إلى عاصم الصُّويِّم، زرع نبتتَه في المخيَّم
وذهب باتِّجاه العراء..
في المُخيَّم..
فيما وراءِ حشائشِ الذِّكرى،
تُوجَدُ نجمةٌ صُغرى يتيمة..
وتنامَ في يدِ صاحبِها المُتَيَّم..
لا أُغرودةٌ بعثتْ زوايا الحيٍّ في عَرَض السُّكُوت
ولا زُغرودةٌ صدَحتْ بذاكرةِ البُيُوت.
(لكنَّ عند الرُّوحِ لا تشتمُّ رائحةَ الهزيمة)
ويقولُ صاحبُها
بأنَّ النَّهر يأخذُ ضوءَها في كلِّ ليلٍ
كوَلِيٍّ من أولياءِ الله،
يغسلُ حُزنَها الكَونيَّ بالبركاتِ والرُّؤيا،
ويعودُ بالأملِ المُكَرَّم.
في المُخيَّم..
ثمَّةَ عاشقانِ..
تسربلا بالحبِّ،
تسرمدا بالحُضنِ في قلب الحنانِ،
تأبَّدا في لحظةِ الإنسانِ،
تزوَّجا بالماء تحتَ ظلِّ عَريشةٍ صُنعت خُصُوصاً
من أكُفِّ النَّازحينَ ووَردِِ حُضنِهِمُ المُغَيِّم.
عانقناهما طَرَبا..
ورقصنا مثلَ مذبوحِ الحَمام..
حين اتَّخذنا الحُزنَ في أعماقنا سَرَبا..
وحين مرَّ العام..
مرَّ العالمُ بالثَّالثِ من تحتِ الرُّكام..
أنجبا طفلاً كان في المَهْدِ صبيَّاً يتيتَّم.
عند أقصى دمعةٍ
من جَوفِ وُجدانِ المُخيَّم..
يُوجَدُ شاعرُ الأُمِّيَّةِ الفُصحى
أوحى له الإنسانُ مِ الإنسانِ
ما أوحى..
ويُوجَدُ ماكِرٌ أسرى
بكلِّ مخازنِ الذِّكرى
من الأمطار والبِذْرة..
بينما في الكَفَّةِ الأُخرى
جفَّتْ نباتاتُ الصُّوَيِّم.
في المُخيَّم..
لا أرى وطني
ولكنِّي..
أُقاوِمُ كُتلةً سوداءَ فوق النَّارِ في بَدَني.
أُذاكِرُ حِصَّةَ الوَجَعِ الوُجُوديِّ،
واليوميَّ من شَجَني.
كُرَّاستي أرضي..
دمي حِبري..
وضَوئي قلبُ مَرْيَم.
*شاعر تقدمي من السودان
إضافة تعقيب