يجفُّ خضار الرياحين على
جبينكِ العنيد
ثم يعود ليخضرُّ حلماً من جديد
يذبل لمعان بريق عينيك
ثم يعود ليخرج من الشمس
شعاعاً وليد
تشتدُّ الريح فتسقط ثمارك
فيحتضنها تراب رحمك
فتنبت أملاً عتيد
***
حلمك يتسامى بخاراً
من ينابيعك
من بحارك
من أنهارك
من دموع أطفالك
من عرق كادحيك
و يعود الى سمائك
غيوماً ماطرة
تبعث الحياة في
جنباتك
***
تنزفين دماً من شريانك
فيزدهر ورداً أحمر على جبالك
على سهولك على وهادك
فتغني المجدلية أمام بيتها الموال
وترقص يافا على ألحان البرتقال
وتخرج أريحا من أعماق الزمان
لتحصد من حقولها فرحاً وغلال
***
تخرجين من غار حراء
وتحطِّمين مناة و هبل
وأصنام إبرهيم
وتطردين من خيالك
عصيّ سحرة فرعون
وسبل الرحيل
فيشتدُّ عودك
فتشمِّرين عن زندك
وتكسرين قيدك
وتسيرين رافعة الرأس
في طريق الآلام
الى رحاب خلودك
***
حلمك مسافر الى أخر
محطات قدرك
خرج من لجَّات تيارات
مجرى نهرك
وسيصل الى أمان زرقة
ميناء بحرك
خرج من أعماق أرضك
الى أعالي جبلك
سرى من ظلمة دياميس ليلك
الى مجرّات شمسك
***
لملمتِ لهيب رمض جمارك
وصنعتِ منها بدايات نهارك
حطَّمتِ من حولكِ جدارك
ونفذتِ منه الى آفاق ديارك
بجراحك أوقفت تيّار اجتياحك
ونفذتِ من ظلام نفق مسارك
***
خذيني الى الأردن واسقيني
من منابع نهرك
انشليني من حَلِك ظلمة أعماق
قاع بئرك
اكتبيني حرفاً منيراً على سطور
صفحات سِّفرك
دعيني أرافق خروج الأنبياء
من السِّر الى الجهر
في دعوتهم الى دينك
إضافة تعقيب