حضرات المربيات والمربين الأفاضل
الحضور الكرام مع حفظ الألقاب والمناصب.
دعوني بداية أن أحيي باقة الغربية وأهلها، مدينة هي واسطة العقد في مثلثنا الصّامد، على هذه المشاريع الثقافية المتعددة الجوانب، ففي الأمس فقط احتفلت باقة واحتفلنا بها ومعها بتخريج 28 جامعية باقاوية من حاملات شهادة الدكتوراة (Ph.D.) في مواضيع علمية مختلفة، وكلهن من بناتنا من بنات هذا الشعب الرابض في وطنه، وهذا دليل على حيوية هذا الشعب الأصيل في وطنه ودليل على تقديرنا لبناتنا الرائدات.
لقد استطعنا ليس فقط البقاء في وطننا، بل استطعنا قلب مقولة لوبراني مستشار رئيس الحكومة من " حطابين وسقاة ماء" إلى باحثين وعلماء وأطباء وطبيبات وعمّال وعاملات مهرة في جميع المجالات. وإلى سقاة علم بإنسانية في جميع مراحل التعليم، وفي التعليم العربي والعبري في البلاد بطولها وعرضها، بعزة وطنية وقوميّة وإنسانية.
لهذا النجاح عدة أسباب في صلبها:
ولذلك ليس غريبا أن نلتقي اليوم حول أحد أركان التربية وأعمدة الثقافة العربية الصديق د. محمد حبيب الله المربي والمعلم أولا، والباحث ثانيا والمعطاء في حياتنا الثقافية والاجتماعية، ونعتز في هيئة تحرير مجلة الإصلاح أنه انتقى الإصلاح مجلة ثقافية وطنية ليكون عضوا في هيئة تحريرها، واختار دار الأماني للنشر لينشر معظم كتبه وبينها كتابه عن المربي خليل السكاكيني موضوع ندوتنا اليوم.
يعكف أبو رامي على دراسة جوانب مختلفة من حضارتنا وثقافتنا، وأولها وأهمها التربية والتعليم، وهو عندما ينتقي مربيا فلسطينيا إنسانيا كخليل السكاكيني فهو يشير إلى أن مربينا ومعلمينا بشر وحملة رسالة إنسانية وطنية وعلمية، والسكاكيني فاق العديد من علماء التربية في الغرب في أساليب التدريس وفي التعامل مع المعلمين والطلاّب وفي تطوير والتركيز على الجانب الإنساني في التربية وكأنه يقول" كلكم لآدم وآدم من تراب "، فالسكاكيني وتلميذه د. محمد حبيب الله يؤكدان أن أهم صفة في الانسان إنسانيته، وكونه إنسان بالصفات الانسانيّة، وكل واحد من بني البشر يغمط الصفات الإنسانية لأي إنسان كمن يستعمل كلمة" حيوان... أو الجمع حيوانات" أو غيرها من الكلمات العنصرية النابية، لأي مجموعة بشرية لتبرير الاعتداء عليهم وتبرير المجازر التي يقوم بها جيشه، حتّى لو كان وزيرا أو رئيس حكومة فهو بالضرورة يفقد من إنسانيته.
وفي كتابات د. محمد حبيب الله نرى هذا التوجه الإنساني الهام الذي يجب أن نتبنّاهُ جميعا، فكلما كان الانسانُ إنسانا بسلوكه بعلمه بحياته فهو حتما سيتفوق ويهزم ظالمه ومن يحاول أن ينال من إنسانيته.
وأخيرا ونزولا عند رغبة أخي وصديقي ودينامو العمل الثقافي في باقة الغربية الأستاذ شريف مصاروة الذي أحييه على هذه المثابرة والنشاط في ترتيب اللقاءات الثقافية في باقة الغربية وغيرها، سأتحدث عن مجلة الإصلاح الثقافية التي تصدر منذ العام 1970م حتى اليوم وستبقى بفضلكم وفضل أبناء شعبنا البررة، لأنها نقشت على صدرها الثقافة، الأدب، التوعية والإصلاح، وتضم في هيئة تحريرها من خيرة مثقفينا ومربينا، وهي بهذه السنوات والصدور الشهري المثابر تؤرخ أيضا للحياة الثقافية لهذا الجزء الحي من شعبنا الفلسطيني وثقافته، ولذلك ليس من الطبيعي أن تبقى الاشتراكات بها في مدننا وقرانا خجلة بل يجب مضاعفتها في كل مدننا وقرانا، لأنها منكم وإليكم ورسالتكم للآخر، وأنتم رسلها، وبدأنا نصدر ملحقا باللغة العبرية يحمل أيضا رسالتكم للآخرين.
إشارات:
(عرعرة – المثلث).
إضافة تعقيب