في الشَّمسِ بحرٌ مائجٌ إشعاعا
موجُ الشموسِ يُسَكِّنُ الأوجاعا
جرحُ الليالي نازفٌ لا ينطفي
والمرءُ يشكو وِجْعَةً وصُداعا
جُرِّعْتُ كأس المُرِّ دامس ليلهُ
ورأيتُ عمري بالمقاس ذِراعا
لمّا انطوى ليلٌ بظلِّ عِتابهِ
وُلِدَ النهارُ سفينةً وشراعا
عند الشروقِ تمرُّ موجات السَّنا
فوقَ النَّدى كي تَُفْرِحَ الزُّراعا
طوبى لشمسٍ أطلقت حُريَّتي
مُذْ فجَّ فجرٌ صُبْحُها مُنْصاعا
فتكسَّر القيدُ اللعينُ تَحَرُّرًا
لمّا فتحنا البابَ والْمِصْراعا
شَمْسٌ يدورُ الكونُ حَوْلَ شُعاعِها
فتلألأتْ كلُّ النجومِ تباعا
وشربتُ مِنْ شمسِ النَّهار مَسرَّتي
كأسًا يُروّي ظامئًا مُلْتاعا
وغمرتُ أيّامي بظلٍّ دافئٍ
فيه الحنانُ بشمسِها قد راعا (١)
وتبدَّلتْ سودُ الليالي زهوةً
واستَبْدَلتْ كلُّ النفوسِ طِباعا
١- راعَ: نما
إضافة تعقيب