news-details

ذكرى الرفيق كمال الحاج ستبقى خالدة| توفيق كناعنة

الرفيق كمال الحاج ابو ميشيل صاحب الوجه السموح وذو البسمة الدائمة، عرفته منذ أوائل الستينات من القرن الماضي ومنذ ذلك الوقت لم تنقطع علاقتنا الرفاقية الثابتة والمتميزة، خاصة بعد ان عرفته بشكل شخصي عن قرب عندما بدأت احترافي الحزبي للعمل بين الشباب في صفوف الشبيبة الشيوعية في سنة 1965، حيث ألقي على عاتقي مسؤولية الصلة مع فرع الشبيبة الشيوعية في قرية البقيعة وكان هذا الرفيق في ذلك الوقت سكرتيرا لفرع الحزب الشيوعي هناك. ومن الطبيعي ان تكون الصلة أولا مع سكرتير فرع الحزب من اجل التعرف على باقي الرفاق من الحزب ومن الشبيبة الشيوعية ومنذ ذلك الوقت تعمقت علاقاتنا الرفاقية بشكل أقوى خاصة انه في تلك المرحلة التي عملنا بها لم تكن هناك مواصلات منظمة ولم نمتلك سيارة، وفي حالات كثيرة كنا نذهب مشيا على الأقدام. وبسبب هذه الاوضاع كنت بعد الاجتماعات، لكون العودة ليلا صعبة الى بلدي، أبيت عند الرفاق في القرية التي أزورها وكان بيت الرفيق كمال من البيوت المفتوحة للرفاق الذين يزورون فرع البقيعة. وكنت قد بتّ عدة مرات عند الرفيق كمال ومن خلال مثل هذه العلاقة عرفت الرفيق ابو ميشيل عن قرب اكثر وعرفت فيه الصفات الشيوعية الأصيلة والمثابرة في العمل الميداني واخلاصه المتفاني لمبادئه الأممية، وحسن الاستقبال لرفاقه والاستقامة والصدق في علاقاته الانسانية مع جميع الرفاق ومع الجماهير شكل عام.

ان الرفيق ابو ميشيل هو من الرعيل الذي أسهم اسهاما هاما في شق هذا الطريق الصعب حيث جابه نظام الحكم العسكري بصلابة وقوة الشيوعي المؤمن بمبادئه وقيمه الشيوعية والتي هي في الواقع الاكثر انسانية لأنها تضع في مقدمة عملها حياة الانسان، وفي مقدمة هذا الحياة الحرة والكريمة في بلده ووطنه. ومن هذا المنطلق فإن الرفيق كمال ومنذ شبابه حتى آخر ايامه كرس حياته لخدمة جماهير شعبه في هذه البلاد من اجل التحرر والحياة الانسانية الكريمة ومن أجل الاخوة والتعايش الانساني بين جميع شعوب هذه الأرض، وهذا ما آمن به على مدى سنين حياته الكفاحية من اجل مستقبل افضل لشعبنا ولبقية شعوب هذه الارض التي يجب ان يطيب العيش فيها.

أن رحيل الرفيق كمال الحاج كان خسارة لعائلته الصغيرة ولكنه في الوقت نفسه كان خسارة لعائلته الكبيرة، لحزبه وجبهته، حيث كنا نراه في مقدمة الرفاق بجميع المناسبات النضالية التي ينظمها حزبنا وجبهتنا، وعلى المستوى الشخصي خسرت صديقا ورفيقا عزيزا على قلبي حيث كنا عندما نلتقي يستقبلني بابتسامته الحلوة. ان الرفيق كمال كان من الرفاق الذين بقوا قابضين على الجمر متمسكا بمبادئه السامية بالرغم من كل العواصف والصعوبات القاسية التي مرت على حزبنا، وبهامة مرفوعة.

سيبقى الرفيق كمال الحاج حيا في قلوب وأذهان عائلته ورفاقه وجميع من عرفه لأنه كان انسانا صادقا مع الجميع، وهذا ما عرفته بهذا الرفيق، الصدق والأمانة والاخلاص لحزبه وشعبه. ولذلك فإن أمثاله لا يمكن نسيانهم، ونعاهدك يا رفيقي العزيز على اننا سنستمر في تكملة المشوار الذي سرت فيه كلا ما بقينا على قيد الحياة وهذا عهد مني ومن جميع رفاق ورفيقات دربك.

ان ذكراك يا رفيقي وصديقي ستبقى خالدة.

عرابة البطوف

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب