news-details

خطاب نتنياهو امام الكونغرس: فرصة فلسطينية وعربية ولحركات التضامن| أمير مخول

تصوير عاموس بن غرشوم - مكتب الصحافة الحكومي

قراءة أولية :

 

-             يأتي الخطاب في ضوء مقاطعة 90 عضو كونغرس وفي ظل مظاهرات خارج الكونغرس لفلسطينيين ويهود امريكيين واسرائيليين. وتجاهل عائلات الاسرى وتظاهراتهم ضده في تل ابيب .

-             يمكن القول ان الخطاب كان استعماريا بامتياز، في تركيزه على الحرب الوجودية بين قوى الشر والبربرية وقوى التحضّر والتخلف، وهو تكرار لخطاباته بعد السابع من اكتوبر لتبرير حرب الابادة التي يعتبرها مسؤولية فلسطينية. مؤكدا ان الحرب لن تنتهي الا اذا "استسلمت حماس واعادت كل الرهائن الى بيوتهم ، والا سنواصل حتى النهاية ".

-             خطاب من دون افق لاي حل سوى الحل العسكري في غزة، واستمرار الحرب والاحتلال. تجاهل كامل للصفقة واستحقاقات وقف الحرب، وتجاهل كامل للوضع في باقي المناطق المحتلة ومستقبل القضية الفلسطينية. كما لم يأت على ذكر السلطة الفلسطينية فيما يعرف ب"اليوم التالي" المستبعد.

-             برر جرائم الحرب والابادة بتسويغها بأخلاقيات الجيش الاسرائيلي والحامي للمدنيين. وقام بإنكار جرائم الابادة والتجويع والتعطيش والقتل الجماعي.

-             في الخطاب الكثير من جنون العظمة حين وضع نفسه بمنزلة تشرتشل، ثم ان اسرائيل تحمي الولايات المتحدة وتحارب نيابة عنها.

-             يتابع نتنياهو خطاب الغطرسة والابتزاز في اعتبار اي انتقاد لإسرائيل هو لا سامية  وتأليب السياسيين ضد الجامعات الامريكية العريقة وضد حركة الاحتجاج الطلابية على حرب الإبادة، واتهام المحتجين والمنتقدين بانهم محرضون ومدفوعون من قبل ايران.

-             كان واضحا مراهنة نتنياهو على دونالد ترامب في مسعى لاسترضائه بالإشادة بدوره في اتفاقات ابراهم التطبيعية مع العرب وبضم الجولان وبنقل السفارة الى القدس التي تشكل بنظره العاصمة الابدية لإسرائيل. وفي ذلك توسيع للهوة مع الحزب الدمقراطي. فقد شكر بايدن وهاجمه في ذات الوقت بقوله "اعطونا الذخيرة كي نسرّع انهاء الحرب" في اشارة الى "ازمة الذخيرة" مع ادارة بايدن.

-             دعا الى تحالف امريكي عربي اسرائيلي لتجاوز قضية فلسطين. مؤكدا "اعداؤنا اعداؤكم وانتصارنا هو انتصاركم وأن مشكلة الشرق الاوسط تعود الى تصدير الثورة الاسلامية في ايران للسيطرة على المنطقة والعالم وعلى الولايات المتحدة، وأن اسرائيل محطة مفصلية المواجهة لهذا المشروع التوسعي.

-             عمل على اقناع الكونغرس بضرورة نزع شرعية محكمة العدل والجنائية الدولية في جهد استباقي للحيلولة دون اي اجراء لمحاسبة اسرائيل او قادتها العسكريين والمدنيين.

-             موقف الكونغرس مدان فلسطينيا واخلاقيا ودوليا، بمجرد استضافة نتنياهو الناتجة عن الصراع الرئاسي الامريكي، واعطائه منصة ليقوم بتجريم الضحايا وتجريم حركة الاحتجاج الامريكية والعالمية وتبرير الاحتلال.

للخلاصة:

•            الخطاب يعكس تظاهرة ضعف ويكشف بشكل جلي مدى الخواء والانحطاط الاخلاقي والسياسي وانسداد الافق الذي يميز نتنياهو وحكومته، ومدى الاخفاق الاسترايتيجي والسياسي الذي تعيشه اسرائيل.

•            تسبب الخطاب في دق الاسافين بين الحزبين الامريكيين وجعل وضعية اسرائيل امرا خلافيا وسياسيا برهانه على ترامب والجمهوريين، وهو مسألة حساسة في الاعتبارات الاسرائيلية والامريكية.

•            يمكن القول ان الخطاب موجه بالدرجة الأولى للداخل الإسرائيلي الذي لا يبدو من ردود الفعل الاولية انه اقنع الاسرائيليين بتاتا بل سيدفع عائلات الاسرى وحركة الاحتجاج نحو التصعيد.

•            قد يدفع سياسيا الى تعميق الشرخ داخل الحكومة في حال تراجع عن الصفقة، وقد يدفع نحو انتخابات مبكرة بمبادرته.

•            يشكل الخطاب فرصة فلسطينية وعربية لتبرير طلب التدخل والحماية الدولية وتطبيق حل قائم على انهاء الاحتلال والدولتين على اساس قرارات الشرعية الدولية وقرار محكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب