في اوروبا. من هنا نقول عندما نتعامل مع المسألة القومية يجب ان نتبنى مواقف دمقراطية انسانية متماسكة حتى النهاية وخاصة اذا كنت تتبنى الفكر التقدمي الثوري الماركسي، ولكن للاسف نحن نعيش في عالمنا المعاصر في فترة عصر الامبريالية المنفلتة من عقالها وعصر هيمنة الصهيونية العالمية التي تلعب دور الاخطبوط الرجعي على مستوى عالمي وليس فقط في منطقة الشرق الاوسط، لذلك على كل انسان دمقراطي انساني ان يدين وبحزم ووضوح كل اشكال التمييز والاضطهاد القومي وان يدين اللامساواة بين الامم في عصر الامبريالية المنفلتة من عقالها وخاصة في هذه الفترة، فترة رئاسة ترامب وسياسته الشعبوية "الترامبوية" وان يدين سياسات الولايات المتحدة ضد شعوب امريكا اللاتينية وخاصة الآن ادانة سياسة واشنطن ضد فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا، وان يدين الايديولوجية الصهيونية العنصرية الرجعية الشوفينية وان يدين سياسات الاحتلال والاستيطان الكولونيالي الاسرائيلي في هذا العصر الامبريالي.

 

من اكبر المهمات لدرء الارهاب الدولي تصفية الأزمات والنزاعات ومنها الحل العادل للقضية الفلسطينية والتي اصبحت قضية كونية انسانية والتي لا يمكن لا بل من المستحيل حلها عن طريق "صفقة القرن" التي ينادي بها ترامب ومن حوله من صهاينة ومحافظين جدد – كهنة الحرب – المسيحيين الصهيونيين والقضاء على العنصرية بكل اشكالها والقضاء على ممارسات التطاول على حقوق ومصالح الدول المستقلة وما يحدث الآن مع فنزويلا لأكبر مثل لذلك علينا ان ندعم الشعب الفنزويلي

 

علينا ان نكافح ونناضل كشعوب وأمم من اجل حل المسألة القومية بشكل عام وكذلك من اجل اقامة علاقات بين الدول تستند على اساس دمقراطي رافض لكل مظاهر التمييز والاضطهاد القومي واقامة علاقات مساواة وتفاهم وتقارب بين الامم. وهذا هو المحور المركزي للمسألة الدمقراطية في عصر الامبريالية، وهذا المحور المركزي يوحد شعوب امريكا اللاتينية مع شعوب الشرق الاوسط وخاصة الشعب الفلسطيني في جبهة النضال من اجل الحرية والدمقراطية في عصرنا الامبريالي والثورات القومية للشعوب المظلومة التي تئن تحت نير الاحتلال كالشعب الفلسطيني والاستغلال كشعوب امريكا اللاتينية وخاصة شعب فنزويلا الذي قام بالثورة "البوليفارية" ايام هوجو تشافيز، ومادورو الآن هي المحور المركزي للمسألة الدمقراطية في عصر الامبريالية، ولذلك من الطبيعي ان نشاهد مظاهرات للشعب الفلسطيني في رام الله تدعم شعب فنزويلا ونظام مادورو، نظام الثورة البوليفارية ونسمع مادورو يقول بانه فلسطيني، وقبله هوغو تشافيز الذي رأى بعبد الناصر مثلا وقدوة له، فسياسات الولايات المتحدة ضد شعوب امريكا اللاتينية تتماثل مع سياسات اسرائيل ضد الشعوب العربية وخاصة الشعب العربي الفلسطيني بكونها سياسات عنصرية شوفينية ترفض الآخر وتسعى الى نفيه وتهميشه.

فمنذ عقود من الزمن وامريكا اللاتينية تحت مرصاد القتلة المحترفين من وكالة المخابرات المركزية الامريكية ويرتبط النشاط الاجرامي للاجهزة الخاصة الامريكية ضد شعوب امريكا اللاتينية بان هذه القارة تعتبر منذ زمن بعيد موضع اهتمام خاص من قبل الرأسمال  الاحتكاري الامريكي الذي يحصل على ارباح هائلة من نهب ثرواتها الطبيعية بلا رحمة واستغلال كادحيها بلا شفقة، فالاحتكارات الامريكية تعتبر امريكا اللاتينية ملحقا لها وتبين الخبرة ان الشكل الامثل لبناء الدولة في امريكا اللاتينية هو من وجهة نظر واشنطن وخاصة الآن في فترة حكم ترامب اليميني الممثل لكهنة الحرب المحافظين الجدد، انظمة الدمى الدكتاتورية التي تسير بطاعة عمياء في ركاب استراتيجية الولايات المتحدة في العالم، والتي تعتمد على اجهزة قمعية قوية مكونة بمساعدة الولايات المتحدة بشكل الجيش والبوليس السري، ولا يقتصر استراتيجيو واشنطن على ابداء المساندة الشاملة لما هو موجود من انظمة ديكتاتورية فعلا في بلدان امريكا اللاتينية بل يترصدون كذلك لحركات التحرر الوطني التي تستخدم الولايات المتحدة ضدها في المنطقة كل ما في حوزتها من وسائل، تبدأ بالحصار الاقتصادي والتخويف والابتزاز ومساعدة القوى الرجعية بالاسلحة والمستشارين وتنتهي بالقيام بالعمليات التخريبية السرية على ايدي المرتزقة وعملاء وكالة المخابرات المركزية والتدخل المسلح المباشر وهذا ما فعلته واشنطن من اعمال تخريبية على ايدي عملاء لها في فنزويلا ادت الى قطع الكهرباء لعدة ايام في غالبية المناطق في فنزويلا. والولايات المتحدة مستمرة في تخصيص مبالغ نقدية لا يستهان بها لدعم القوى اليمينية في انتخابات الرئاسة، وهذا ما فعلته في البرازيل حيث وصل الى رئاسة البرازيل رجل يميني صديق لنتنياهو رئيس حكومة اسرائيل والذي سيزور اسرائيل في الفترة القريبة، والذي لولا تدخل قيادة الجيش في البرازيل، حسب وسائل الاعلام لكان سوف يعلن خلال زيارته لاسرائيل بنقل سفارة البرازيل للقدس. الولايات المتحدة والمخابرات المركزية هي ومنذ زمن بعيد مركز رئيسي لتنظيم الاعمال الارهابية ضد الشعوب المناضلة من اجل الاستقلال الوطني والتقدم الاجتماعي وسياسة واشنطن الحالية ضد فنزويلا والتاريخية ضد الشعب الفلسطيني لاكبر دليل على ذلك، وسياسة الولايات المتحدة الامبراطورية هذه تترجم في الواقع الى الويلات والمآسي واراقة الدماء والخراب ليس فقط في امريكا اللاتينية والشرق الاوسط لا بل في العالم اجمع.

من اكبر المهمات لدرء الارهاب الدولي تصفية الازمات والنزاعات ومنها الحل العادل للقضية الفلسطينية والتي اصبحت قضية كونية انسانية والتي لا يمكن لا بل من المستحيل حلها عن طريق "صفقة القرن" التي ينادي بها ترامب ومن حوله من صهاينة ومحافظين جدد – كهنة الحرب – المسيحيين الصهيونيين والقضاء على العنصرية بكل اشكالها والقضاء على ممارسات التطاول على حقوق ومصالح الدول المستقلة وما يحدث الآن مع فنزويلا لأكبر مثل لذلك علينا ان ندعم الشعب الفنزويلي ان ندعم "الثورة البوليفارية" ان ندعم مادورو في كفاحه ضد محور الشر – الولايات المتحدة.

(انتهى)

الصورة - ندعم "الثورة البوليفارية" ومادورو في كفاحه ضد محور الشر (رويترز)

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب