news-details

الحزب الشيوعي والجبهة: نهج "الموحدة" يشرعن الإرهاب الاستيطاني

تصريحات منصور عباس ليست "خللاً" بل تعبيرٌ عن التطبيع المفضوح مع سياسة الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية، ولم تعد تنطلي على أحد "لعبة الأدوار" و"البيانات التوضيحية"


يدين الحزب الشيوعي والجبهة تصريحات رئيس القائمة "الموحدة" النائب منصور عباس التي تشرعن الإرهاب الاستيطاني الذي تمارسه عصابات المستوطنين في الأراضي المحتلة عام 1967، بالعدوان اليومي على البشر والحجر والشجر وعلى الأرض والإنسان والمقدّسات.

فحسب معطيات الأجهزة "الأمنية" نفسها، سجّل النصف الأول من العام 2021 ما لا يقل عن 416 جريمة نفّذها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، مقابل 507 جرائم في العام 2020 ومقابل 363 جريمة في العام 2019. أي أنّ العدد يتضاعف من عام إلى آخر. هذا ناهيك عن عشرات الحالات التي لا تعترف بها المعطيات الرسمية الإسرائيلية.

إنّ هذه التصريحات البائسة هي سقطة جديدة وخطيرة في نهج "الموحدة" لشرعنة منظومة الاحتلال والاستيطان والتطبيع معها، من خلال التصويت على ميزانيات "الأمن" وميزانيات ضخمة لتكثيف الاستيطان والتهويد في القدس والضفة، ومواصلة الاعتداء على المقدسات وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك الذي يشهد تصعيدًا في اقتحامات عصابات المستوطنين. وأيضًا من خلال التصويت قبل أيام على قوانين عسكرية تستهدف الأسرى السياسيين وتمكّن الشرطة من استباحة حرمات البيوت دون أمر قضائي.

وبالتوازي مع هذه السقطات السياسية الخطيرة وغير المسبوقة، تتكشّف يومًا بعد يوم هزالة "الإنجازات المدنية" التي يتغنّى به أصحاب هذا النهج، حيث أكدت الوزيرة شاكيد ما حذّرنا منه مسبقًا، من أنّ قانون الكهرباء بصيغته المعدّلة لا يقدّم حلولاً جذرية وحقيقية لعشرات ألاف البيوت العربية المحرومة من الكهرباء، وخصوصًا في النقب، بسبب العراقيل الكثيرة التي وضعتها الحكومة ورضخت لها "الموحدة". وكذلك تبيّن أنّ القرار الحكومي 550 هو استمرار للقرار السابق 922 ولا يشتمل على أية إنجازات نوعية حقيقية للجماهير العربية.

إنّ هذه التصريحات المدانة للنائب منصور عباس ليست "خللاً" ولا مجرّد زلّة لسان، بل تعبيرٌ عن تخلّي "الموحدة" عن أدنى التزام وطني وسياسي وأخلاقي تجاه الشعب الفلسطيني، وتطبيعها المفضوح مع سياسة الاحتلال والاستيطان لتصفية القضية الفلسطينية وتمرير مخططات الضمّ ومنع قيام دولة فلسطينية على حدود 4 حزيران 1967 حسب قرارات الأمم المتحدة.

ونقول للمتنفذين في الحركة الإسلامية الجنوبية والقائمة "الموحدة" بأنّ "لعبة الأدوار" و"البيانات التوضيحية" لم تعد تنطلي على جماهيرنا، فالمطلوب من الحركة الإسلامية ومن حليفها النائب مازن غنايم هو الانسحاب من هذه الحكومة التي تواصل نفس السياسات العنصرية المعادية لشعبنا وجماهيرنا.

أخبار ذات صلة