يا وحدنا إنَّ الْحِصارَ لهيبُ
لسعُ الحرائقِ قاتلٌ ورهيبُ
صاحتْ بناتُ الحيِّ من وجدانها
يا ويحنا إنَّ الأصيلَ غريبُ
يا وحدنا في لُجِّ بَحرٍ هائجٍ
متلاطمٍ مسجورِ فيه لهيبُ
يا طولَكرمٍ إفرَحي لا تجزعي
الفجرُ شقشقَ والهزيعُ يغيبُ
يا طولكرمٍ يا حبيبةَ قلبنا
قد طاب شهدكِ والحبيبُ يطيبُ
كَرْمِيةُ العينينِ فاتنةُ الصِّبا
بعبيرِ زهركِ للشهيدِ نصيبُ
وجنينُ أُخْتُكِ ما توانت لحظةً
فيها العواصفُ والصُّمودُ مَهيبُ
تبقى الإرادةُ في النفوس مُحَفِّزٌ
حتى يُغادِرَ ظالمٌ وغصيبُ
لم ينسَ طفلٌ حقَّهُ وبلادهُ
لا هانَ دمعٌ في العيونِ رَطيبُ
يا قاتلَ الأطفال فجري قادمٌ
سهمٌ صليبٌ قَوْسُهُ مهيوبُ
العصفُ يَجري في البلادِ جداولًا
سيفُ الشمالِ مع الجنوبِ رقيبُ
شَمْسُ النَّهارِ تدُقُّ في أبوابِنا
ما خابَ دمٌّ في ثراكِ خصيبُ
إنَّ الملوكَ تقلَّبَتْ ألْوانُهُمْ
والخائنَ العهدِ الوثيقِ يخيبُ
صبرًا فإنَّ الصبرَ مِفْتاحُ السَّنا
ما دامَ ليلٌ دامسٌ وعصيبُ
حُرِّيّةٌ حمراءُ عاليةُ اللوا
ما أتعبتنا أدمُعٌ وندوبُ
بيروتُ ردَّتْ يا أُخيَّ بلَوْعَةٍ
يا وحدنا إنَّ الخلاصَ قريبُ
يا غُرةَ الجرحِ المُضيء بشمسنا
أنتِ الدواءُ وبلسمٌ وطبيبُ
أنتِ انسيابُ نزيفنا وعيوننا
نهرُالكرامة في النُّفوسِ سكيبُ
نهرٌ وقد روّى الأديمَ فُراتُهُ
حتى ارتوتْ انجادُنا وسهوبُ
ونَمتْ على جنباتهِ أزهارنا
حمراءُ مِنْ دمِّ الشهيدِ تُهيبُ
في طولكرمٍ أينعَتْ بيّارةٌ
في النَّفسِ يسري عِطْرُها ويذوب
يا طولكرمٍ في ربوعك قد نما
جيلٌ بروحٍ قد فداكِ مُهيبُ
في نورِ شمسٍ قد تجَلَّتْ أنجمٌ
ماكانَ فيها خافتٌ رُعْبُوبُ
يا راكبَ الريحِ السريعِ بساطهُ
هيا إلى مسرى الرَّسولِ نَؤوبُ
لنُزيِّنَ الأسوار نورًا وشذى
وَيَرِفُّ مَعْ كنَفِ البُراقِ طَروبُ
وَنَزِفُّ أشبالًا بعرسٍ جامعٍ
فرحتْ به أُمٌّ وعزَّ حبيبُ
إضافة تعقيب