لسْتُ إبراهيمَ لسْتُ...مَلكًا لسْتُ نَبِيّا
رُغْمَ أَنّي لمْ أَزُرْهُ...كانَ إنسانًا سَخِيّا
كانَ للَّهِ خليلًا...وحبيبًا وَصَفيّا
لمْ أَكُنْ حتى بَشيرًا...أوْ نَذيرًا أوْ دَعيّا
لمْ أقُلْ إِنّي سأبقى...معْ رَفيقيْيَ عَشِيّا
إذْ لنا أمْرٌ وَيَقْضي...أنْ نُجيرَنَّ تَقِيّا
وَرِعًا يحْيا حزينًا...بين قوْمٍ وَشَقِيّا
رُغْمَ إنكارٍ شديدٍ...ظلَّ صِدّيقًا وَفيّا
كارِهًا أفْعالَ خِزْيٍ...مُنْكراتٍ وَجَلِيّا
كلُّ فُسْقٍ مارَسوهُ...كانَ مذْمومًا فَرِيّا
حاوَلوا إخراجَ لوطٍ ...إنَّما ظلّ أَبِيّا
ثُمَّ هَمّوا بالضُّيوفِ...فغدا كلُّ بَغِيّا
وهُنا أرْفعُ صوْتي...لِمَ أُبْقيهِ خَفِيّا
قوْمُ لوطٍ لمْ يَزلْ في...أرضِ عدنانَ نّديّا
وَبِغالُ الْحُكْمِ أيْضًا...ليْسَ مَنْ مِنْهمْ سَرِيّا
إنَّهم حقًا بِغالُ...كوْنُهُمْ دوْمًا مَطِيّا
في سِباقٍ للرُّكوعِ...كِفُرادى أوْ سِوِيّا
كلُّ قوْلٍ فيهِ ذَمٌّ...كمْ بِكُمْ كانَ حَرِيّا
إنَّكُمْ بالنارِ أولى...احْتِراقًا وَصِلِيّا
وَيْلُكُمْ مِنْ قبْلُ كُنّا...أكْثَرَ الناسِ رُقِّيّا
فلَنا ذِكْرٌ حَميدٌ...في الدُنى كانَ زَكيّا
وَلنا فِكْرٌ مُنيرُ...في الدُجى كانَ سَنِيّا
وَلنا قدْرٌ عظيمٌ...وَحُضورٌ كانَ بَهِيّا
وعلى الأعداءِ أيْضًا...بأسُنا كانَ قَوِيّا
كلُّ بَغْلٍ ليسَ مِنّا...إنْ يَكُنْ بغْلًا غَبِيّا
أوْ يَكُنْ نغْلًا ذليلًا...وحقيرًا وَغَوِيّا
مستَحيلٌ أنْ يَكونَ ...النَّذْلُ مِنْهُمْ عَرَبِيّا
مُسْلمًا حتى مُحالٌ...انْتهى الْقَوْلُ لَدَيّا
إضافة تعقيب