news-details

تحريض فاشي على البروفيسور أمل جمال بسبب موقفه من الأسرى

بروفيسور امل جمّال عرض موقفًا سياسيًا وأخلاقيًا مركبًا وعميقًا بشأن إيواء أو مساعدة الأسرى، لكن التحريض الفاشي عليه مستمر، استنادًا إلى منشورات مبتورة ومشوّهة لتصريحه الواضح.

 

شنت جهات يمينية فاشية، ومنها حركة "ام ترتسو"، حملة تحريض عنصرية على البروفيسور في العلوم السياسية، والمحاضر في جامعة تل أبيب، امل جمال، بعد أن عبّر عن موقفه من قضية هروب الأسرى الفلسطينيين.

واستضاف الصحفي جاكي خوري، في حوار طويل على إذاعة الشمس، يوم الجمعة الماضي، البروفيسور أمل جمال للحديث حول قضية الأسرى في إطار التوتر بين المواطنة والهوية والقومية وحول التداعيات على المدى الطويل التي ستحمله القضية.

وفي إطار الحديث عن الواقع المركب الذي يتواجد فيه المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل، والتناقض الأخلاقي الذي يواجهه أي مواطن فلسطيني في حالة مفترضة في قضية الأسرى، قال جمال: "إذا لجأ إلي أحد الأسرى الفارين، كيف كنت سأتصرف؟ من جهة هناك القانون والاتهام بخيانة الدولة، ومن جهة أخرى هناك الوجدان الإنساني الذي يفرض علي إيواء شخص بحاجة لمساعدة، وهذا جزء من الواقع المعقد الذي يواجهه كل مواطن فلسطيني في الداخل".

وحين سأله المذيع حول إجابته الشخصية على هذا السؤال الافتراضي على خلفية الواقع المركب الذي يعيش فيه الإنسان الفلسطيني في الداخل، أجاب جمال: "هذا تساؤل لا يوجد عليه إجابة قاطعة واضحة، هذا أمر حيثياتي، يجب التعامل معه في الواقع، لا توجد إجابة صحيحة، كل إنسان يمكن أن يتعامل معه بشكل مختلف. وحسب رأيي أن كل تعامل إنساني في هذه الحالة هو شرعي. هذا يعني في حال تصرفت بشكل إنساني وقدمت المساعدة، يجب أن أتحمل المسؤولية القانونية عن ذلك، هذا جزء من التعامل مع منظومة القانون الاسرائيلية، التي تريد أن تثبت القيود حول تعاملنا مع مثل هذه المواضيع".

ويشار الى أنه جرى تشويه الموقف المركب والعميق الذي عبّر عنه باستقامة وجرأة بروفيسور جمال، ففي إزاء ما نقلناه أعلاه حرفيا لأقواله، قام بعض الصحفيين بنشر أقواله، ليس فقط مبتورة ومنقطعة عن السياق، بل بشكل مشوّه استغله فاشيو "ام ترتسو". فمثلاً نشر الصحفي فرات نصار على موقع القناة 12، يوم الجمعة السابق: "قال البروفيسور أمل جمال في مقابلة: إذا جاء السجناء الهاربون إلى منزلي وطلبوا طعامًا أو ملابس، فسوف أساعدهم شخصيًا من وجهة نظر إنسانية - وأنا على استعداد للعقاب على ذلك".

 

وشنت حركة "أم ترتسو" اليمينية الفاشية المتطرفة، حملة تحريض ممنهجة على البروفيسور أمل جمال، وأطلقت حملة توقيعات تطالب جامعة تل أبيب بمعاقبته.

 

وكتبت الحركة الفاشية في عريضتها المسمومة بالعنصرية: "هذا التصريح يعبر عن دعم الإرهابيين الهاربين القتلة الذين هربوا من السجن الإسرائيلي وعلينا جميعًا أن ندين هذا البيان بالإجماع بكل الوسائل المتوفرة لدينا. البروفيسور جمال هو شخص تقف وراءه واحدة من أرقى المؤسسات التعليمية في البلاد، وخلفه عدد لا يحصى من الطلاب الذين درسوا أو سيدرسون لديه، انسان كهذا لا ينبغي أن يتكلم بهذه الصورة، لا أخلاقيًا ولا قانونيًا".

وأضافت الحركة الفاشية في تحريضها: "نطالب جامعة تل أبيب بالتصرف في أسرع وقت ممكن ومعالجة الأمر. في أي دولة طبيعية، فإن دعم القتلة الذين هربوا من السجن سيؤدي إلى عواقب وخيمة على ذلك الشخص، وهكذا نريد أن تتصرف الجامعة تعمل الجامعة التي ندرس فيها".

من جهته، عقّب النائب عوفر كسيف حول القضية عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "نشد على يد البروفيسور أمل جمال في مواجهة هجوم المنظمة الفاشية ام ترتسو، لن نسمح للفاشيين بالقضاء على حرية التعبير والنقد".

 

وعبرت الشبيبة الشيوعية عن تضامنها مع البروفيسور في العلوم السياسية، امل جمال، في وجه الهجوم العنصري عليه من قبل التنظيم الفاشي "ام ترتسو".

وأكدت الشبيبة في بيان "وقوفها وتصديها الدائم لمثل هذه الحركات الفاشية التي تعمل بشكل منهجي على تعزيز العنصرية والفصل العنصري والاحتلال"، وأضافت: "تحث حركتنا كل الحركات الشبابية والطلابية للانضمام الى النضال من أجل حرية التعبير والنقد والاحتجاج في الحرم الجامعي وفي كل مكان".

أخبار ذات صلة