news-details

كمال الحاج (أبو ميشيل)، الانسان العصامي الصامد والقابض على الجمر | د. عبدالله أبو معروف

رفيقي وصديقي ابو ميشيل كمال الحاج،

عرفتك في اوائل سنوات التسعين من القرن الماضي في زمن ما سمي بزمن الانهيار، انهيار المنظومة الاشتراكية في اعقاب خيانة غوربتشوف لكنك لم تنهار .

بل وجدتك عندها صامداً كجلمود صخر كبير لا تهزه ابداً كل العواصف، وكم كان عندها حزبك/حزبنا بحاجه الى امثالك الصامدين، حيث شهدنا حينذاك انهيار الكثيرين.. اما أنت فقد ازداد صمودك وتمسكك بالمبادئ الشيوعية الانسانية النيّرة لانك كنت مؤمناً حتى النخاع بهذا الفكر الذي مارسته بجدارة خلال حياتك.

فعندما تداولنا الحديث في ذلك الوقت رأيت فيك الانسان العصامي الصامد والقابض على الجمر في كفيّه، لكن كفك لم تحترق.. فعرفتك الشيوعي المناضل الاصيل الصامد منذ عقود، منذ سنوات الخمسين من القرن الماضي، في زمن كان فيه الصمود والبقاء والنضال صعباً جداً واقتصر على من يستحق ذلك. فأنت كنت من ضمنهم وفي طليعتهم.

وتوطدت علاقتنا يوما بعد يوم بالثقة المتبادلة وفي جلساتنا الرفاقية الحزبية كانت تعتبر جلسات عائلية اشعرتنا من خلالها بالقرب العائلي كالآهل. فكانت نظرتك لكل رفيق بأنه جزء من عائلتك ولذلك ليس من قبيل الصدفة ان قام الرفاق بتكريمك الذي تستحقه قبل أن تودعنا. فتكريم امثالك هو بالفعل يكون في الحياة. وعندما قمنا بذلك في بيتك العامر لقينا فيك الأب الجامع لكل هذه العائلة وشعرنا بالدفء العائلي وطيبتك وتواضعك الدائم.

 لقد كان لي الشرف الكبير أن احصل على ثقتك بي بكونك الانسان الشيوعي المتمرس قولاً وفعلاً، فلم تكن تصبو لمنصب ما، لأنك كنت أنت المنصب الاعلى بحد ذاته، وكنت البوصلة المرشدة والموجهة على الطريق الصحيح والتحليل الصحيح.

أبو ميشيل كمال الحاج، لقد تواصلت واتصلت مع جميع الناس بكونك حامل شعلة النضال ومن خلال جريدة الاتحاد التي اوصلتها بكل محبة وسرور الى القُرّاء.

لأنك كنت على يقين بان هذه الجريدة، هذه الشعلة، هي التي تنير الظلمة وتكشف الحقيقة للناس وتزرع الامل في قلوبهم نحو المستقبل الافضل.

رفيقي الراحل الباقي ابو ميشيل ليس من السهل في هذا الزمن الصعب نيل ثقة كل المجتمع اما أنت فقد نلت هذه الثقة بجدارة وبدون تكلف وانت تستحقها بكل ما في الكلمة من معنى. فقد كانت الاستقامة منهجك والصدق منبعك والاخلاص مسيرتك.

رفيقي الغائب الحاضر ابو ميشيل لقد وقع نبأ رحيلك علينا نحن رفاقك في الحزب كالصاعقة وقد أهتز حزبك الذي افتخرت به وافتخر بك كثيراً وكان من الصعب علينا قبول وتقبل نبأ رحيلك القاسي.

كنا نريد أن يدوم عطاؤك ونضالك لعقد أخر لكنك لربما أردت أن تحمّلنا قليلاً من العبء وألمسؤلية لنستمر على دربك النضالي بكل ثقة وصمود، فكن على ثقة بأننا سنواصل المسيرة-مسيرتك حتى نجني الثمار التي صبوت اليها وانتظرتها. فنم قرير العين يا رفيقي فقد ودعناك ولن ترحل، ستبقى ذكراك العطرة الطيبة معنا ومنها سنستمد قوانا.

رفيقي ابو ميشيل كمال الحاج

لروحك السلام

وتكريما لابي ميشيل وذكراه الطيبة قررَتْ سكرتارية منطقة عكا الحزبية تسمية النادي في البقيعة: نادي الرفيق كمال الحاج، لتبقى ذكراه عطره.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب