news-details

حكايةُ رَضيعٍ| د. أسامه مصاروة

رَضيعٌ دونَما أُمِّ...وَوَيْلي دونَما قَوْمِ

تَخلَّوْا عَنْ هُدى ربّي...فَلَيْسَ الْكُفْرُ بالإثْمِ

جميعُ الأهلِ قدْ ماتوا...أَبي أُمّي أَخي عَمّي

وَماتَ العُرْبُ مِنْ حوْلي...بِلا مَعْنًى لَهُمْ همّي

فَصِرْتُ اليَوْمَ في الدُنْيا...مِنَ النُّكرانِ في يُتْمِ

رَضيعٌ لا أَعي الْحَرْبا ...وغابَ الْعُرْبُ عنْ فَهْمي

عبيدٌ هُم لِأَغْرابٍ...وأهْلُ الذُلِّ في الْحُكْمِ

لِأعْداءٍ لَهُمْ دعْمٌ...وَعزَّ الْعُربُ عنْ دعْمي

مِنَ الحُكّامِ لمْ نَنْهلْ...سِوى الإذلاِلِ والظّْلْمِ

فَهُمْ للْغَرْبِ خُدامٌ...بِلا شَكلٍ ولا اسْمِ

فقوْمُ الْعُرْبِ قدْ صاروا...كما الأشباحِ والْوَهمِ

بأعْدادٍ هُمُ الْكُثْرُ...فقطْ بالْجَهلِ والْكَمِّ

رضيعٌ صِرتُ يا ربّي...وما للْعُرْبِ مِنْ عِلْمِ

أنا لا أعرِفُ الشَّتْما...وَمجبورٌ على الشَّتْمِ

حليبي كانَ مِنْ أمّي...وَيُتْمي منْ لَظى الْخَصْمِ

وَمِنْ عُرْبٍ بلا قلْبِ...حليبي صارَ كالسَّمِّ

أنا أشكو مِنَ الْقَهْرِ...وَمِنْ ذُلّي وَلا جسْمي

نحيفٌ ليْسَ مِنْ جوعٍ...ولكنْ مِنْ مدى صوْمي

صَغيرٌ إنَّما عِزّي...كما الأهرامِ في الْحَجْمِ

لذا قلبي بلا زجْرٍ...لأعرابٍ ولا لوْمِ

فَما للوْمِ مِنْ نفْعٍ...لدى قوْمٍ بلا عَزْمِ

بلا عَزٍّ ولا فخرِ...ولا جِدٍ ولا حَسْمِ

وإمّي حينما ماتتْ...تُرى ماتتْ مِنَ الْغَمِّ

وقبلَ الْموتِ لمْ يحْمرْ...لَها خَدٌّ مِنْ اللَّطْمِ

أبي أُمّي متى ماتا...بدا لي المَوْتُ كالنَّومِ

وقوْمي رُبَّ مِنْ رُعْبٍ ...مِنَ الْحُكّامِ في كَتْمٍ

فلا الإفصاحُ مسموحٌ...إذِ الإفصاحُ كالْجُرْمِ

هُنا التطبيعُ معْ نذْلٍ...بلا شَعْبٍ ولا سِلْمِ

مصيرُ النَّذْلِ والْوَغْدِ...كما التَطْبيعِ للْوَصْمِ

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب