حركة اليمين الصهيوني العنصري الشوفيني أرست جذورها الفاسدة الأكثر تطرفا قبل قيام دولة إسرائيل بعشرات العقود، وهي أي هذه الحركة هي الوجه الحقيقي القبيح لحكومات إسرائيل خاصة اليمينية المُتعاقبة والذي اخذ يلعب دورا بارزا وارهابيا في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، ولكنه لم يستطع ترجمة نفسه الى نظام حكم الا في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي من خلال إقامة حكومة اليمين الصهيوني العنصري الشوفيني بعد ترأس بيغن لرئاسة حكومة اليمين الصهيوني المتطرف ، أي بعد ما يزيد عن ثلاثين عاما على قيام دولة إسرائيل وما يزال مستمرا وبقوة لفترة زادت عن ثلاثين – أربعين عاما، وما يزال مستمرا وبقوة لفترة زادت عن ثلاثين عاما.
وخلال السنوات الأخيرة للحكومة اليمينية العنصرية الصهيونية الشوفينية اتسعت وتعمقت مفاهيم وسياسات الابرتهايد والتمييز العنصري في كل مناحي الحياة. ولذلك لا يبدو في الأفق السياسي الإسرائيلي اليوم وخاصة الآن أي بديل لهذا النهج اليميني العنصري الشوفيني المتغطرس أي بديل لهذا النهج اليميني ذي التوجهات العنصرية العلنية الذي لا يقبل بأية تنازلات مؤلمة أو غير مُؤلمة، حسب وصف هذا اليمين المتعصب، وبالتالي اليمين العنصري الشوفيني المتغطرس الرافض لوقف إطلاق النار ووقف إبادة الشعب في غزة والرافض لحل الدولتين.
قد يقود المنطقة بأكملها نحو الهاوية والهلاك نحو حرب إقليمية، ستكون كارثة لكلا الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني ولشعوب المنطقة ولكل منطقة الشرق الأوسط.
عبر كل تاريخ الحركة الصهيونية انتهجت قيادتها سياسات النهج التكتيكي وتغيير البرنامج المرحلي للمنظمة الصهيونية حسب الظروف والمعطيات التي واجهتها، والى جانب هؤلاء الصهاينة الديماغوجيين في سنوات الخمسين والستين والسبعين من القرن الماضي، مما يصفون نفسهم باليسار الصهيوني، كانت هناك قيادات يمينية رافضة لكل الحلول الوسطية أو المرحلية والتي تُشير صراحة الى إقامة دولة يهودية على كل ارض الميعاد كما تسميها الحركة الصهيونية العالمية.
أما شعبنا الفلسطيني الذي عاش الكارثة ويعيش الآن حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والذي يعيش في الضفة تحت الحصار والاستيطان الكولونيالي، والاعتداءات العسكرية المتكررة لمدن ومخيمات الضفة هي حقيقة الأمر حرب يشنها الجيش الإسرائيلي والمستوطنون العنصريون الشوفينيون الإرهابية.
هي حرب قتل فيها مئات وآلاف الأبرياء والأطفال وهدمت البيوت وحُرقت الأرض وتوسع الاستيطان الكولونيالي الصهيوني العنصري ،الذي يسعى الى تحويل فلسطين – فردوسنا المفقود – الى دولة يهودية صهيونية عنصرية شوفينية من نهر النيل الى نهر الفرات.
وهنا اريد ان اذكر بأن المفهوم التوراتي الذي كان سائد عند اليهود المتعصبين في القرون الوسطى حتى عام 1665 م ، كان يقول بأن عودتهم الى "ارض الميعاد" لن تكون عن طريق عمل من قبل بشر أو أنسان بل عن طريق الاله "يهوا" وبعد قُدوم المسيح المنتظر، حيث أن عيسى عليه السلام كان من وجهة نظرهم والى الآن مسيحا دجالا.
وهنا أذكر بأن في عام 1665 م ادعى أحد الحاخامين اليهود والمقيم في شمال تركيا ويدعى شباتاي زئيفي (ZEVI) بأنه المسيح المنتظر فبدأت بعض الجاليات اليهودية التي آمنت به في أوروبا، بالاستعداد للهجرة الى فلسطين. ولكن سرعان ما ثبت لهؤلاء بأن زئيفي ما هو الا "مسيح مزيف" – "دجال" وبالتالي توقفوا عن حزم امتعتهم وعادوا الى بيوتهم.
ولم يتغير هذا المفهوم – بأن العودة الى ارض الميعاد سوف تتم فقط بعد قدوم المسيح المنتظر – الا في العام 1862 م، عندما افتى الحاخام هيرش كاليشر (KALISCHER) البولندي الأصل بان انتظار المسيح لا يجب ان يكون على حساب التوجه الى ارض الميعاد. بل انه من المُحبذ إقامة مجتمع يهودي في فلسطين قبل قدوم المسيح يتم تمويله من قبل اغنياء اليهود وتحميه قوة عسكرية تتصدى للبدو".(أي الشعوب العربية والشعب الفلسطيني، بالنسبة لهذا العنصري الشوفيني).
وأضيف بأن تحقيق الخرافات الصهيونية تمت بدعم من أصحاب رؤوس الأموال اليهودية وخاصة آل روتشيلد ودعم دول الرأسمال الغربي وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا بهدف إقامة قاعدة امبريالية أمامية تخدم طبقة راس المال العالمي.
وما قامت به في الفترة الأخيرة زوجة الشوفيني ايدلسون بأنها لن تدعم ترامب الا إذا عمل على ضم الضفة الغربية لإسرائيل هو دليل آخر على دور طبقة راس المال اليميني الصهيوني الداعم للأحزاب اليمينية العنصرية الشوفينية عالميا وفي إسرائيل.
وهنا اذكر بأن كتابات الحاخام كاليشر تزامنت مع صدور كُتيب نشره يهودي ألماني يُدعى موشيه هس عام 1848م. في كُتيبه هذا الذي صدر بعنوان "روما والقدس" وضع هس خطة عملية للاستيطان اليهودي في فلسطين، قوامها قيام اغنياء اليهود أمثال ناثان روتشيلد وموشيه مونتيفيوري بتمويل جمعية هدفها الاستيطان في فلسطين تقوم بشراء الأراضي في فلسطين وتأجيرها لليهود القادمين من أوروبا. (وأصحاب رؤوس الأموال حول العالم وخاصة اليهودي قاموا بدعم العصابات الصهيونية التي ارتكبت سياسات التطهير العرقي في فلسطين وارتكبت جريمة النكبة ضد الشعب الفلسطيني عام 1948، واليوم أيضا يساعدون ويدعمون الاستيطان الكولونيالي العنصري في الضفة الغربية ويدعمون حرب إبادة الشعب الفلسطيني في غزة.
وعلى رأس هؤلاء اليوم الولايات المتحدة التي أعتبرها شريكة في حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة وأيضا في الضفة الغربية، حيث يتناسى الغرب الامبريالي ما يجري من جرائم إرهابية استيطانية في الضفة الغربية حيث يسعى اليمين الصهيوني وعلى رأسه المأفون سموطريش لضمها الى إسرائيل كخطوة أولى في تحقيق خرافات إسرائيل الكبرى.
وقد لقب بعض المفكرين الصهيونيين هس بـ "نبي الصهيونية" لأنه كان اول من صرح علانية بأنه إذا كان هناك من تناقض بين القومية اليهودية ومساواة اليهود في البلاد، فيجب "التضحية بمسألة المساواة في سبيل القومية اليهودية". كما تنبأ بقيام دولة يهودية تتحالف مع الغرب ضد الشرق. (وهذا ما تقوم به إسرائيل في المنطقة كحليف استراتيجي للإمبريالية العالمية).
وعلى وجه الخصوص الشيطان الأكبر الولايات المتحدة التي لعبت دورها الإرهابي العالمي من خلال دعم وأنشاء حركات التطرف الديني اليهودي والمسيحي والإسلامي بهدف تمزيق الشعوب والقضاء على مفاهيم النضال الطبقي الاممي ضد الامبريالية والصهيونية العنصرية. وهذا ما يقوم به الغرب الامبريالي وخاصة الولايات المتحدة التي دعمت وتدعم مشاركة إسرائيل في حروبها العدوانية الاستباقية ضد شعوب ودول المنطقة.
والآن الولايات المتحدة شريكة وداعمة لإسرائيل في حربها الاجرامية ضد الشعب الفلسطيني في غزة وداعمة لاستمرار الاحتلال العنصري الشوفيني الكولونيالي للضفة الغربية، وكل التصريحات من قبل الإدارات الامريكية المُتتالية ديموقراطية كانت ام جمهورية حول حل الدولتين ما هي الا تصريحات ديماغوجية كاذبة لان الولايات المتحدة لو ارادت ذلك، وهي لا تستطيع فعل ذلك بسبب هيمنة المُحافظين الجدد كهنة الحرب – والصهيونية على الإدارات الامريكية على السلطة في أمريكا جمهورية كانت ام ديمقراطية ولما كانت تستعمل حق النقض الفيتو في مجلس الامن عدة مرات دعما لحكام إسرائيل اليمينيين العنصريين الشوفينيين. وخاصة الآن خلال حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وارهابها الرسمي في الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة.
وهنا اذكر بأنه في العام نفسه وبعد موجة عنف ضد اليهود في أوروبا وضع هس كُتيبه "روما والقدس" خطة إقامة وطن يهودي في فلسطين بمساندة القوى الاستعمارية، واقتبس فيه من كتابات أرنست لاهاران وهو فرنسي مسيحي كان هدفه غير المُعلن التخلص من اليهود في فرنسا – التي يحث فيها اليهود على الهجرة الى فلسطين قائلا لهم: "بجهدكم وعملكم ستنقذون الشرق المليء بالكسل والسرقة والتحريض.. كونوا المدافعين عن الاخلاق في الشرق.. ان قرآنهم سيتم تطهيره عندما يحتك بتوراتكم".
ولكن الحقيقة التاريخية أثبتت بأن الامبريالية العالمية والصهيونية العالمية قامت وتقوم بأبشع الجرائم ضد شعوب الشرق، وخاصة بحق الشعب الفلسطيني وخاصة جرائم النكبة عام 1948 م، والان حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
إن الذي يجب مواجهته الان هم المتطرفون اليمينيون العنصريون الشوفنيون من أمثال سموطريش وبن غفير وامثالهم الذين يتقنعون بالمفاهيم التلمودية الصهيونية المتغطرسة.
وهنا أقول بان كاتب هذه السطور اممي قومي، قومي اممي لا يعرف الكراهية لاي شعب واحترم الايمان الديني لكل شخص، ولكن اطرح السؤال، هل غطرسة وعنصرية وشوفينية اليمين الصهيوني وحكام إسرائيل ودعم الولايات المتحدة لهذه السياسات ستؤدي الى حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط؟ او حتى الى حرب عالمية تؤدي الى هلاك الإنسانية؟ كل الاحتمالات واردة الا إذا كان هناك من يردع هذه المفاهيم.
/مراجع المقال:
-كتاب على خطى يهوشع – تأليف د. رفيق الحسيني.
إضافة تعقيب